في حوار صريح الوزيرة شرفات أفيلال لم أسع إلى الاستوزار والحكومة ليست إسلامية وفي المغرب "حتى واحد ما مات بالعطش والحمد لله" حاورها :أحمد الطيب فيما يلي نص الحوار الجريدة: أنت تقدمية في حكومة إسلامية. ألا ترون أن هناك تناقضا في الأمر؟ - بالله عليكم واش باقي ما عيتوش من هاد الكلام! من قال لك إن الحكومة إسلامية؟ الحكومة هي حكومة ائتلاف تضم أحزابا من مشارب سياسية متعددة، منها ما هو محافظ وليبرالي واشتراكي، يؤسس عملها ميثاق الأغلبية والبرنامج الحكومي وتشتغل في جو يطبعه التآزر والتعاون بين كافة الوزراء. والكل يشتغل من أجل إنجاح هذه التجربة السياسية التي من المفروض أن تكون تجربة ديمقراطية عادية في إطار التناوب والتداول الديمقراطي على تدبير الشأن العام. الجريدة: كيف تتعايشن، كتقدميات، مع رئيس حكومة لا يخفي تبرمه من النساء المتحررات؟ - إذا كنت عوال أني سأتحدث عن السيد رئيس الحكومة بسوء فأنت مخطئ. هذا رئيسي وأنا أحترمه. السيد عبد الإله بنكيران هو رئيس لجميع وزراء ووزيرات الحكومة، بمن فيهم الوزيرات الحداثيات والمحافظات، ويحترم جميع التوجهات والمواقف بما فيها القضايا التي لا يتفق مبدئيا معها. ولم ألمس إطلاقا كونه تعنت لموقف أو قرار من شأنه أن يخلق نزاعا داخل مكونات التحالف الحكومي. الجريدة: رغم ما يقال بأن هناك انسجاما داخل الفريق الحكومي، فإن ذلك لا يخفي وجود خلافات حول تصورات كل فريق، خاصة في نظرته للمرأة... وليس خافيا خلافكم حول زواج أو تزويج القاصرات. - قضية تزويج القاصرات لم تطرح بعد داخل المجلس الحكومي. هذا مقترح قانون لازال في البرلمان وفيه خلاف حول تحديد سن الزواج بين فريق حزب التقدم والاشتراكية وفريق العدالة والتنمية. وهذا شيء طبيعي لأننا حزبان ينتميان لمدرستين فكريتين مختلفتين (فين هو المشكل؟) وسنعمل على تدبير هذا الخلاف في جو مسؤول في الوقت المناسب. الجريدة:سبق أن عبرت عن موقف جريء حول البكارة، هل ما زلت تتبنين نفس الموقف، وهل يمكن أن تعيدي طرحه داخل المجلس الحكومي أو البرلمان؟ - لم أعبر عن موقف حول البكارة، بل عبرت عن موقف حول التعاطي مع ظاهرة الاغتصاب. والصحافة وضعت المجهر فقط على هذه الكلمة. ولازلت أتبنى نفس الموقف. الجريدة: هل صحيح أن قطاع الماء وضع على مقاسك على اعتبار تجربتك العلمية المبنية أساسا على تدبير الماء الصالح للشرب؟ - قطاع الماء كان موجودا قبل أن أتحمل المسؤولية فيه. ولم أسع أبدا إلى الإستوزار (ويمكن لك تسول على ذلك). الجريدة: هل توجد خريطة حقيقية للماء في المغرب؟ - لا أدري ماذا تقصد بخريطة الماء. إذا كان الأمر يتعلق بوضعية الموارد المائية على الصعيد الوطني، نعم لدينا وضعية مضبوطة ومدققة لجميع الموارد المائية على صعيد التراب الوطني ونعمل على تتبعها يوميا. الجريدة: ألا ترين أنه، من خلال عدم استفادة مغاربة من الماء الصالح للشرب، هناك تكريس لمغرب غير نافع؟ - لا أسمح لك بقول ذلك! المغرب حقق إنجازات مهمة في مجال تعميم التزويد بالماء الصالح للشرب، إذ انتقلت نسبة التزود في الوسط القروي من 14% قبل 1995 إلى 94% في متم 2013 . حتى واحد ما مات بالعطش والحمد لله. الجريدة: سبق أن صرحت أن الماء عنصر أساسي لضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهوما يعني أنك تتبنين النص المقدس "وجعلنا من الماء كل شيء حي"؟ - طبعا الماء عنصر أساسي لضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، والأمثلة كثيرة عبر العالم. كم من حروب اندلعت سببها الماء وكم من اقتصاد خرب لانعدام توفر الماء وكم من مسؤول سياسي جرد من مهامه لأنه لم يستطع توفير الماء للساكنة. - الجريدة : كيف تقيمين مشاركة "التقدم والاشتراكية" داخل الحكومة؟ - يمكن لك أن تطرح السؤال على السيد رئيس الحكومة! أظن أن مشاركة وزراء التقدم والاشتراكية مشاركة متميزة. جميع وزراء الحزب يعملون بتفان من أجل إنجاح هذه التجربة. والإنجازات هي التي تحكم على ذلك. الجريدة: إذا سألت عن الفرق بين عهد بنعبد الله وإسماعيل العلوي، ماذا تقولين؟ - الرجلان رجلان، والتدبير تدبيران، والحزب حزب واحد. وكلاهما "الله يعمرها دار". إسماعيل العلوي هرم من أهرام حزب التقدم والاشتراكية، يحظى باحترام وتقدير الجميع وقدم الكثير للحزب. نبيل بنعبد الله أمين عام من الجيل الجديد، حمل مشعل التجديد والتشبيب وتحديث هياكل وعمل الحزب. الجريدة: هل تتوقعين أن تتبوأ امرأة منصب قيادة "التقدم والاشتراكية" قريبا أم أن العقلية الذكورية ما تزال مسيطرة؟ - لم لا ؟ نحن مستعدات لمواجهة هذه العقلية الذكورية داخل الحزب وخارجه، ولنا القدرة على ذلك!