علمت صحيفة 'الأهرام' من مصادر وثيقة الاطلاع بالجامعة العربية عن طرح بعض أعضاء الجامعة لمشروع قرار يقضي بتعليق مشاركة سوريا في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع مؤسساتها. احتجاجا علي استمرار أعمال القمع الوحشية التي يقوم بها الجيش السوري وقوات الأمن ضد المتظاهرين المطالبين بالتغيير والإصلاح في سوريا, أسوة بالقرار الذي اتخذه مجلس الجامعة ضد حكومة القذافي في ليبيا, وتفاديا لتدويل الوضع السوري من خلال مجلس الأمن. وأوضحت المصادر أن مجلس الجامعة يواجه خلافات حادة بين أعضائه حول هذا الموضوع, حيث تعارض الدول المحيطة بسوريا مشروع القرار بقوة وشراسة خوفا من أن تؤدي هذه الخطوة إلي توسيع شقة الخلاف بين القوي السياسية في سوريا, بشكل يعقد عملية التوصل إلي حل سلمي للأوضاع هناك, مما سيؤدي إلي أزمات وقلاقل في هذه الدول المحيطة, خاصة تلك التي لها تداخلات ديموجرافية مع سوريا. بينما ذكرت مصادر أخري أن بعض الدول العربية طلبت وقف أي تدخل للجامعة في أحداث سوريا, حتي لا يؤثر ذلك علي الوساطة التي تقوم بها تلك الدول لإنهاء الأزمة هناك. من جانبه, وصف عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية الوضع الحالي في سوريا بأنه خطير للغاية, مؤكدا أنه محل قلق وغضب من كل الدول العربية, خاصة مع تزايد أعداد الضحايا من المدنيين. وقال موسي في تصريحات للصحفيين أمس إن هذا الوضع يشير إلي وجود اضطراب كبير, وكشف عن اتصالات ومشاورات عربية مكثفة لمتابعة ما يجري في سوريا.