تصاعدت في عدد من المحافظات المصرية أمس الأحد المظاهرات الرافضة للانقلاب إحياء للذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، مخلفة أكثر من 25 شهيدا والعشرات من المصابين برصاص قوات الجيش والشرطة إضافة إلى عدد كبير من المعتقلين، في وقت واصل فيه الجيش إغلاق جميع المداخل المؤدية إلى ميدان التحرير. ففي إمبابة والوراق المنصورية التابعة لمحافظة الجيزة جابت المسيرات الشوارع، مرددة شعارات تندد بالانقلاب العسكري وتطالب باستعادة المسار الديمقراطي، رافعة شارات رابعة وصور الرئيس الشرعي محمد مرسي. وفي القناطر بمحافظة القليوبية اندلعت مظاهرات رافضة للانقلاب، مطالبة بزوال حكم العسكر والعودة إلى الشرعية، ومصرة على إكمال طريق الثورة، ومنددة بالقتل وبالاعتقالات. أما في محافظة الشرقية فتواصلت المظاهرات الرافضة للانقلاب، وقد رفع المتظاهرون خلالها شارات رابعة وصور مرسي، ورددوا هتافات تطالب برحيل الحكم العسكري، والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين. وأقرت وزارة الداخلية بأنها ألقت القبض على 150 متظاهرا خلال فعاليات الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير والتي بلغت أكثر من ستمائة مظاهرة في أغلب محافظات الجمهورية المصرية. واستخدمت الشرطة والجيش الرصاص الحي والمباشر من أسلحة ثقيلة ومنع سيارات الإسعاف من الاستجابة لاستغاثات المتظاهرين والضحايا. كما استخدمت السلطات أفواج البلطجية المدججة بالأسلحة البيضاء والمولوتوف. وقد سجل في فعاليات هذه الذكرى استخدام المتظاهرين للألعاب النارية وقطع الطرق لمنع تقدم قوات الأمن نحوهم. كما تبنت حركة تطلق على نفسها "العقاب الثوري" هجمات مختلفة على عدة أهداف أمنية. ويؤكد المراقبون أن تمادي الانقلاب في النهج الأمني الذي تتعامل به قوات الجيش والشرطة مع التظاهرات السلمية سيؤدي إلى مزيد من الأزمات والانفلات الأمني في ظل حالة من الإفلات من العقاب المتعمد من قبل النيابة العامة وجهات التحقيق للانتهاكات التي ترتكبها قوات الجيش والشرطة، وتغييرها لمسرح الجرائم التي تقوم بارتكابها. وتأتي الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير في سياق داخلي متسم بتأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع وتيرة الاحتجاجات المناهضة للانقلاب.