تقرير عن مهرجان الفيلم الحقوقي و التربوي بني ملال يومي 06 و 07 يونيو 2014 عاشت مدينة بني ملال يومي 6 و07 يونيو142021014 حدثا تربويا وحقوقيا في أجواء من الفرجة السينمائية في مهرجان الفيلم التربوي الحقوقي الذي نظمته اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بني ملالخريبكة بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تادلة ازيلال ونيابة إقليمخريبكة ومؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة؛ والذي انعقد تحت شعار: "السينما دعامة للتربية على حقوق الإنسان والنهوض بها".ويهدف المهرجان حسب الجهات المنظمة إلى توظيف السينما لترسيخ قيم وثقافة حقوق الإنسان في أوساط الناشئة وتوسيع قاعدة النخب الحقوقية عبر تعبئة الفعاليات السينمائية والتربوية. هذا المهرجان انعقد تفعيلا لاتفاقية شراكة تجمع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان و الأكاديمية الجهوية والنيابة الإقليمية وتكريسا للتعاون بين اللجنة ومؤسسة مهرجان السينما الإفريقية. حيث ساهمت هذه الأخيرة في القافلة الجهوية للتربية على المواطنة وحقوق الإنسان والتي جالت الأقاليم الستة للجهة خلال الموسم الدراسي 2012/2013 من خلال تأطير ورشات حول السينما استفاد منها أكثر من 1200 تلميذ وتلميذة وأكثر من 70 أستاذا من منشطي نوادي التربية على المواطنة وحقوق الإنسان بالمؤسسات التعليمية الإعدادية والتاهيلية بالجهة. وقد عرف المهرجان مشاركة 10 أفلام روائية و فليمين وثائقيين وفيلمين تسجيلين قاربت كلها مواضيع تربوية وحقوقية مختلفة. يشار إلى أن الإقصائيات التمهيدية عرفت مشاركة 40 فيلما لمؤسسات تعليمية موزعة على أربعة نيابات تعليمية، اختارت منها لجنة مختلطة 14 فيلما للتباري في المهرجان وذلك بعد سلسلة من الدورات التكوينية التي نظمتها مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة لمنشطات ومنشطي نوادي التربية على حقوق الإنسان والأندية السينمائية بالمؤسسات التعليمية بالجهة تحت إشراف ومواكبة من اللجنة الجهوية. تناولت هذه التكوينات الكتابة السينمائية والسيناريو والتصوير والمونتاج ومواضيع أخرى تهم الصناعة السينمائية. وفي كلمة له بالمناسبة أكد الأستاذ البصراوي علال رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بني ملالخريبكة على أهمية الاستثمار في الناشئة التعليمية لنشر ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بها وعلى حرص اللجنة على التفعيل الايجابي والمستدام لاتفاقيات الشراكة التي تربطها بالأكاديمية والنيابات التعليمية من خلال أنشطة متنوعة، مذكرا بالقافلة التي تم تنظيمها السنة الماضية والمسابقة في القصة القصيرة ذات المضمون الحقوقي التي نظمت بشراكة مع نادي القصة والمؤسسات التعليمية بخريبكة، وداعيا إبداع أشكال متنوعة من الأنشطة وإلى تكثيف جهود جميع الفاعلين نظرا للأهمية الاستراتيجية للتربية على المواطنة وحقوق الإنسان. كما نوه بالمناسبة بالمجهودات التي قام بها مختلف المتدخلين وخاصة الأساتذة الذين اعتبرهم العمود الفقري للنجاح. من جانبه، قال مومن الطالب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، في الكلمة الافتتاحية: “إن اليوم هو عالم الإعلام والتواصل بامتياز، ما يستوجب مسايرة المدرسة المغربية للتحولات العميقة التي يعرفها العالم في مجال التكنولوجيا الحديثة، التي تتطلب المزيد من الاهتمام بالثقافة السينمائية والصورة كوسيلة وآلية تربوية لنقل المعرفة والقيم الإنسانية، وقيم المواطنة وحقوق الإنسان والسلوك المدني الآمن”. وقد افتتح المهرجان بعرض شريط سينمائي "زمن الرفاق" الذي فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان السينما الإفريقية بمدينة خريبكة للمخرج المغربي الشريف الطريبق. هذا الأخير الذي ترأس لجنة تحكيم مهرجان الفيلم التربوي الحقوقي، وفي كلمة له قبل إعلان نتائج المهرجان، أكد على أهمية هذا الحدث ليس فقط من خلال تنظيم المهرجان ولكن من خلال الدينامية التي أطلقها داخل المؤسسات التعليمية والأجواء الحقوقية والإبداعية التي عاشها التلاميذ والأساتذة منذ التفكير في إنتاج فيلم إلى المشاركة في المهرجان والصدى الناتج عن هذا الأخير والذي سيطلق لا محالة ديناميات إبداعية وحقوقية داخل مؤسسات تعليمية أخرى. فاز فيلم “الجرح” عن ثانوية موحا أوحمو بمدينة بني ملال، بالجائزة الأولى للمهرجان، وهو فيلم انطلق من قصة واقعية لتلميذة تقع في شباك مهاجر يوهمها بالزواج والسفر إلى الخارج لتبدأ قصة الجرح الذي عاشته تلك الفتاة. وقد فاز بالجائزة الثانية الفيلم الوثائقي "علاش أنا؟" لثانوية سد بين الويدان بأفورار وهو فيلم يكشف عن جانب من التناقض بين الخطاب والواقع في موضوع الإعاقة بالمغرب. أما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب إعدادية المسيرة بخريبكة عن فيلم روائي تحت عنوان "القبعة" يعالج بعضا من أشكال التمييز الذي تعانيه فتاة بسبب ارتدائها لملابس يرى محيطها المدرسي والعائلي أنها ملابس خاصة بالذكور. أما عن جائزة الملصق فقد فازت ثانوية بئر انزران بالفقيه بنصالح بالجائزة الأولى.كما استحسنت لجنة التحكيم فكرة الشريط التسجيلي العائدون والذي يحكي عن جانب من معاناة أبناء المهاجرين العائدين أرض الوطن ونوهت بالفيلمين الروائييين "دمعة على الرصيف" لمخرجه عبد اللطيف نجيب و"لن تقنعني" لمخرجه رضوان اكناني. إضافة إلى مسابقة الفيلم التربوي الحقوقي نظمت بالمهرجان مائدة مستديرة في موضوع “السينما والتربية على حقوق الإنسان”، بمشاركة عدد من الباحثين والأساتذة والمهتمين بالشأن الحقوقي التربوي كما تم خلالها عرض تجارب المخرجين المشاركين في المسابقة.