من الرباط كتب : مصطفى منيغ ما المانع الدخول في الجد ، أيتها الجامعة العربية المقصرة مع الانسان العربي حفيده كالجد ، لم نسمع عن مشكلة اجتاحت قطرا عربيا ووضعتِ لها أنسب حد ، فَغَيْرَ الثرثرة منك لا نرى وهذا عنك مؤكد ، ظهورك لا يكون له بريق إلا والملوك والرؤساء أقاموا مظاهرة أو ما تسميه أنت مؤتمرا منذ تأسيسك لم يأت بجديد ، الأمة العربية بعظمتها وسمو مكانتها بين الأمم لا تستحق منك هذا الانزواء والدوران مع الخواء وجزء منها يستنشق سموم سلاح كيماوي فيتهاوي أطفاله وشيوخه ونساؤه كأوراق محروقة تتمعنها أخبارا عَنْتَرِيَةُ من لا ضمير لهم البتة الخارجين عن إحساس البشر وتعقلهم بل هم الدود في جوف الشيطان الآمر بالضغط على الزناد لتتطاير أشلاء عمرو في "غوطة دمشق" أو ابنة زيد، لا فرق عنده فقد غاب في الغابة ليتوحد مع ثعالبها وذئابها وكل مُشَبَّهِِ بمكرها وسيلان لعابها على منظر كل برئ آمن في محيطه الضيق أو لحاله بعيدا عن تصور مثل الانتقام الحاقد . الجامعة وماذا تجمع؟؟؟ غير ميزانيات تُصرف على أي شيء إلا ما يخلص العرب من أي أزمة عويصة كانت إن لم نقل لمسار الاختناق بفشلها رافعة، جيش من الموظفين يتبعها وكتب مؤلفة وحفلات استقبال في كل مجال وموائد مثلثة ومربعة وإطلاقا مستديرة لسماع ما مضي وعندها مضبوط كمستجد . إنها الجامعة ، في تلك العمارة على أرض الكنانة قابعة ، في اجتماع تعلن بواسطته للعالم أنها غير مقصرة فلتأتي القنوات التلفزية المحلية والخارجية لالتقاط الصور الأكثر تعبيرا عن صدقية نضالها ووقوفها "دوما" مع القضايا العادلة والاجتهاد الأبعد من البعد غير المحدد ، ونشرها كموقف مجيد ممجَّد ، ليتضح أن سوريا في نفس القاعة غائب جلوسها على نفس المقعد . أكان العالم العربي من خليجه إلى محيطه نزولا إلى سلطنة عمان مرورا علي اليمن صعودا إلى لبنان نزولا إلى السودان ، في حاجة للغرب ليدافع على إنقاذ "عرب" مما هم فيه داخل سوريا ؟؟؟ لو كانت لهم جامعة بمفهوم الجمع الحقيقي للإرادات المشتتة قادرة بأطرها أن تتنكر لكل المحاباة وتتجنب كل مظاهر المجاملات وتنأى عن جبر الخواطر وترقى عن الإصغاء لما يريد هذا الجانب الثري وهو على مصالحه الذاتية يسعى وتتقرب قياما بواجبها لكل رأي سديد ، مهما صدر عن آخر (غير ثري) قوله كفعله محمود حميد . (يتبع)