لحس واعراب حياة بطعم الشموخ، احتضنت قاعة العروض بمقر الجمعية الاجتماعية للتنمية بتغسالين مساء يوم الجمعة 17 أبريل 2013 فعاليات الذكرى الأربعينية لوفاة الشاعر الأمازيغي الراحل لحسن واعراب، الذي وافته المنية يوم الإثنين 8 أبريل 2013. نظم هذا النشاط بمبادرة من جمعية أحمد البوعناني للسينما والثقافة والجمعية الاجتماعية وبعض أصدقاء الراحل. انطلقت فقرات الذكرى الأربعينية حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء، بعدما التحق الضيوف والمدعوون بالقاعة، كانت البداية مع كلمتي الجمعيتين المنظمتين حيث رحب رئيس الجمعية الاجتماعية للتنمية بتغسالين الأستاذ عارفي موحى بالحضور الكريم، وشكر كل الذين ساهموا في الإعداد للنشاط ، وفي نفس الإطار جاءت كلمة الأستاذ عبد الله اكريم الكاتب العام لجمعية أحمد البوعناني للسينما والثقافة الذي أكد في كلمته على أن الجمعية وضعت ضمن أهدافها رد الاعتبار للمبدعين المحليين، وركز في كلمته على أن الأعمال الإبداعية للراحل لحسن واعراب ومبدعين آخرين تختزن ذاكرة شعبية ثمينة لا يجب التفريط فيها. بعد ذلك كان الحضور على موعد مع شريط قصير أنجزته جمعية أحمد البوعناني للسينما والثقافة حول حياة الراحل، تضمن معطيات وافية عن حياته وحوارات أنجزها الأستاذ حميد اتباتو مع الراحل أثناء زياراته المتكررة لمنزله ، قدم الشريط أيضا بعض أشعاره المسجلة في شريط صوتي سنة 2008 . تفاعل الحاضرون مع الشريط بشكل كبير خاصة أفراد عائلته لكون الصور التي تم تقديمها لم تكن بحوزتهم . أعطى الأستاذ زروال محمد الذي نشط الحفل الكلمة للسيدة فاطمة أحوسى واعراب ابنة أخ الراحل التي كانت تواظب على زيارته قيد حياته تسال عن أحواله، و شكرت الجمعييتن المنظميتين وكل الفعاليات التي التفتت إلى عمها لحسن واعراب، و تأسفت لعدم معرفتها للغة الأمازيغية لكي تفهم أكثر أشعار عمها الذي اعتبرته شاعرا عصاميا ينظم الكلام بشكل فوري حسب المواقف التي يعيشها، ودعت في نفس الوقت الجهات الوصية إلى تدوين ما تبقى من أشعاره لكي تستفيد منها الأجيال القادمة. كانت الشهادة الثانية لأحد أصدقائه مؤثرة جدا ويتعلق الأمر بحمو بوفاني االغازي الذي رافق الرحل منذ سنة 1966 ويرأس حاليا جمعية "أيدال" لفن أحيدوس بالقباب، التي كان ينشط فيها الراحل المحتفى به، وحكى كثيرا عن المهرجانات والملتقيات التي شاركوا فيها حبا في أحيدوس ولم يكن يهمهم جمع الأموال ، كما تحدث عن ضرورة إنصاف كل فرق أحيدوس ورموزه بالأطلس المتوسط . سرد الشاعر حمو بوفاني التجربة المريرة للراحل لحسن واعراب مع سلطات الاستعمار التي اعتقلته ونفته إلى بوذنيب بسبب معارضته لتولية بن عرفة وتمجيده لرجال المقاومة عبر أشعاره. أشاد الشاعر عفان ألغازي وهو رئيس جمعية تنغريت لفن أحيدوس إشقير بخصال الشاعر لحسن واعراب وقدرته على نظم الكلام وكرمه وصوته القوي ولحنه الجميل. انتقل المنشط بعد شهادات أصدقائه وأقاربه بالحضور إلى فقرة فنية تؤرخ للحظات جميلة من حياة الشاعر لحسن واعراب وذلك بعرض مقطع من أمسية فنية أحياها مع فرقته الفنية بتغسالين ، وبعدها مباشرة أعطيت الكلمة للسيد حوسى عماري الابن الذي تربى في منزل الفقيد وتحدث بحسرة عن لوعة فراق والده الثاني، كما سرد الكثير من الأحداث من حياته استمع إليها بشكل مباشر من خلال جلساته مع الراحل لحسن واعراب أو سمعها من أصدقائه، أخذ الكلمة بعده الأستاذ حميد اتباتو رئيس جمعية أحمد البوعناني للسينما والثقافة وناقد سينمائي له أبحاث ومقالات كثيرة حول منطقة الأطلس المتوسط خاصة فئة المبدعين، استحضر في كلمته شموخ الشاعر الراحل لحسن واعراب بشعره ونضاله وإنسانيته،و تحدث بحسرة عن وفاته واعتبر موته خسارة أخرى في كياننا الثقافي، وأشار إلى ضرورة الاهتمام بالذاكرة الثقافية بالمنطقة معتبرا هذا اللقاء بمثابة اعتراف جماعي بالإسهام الإبداعي للراحل، وشدد على ضرورة تكريس ثقافة الاعتراف بالمنطقة، وذلك من خلال تخليد ذكرى هؤلاء المبدعين عبر جمع أشعارهم وتدوينها وتسمية الحدائق والشوارع بأسمائهم ليظلوا دائما بيننا. قبل اختتام الحفل ألقى الشاعر عفان الغازي رفقة رفيقيه قصيدة شعرية حول الموت صفق لها الجمهور بحرارة. وفي الختام التحق الحضور بحفل شاي أعدها المنظمون بالمناسبة.