انتفاضة من ينتحرون سياسيا وزراء بدؤوا يشعرون بالخطر وشرعوا يسنون قوانين على مقاسهم ؟ غط الكبير خرجت علينا مجموعة من المنابر الإعلامية المكتوبة والالكترونية خلال الأيام القليلة الماضية بأخبار من طرف وزارة الداخلية مفادها : أن تقلد مناصب المسؤولية خلال الاستحقاقات المقبلة داخل الجماعات الترابية والمجالس الجهوية والإقليمية وغيرها لا بد من توفر مستوى الباكلوريا على الأقل، فهذا كلام جميل جدا، ودعنا نقول لهؤلاء الوزراء ومن يشرعون معهم من البرلمانيين فانه يجب كذلك على الكتلة الناخبة التي ستصوت أن تتوفر على المستوى نفسه وزيادة أي الإجازة والماستر والدكتوراه. إن هذه القرارات الخطيرة والغير المحسوبة العواقب والغير الشعبية بدأت تطبخ خصوصا من طرف وزراء وبرلمانيين سئم الشعب من وجوههم من كثرة جلوسهم وتربعهم على كراسي المسؤولية دون أن يقدموا شيئا يذكر، هؤلاء الوزراء استشعروا خوفا بقدوم نهايتهم على أيادي الناخبين داخل قلاعهم حيث بدأت بوادر الانهيار تتهاوى فوق رؤوسهم مما جعلهم يهرولون من الآن ليشرعوا لأنفسهم وعلى مقاسهم دون أن يستدركوا أن من يحسب وحده كيشيط عليه كما يقول المغاربة. إن الدافع لسن هذه القوانين ليس من اجل عيون الشعب الذي بدا يمل من العملية الانتخابية برمتها خصوصا بعد القرار ات الغير الشعبية التي أصابت المغاربة في جيوبهم وقوتهم اليومي، بل يشرعون لأنفسهم للحفاظ على كراسيهم التي أليفوها وتعايشوا معها ولايات وسنوات طويلة حتى أصبحت بالنسبة إليهم بحال "البزولة "لا يمكن الاستغناء عنها إلا بشق الأنفس. فان كانت لهؤلاء الوزراء ومعهم البرلمانيون الموالين لهم النية في الإصلاح والتغيير وتقديم المصلحة العامة عن المصلحة الخاصة، وغيرة على هذا الوطن الحبيب، فليشرعوا بسن قوانين تمنع البقاء في المناصب لولايتين فقط من اجل فتح المجال لوجوه جديدة تقلد المسؤولية،كما يجب القطع مع نظام التصويت باللائحة الذي جاء به اليوسفي، وقولوا للشعب الحقيقة لماذا تم استعمال هذا النظام، أقول بصراحة إن نظام اللائحة رغم عيوبه الكثيرة جاء من اجل تكريس نفس الوجوه لأنهم في الأخير من "يتقنزعون "على رؤوس اللوائح ويقطعون الطريق أمام الطاقات الشابة التي من شانها رفع مشعل تسير الشأن العام. هل يشرع هؤلاء الوزراء إلى عودة النظام الفردي الأحادي بالرغم من ايجابياته فإنهم لن يشرعوا ولن يقدروا والتجربة تعرفونها إن هذا النظام كردع مجموعة من الوزراء في عهد وزير الداخلية السابق إدريس البصري من طرف مواطنين عاديين، وهذه هي تخوفاتهم . أقول إن القرارات الغير الشعبية التي اتخذتها الحكومة الحالية جعلتها تفكر في سن قوانين تحميها من "التكرديع" في الانتخابات المقبلة وأريد هنا أن أضع مجمموعة من الأسئلة مثلا : إذا ترشح رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران نفسه داخل دائرته في سلا بالنظام الفردي الأحادي هل سينجح ؟ وإذا ترشح محمد مبديع بنفس النظام الانتخابي في دائرة سيدي محمد الضاوي بالفقيه بن صالح هل سينجح ؟ وإذا ترشح محمد يتيم الهارب من مدينة بني ملال إلى الدارالبيضاء، إذا ترشح بدائرة سيدي مومن بنفس النظام الأحادي الفردي هل سينجح ؟ فجربوا وشرعوا لهذه الوصفة الحقيقية التي ينتظرها الشعب المغربي من اجل معرفة شعبيتكم وقدرتكم على النجاح والثقة الكبيرة التي تحضون بها من طرف الشعب ؟ دعوني أقول لكم سيجوا على أنفسكم بالقوانين،حتى تبقون وحدكم إن شاء الله في تقلد المناصب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ويبقى الشعب أداة للتصويت عليكم وكل عام وانتم بألف مسؤولية.