بسم الله الرحمان الرحيم تحية لغزة الأبية أكتب هذه المقالة بمناسبة، والمناسبة شرط كما يقول الفقهاء، قراءتي واطلاعي لأحدى المقالات الالكترونية التي كتبها صديق لي على موقع aljamaa.com، هذا الصديق اعرفه حق المعرفة كان ضمن المشاركين في قافلة أمال من الابتسامات، تضامنا مع الشعب "الغزاوي"-نسبة لقطاع غزة- المحاصر ظلما وعدوانا. وما شد انتباهي في هذه المقالة\الزيارة هو ما حكاه الزائر المتضامن عن غزة وأهلها، ليس كما عودتنا عليه التقارير الصحافية والإعلامية المختلفة حيث غزة الخراب والدمار والفقر والبطالة....، وإنما أيضا الوجه الآخر، الوجه المشرق الذي يحكي عن "الغزاويين" وصمودهم وجهادهم وإرادتهم الخلاقة في بناء الانسان "الغزاوي" والوطن الغزاوي وثقتهم الكبيرة في المستقبل، وهذا طبعا رغم الحصار الظالم المفروض، جوا وبحرا وبرا، على جغرافية غزة وقطاعها وسكانها ورغم الحرب الغادرة التي يشنها الكيان الصهيوني على القطاع وما يتركه من دمار في البنيات التحتية والخدمات العمومية فضلا عن الآلاف من القتلى والجرحى والثكالى.... فتحية لغزة الأبية، التي رغم الحصار والحرب، بقيت شامخة، مناضلة ومدافعة عن حدودها وشواطئها وهويتها وإسلاميتها وعروبتها وكرامتها الانسانية والآدمية، بل إنها استطاعت ان تعيد للانسان الغزاوي كرامته وعزته وللوطن الغزاوي سيادته ومكانته. إن شعارات: ابتسم أنت في غزة، يد تبني ويد تقاوم، الإمام في الأمام..... هكذا ترتسم أمامنا لوحة فنية رائعة لغزة ولسكانها ولحضارتها ولأبنائها ولبناتها.....، حيث حماية الوطن وبناء الإنسان أضحى موضوعا وهدفا للحكومة وللمسؤولين في قطاع غزة ولكل الغزاويين، لذا تجدهم يتنافسون على ميادين : التربية والتعليم والهندسة والطب والكيمياء والفن والثقافة، لأنها أضحت في نظرهم مسألة حياة أو موت وان بناء المجتمعات الحديثة وتقدمها وتفوقها ترتبط بالضرورة بامتلاك أدوات المعرفة والعلوم وهنا ضرورة المدرسة والجامعة والمعهد المتخصص... والاستثمار في بنياتها وأطرها ووسائلها.... أما المسجد، الورش المفتوح على كل الجبهات، فقد أضحى موضوعا وهدفا للتربية والتعليم والجهاد ورسم الخطط والسياسات والبرامج، وكم يزداد فرحنا عندما نسمع من حين لآخر عن تخريج افواج من حفاظ كتاب الله عز وجل كل سنة قدروا بالمئات بل بالآلاف.... مرة أخرى تحية لغزة الأبية الصامدة والمشيدة ، رغم الحرب الغادرة التي يشنها الكيان الصهيوني، والحصار الذي يفرضه العدو ومعه بعض الأشقاء العرب، الحصار الذي أضحى يمثل وصمة عار للضمير العالمي والإنساني والمستهتر بكل القيم الإنسانية والآدمية التي توافقت عليها الإنسانية وفي زمن يتشدق فيه بقيم حقوق الإنسان والمواطنة والعولمة... قلوبنا معكم يا أهل غزة الأبية، ومع كل فلسطين، ضفة وقطاعا، زادكم الله نصرا وهمة وتوفيقا. والله ولي التوفيق مهتدي بوزكري خريبكة في 17-04-2013