قال الله تعالى:" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " وأمة إقرأ لا تقرأ،ولا تحرص على طلب العلم،ولا يشجع مسؤولوها التعليم. دول العالم الأول سمّونا بدول العالم الثالث،ونَعَتُونا بالدول المتخلفة،وما كذبوا،فهذا هو الواقع والحال.والسبب أنهم حرصوا على طلب العلم،وشجعوا التعليم والبحث العلمي،وفرطنا نحن في ذلك كله،وفي التحلي بالأخلاق الحميدة،فاجتمع الجهل وسوء الخلق،وإذا اجتمعا في دولة ما،فاعلم حتمًا أن تلك الدولة متخلفة،ولا يغرّنك ما لحقها من تطور تكنولوجي أو إلكتروني،فالعالم صار مُعولَما،وحضارة البشر هي الأهم،وبدين الإسلام الذي يحث على طلب العلم النافع والتحلي بالأخلاق الحميدة،ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يكون معنى الحضارة أشمل وأعم. قطاع التعليم بالمغرب من القطاعات المُنعَم عليها،ورغم الإنعام الذي حظيت به شغيلة التعليم العمومي،فهذا الأخير تدهور تدهورا يُندَب له. وما حسدناهم ولكن الكثير منهم لايؤدون أمانة العلم إلى طالبيها،فأغلبهم إما غير كفء،أو متخاذل عن واجبه،أو متقاعس في تعليم تلامذته،فيضطر التلميذ الذي يريد التعلم والتحصيل الجيد،ولا يريد تضييع الموسم الدراسي اللجوء إلى الساعات الإضافية عند المعلم أوالأستاذ الذي يدرسه أو عند غيره،فيكلف بذلك التلميذ والديه ويثقل كاهلهما بمصاريفها،والذي لا يقدر على مصاريف الساعات الإضافية التي تتم خارج أقسام المؤسسات التعليمية العمومية يضيع عليه الموسم وقد يضيع مستقبله الدراسي برمته. المعلم في ديننا العظيم كاد أن يكون رسولا،لكن الغافلين عن هذا التكليف،والمتخاذلين عن واجبهم،والمتقاعسين في تعليم تلامذتهم،وغير الأكفاء يتسببون في تدهور التعليم العمومي الذي تلج مدارسه الغالبية العظمى من أبنائنا وبناتنا.والنتيجة هي أن الكثير من التلاميذ لا يبلغ مستواهم الدراسي ميزة جيد أو حسن،والعديد منهم أيضا يُطرد أو ينقطع عن الدراسة،فيصير عالة على غيره أو ينحرف فيضيع في مجتمع متفسخ لا يرحم.وهنا سأطرح سؤالا استنكاريا تأنيبيا لعله يصحي الضمائر الميتة ويهديها إن شاء الله.أيرضى مثل هؤلاء المعلمين والأساتذة الخائنين لأمانة التعليم أن يُعلَّم أولادهم تعليما سيئا مثل ما يُعلِّمون هم أولاد غيرهم،أو أن يكون مصير أكبادهم مثل مصير أكباد غيرهم؟؟؟!!! اتقوا الله في أبناء الناس،وابذلوا كل ما في وسعكم،واعلموا أن الله يرى،واعلموا أيضا أن تدهور قطاع التعليم يساوي تدهور المجتمع. ومن أجل النهوض بقطاع التعليم على المسؤولين أن: يُكوّنوا المعلمين والأساتذة تكوينا يجعلهم أكفاء وأمناء. يصلحوا نظام التعليم،ولا يتبعوا الأنظمة التعليمية الغربية تبعية عمياء؛يأخدوا منها الصالح والنافع لمجتمعنا. يضعوا مقررات ويختاروا دروسا نافعة تتناسب وعمر التلاميذ ومستواهم الدراسي. لا يركزوا فقط على الجانب العلمي ويتناسون الجانب التربوي المتمثل في التربية الإسلامية العظيمة، فكلا الجانبين يكمل بعضهما الآخر ويصنعا نشئا نافعا وعظيما. أن يوفروا بمختبرات الإعداديات والثانويات كل لوازم التجارب العلمية،ويشجعوا البحث العلمي. إلى متى سنظل نستهلك ولا ننتج؟ يعيدوا للغة العربية قيمتها ومكانتها التي تستحق،فهي من الدين ولغة البلاد الرسمية. يخصصوا دروسا في مادة التاريخ في مرحلة الثانوي التأهيلي حيث تعي العقول وتعقل ما تدرس تتعلق بتاريخنا الإسلامي وبمراحل وأسباب تحضرنا آنذاك وتخلف الغرب،وبمراحل وأسباب تقدم الغرب في القرون القليلة الماضية وتخلفنا نحن. وعلى الوالدين المُعسِرين إن كان أحدهما أو كلاهما متعلما أن يعلموا أبناءهم وبناتهم الأرقام والحساب البسيط وتَهجّي الحروف والكلمات،أو أن يتعلم أولادهم ذلك في الكتاتيب الأقل تكلفة قبل الولوج إلى المدرسة. وعلى الوالدين بصفة عامة أن يحببوا القراءة والكتابة لأولادهم،ويراجعوا معهم الدروس في المرحلة الإبتدائية من التعليم،لأنها المرحلة المهمة والأساسية في حياة التلميذ الدراسية،ويقيّموا مستواهم. وعلى جمعية آباء وأولياء التلاميذ أن تقوم بدورها،وتشكو المعلمين والأساتذة الذين ساء تعليمهم إلى الجهات المسؤولة،وعلى مفتشي التعليم القيام بدورهم أيضا. بأية حال عدت يا موسم الدراسة؟ بما مضى،إلى أن يثبت العكس ويعمل مسؤولو هذا البلد على إصلاح ورعاية قطاع التربية والتعليم الذي به توزن الشعوب وترتقي المجتمعات،ويعملوا أيضا على التقليل من القول والإكثار من الفعل،وربط المسؤولية بالمراقبة والمحاسبة الدائمتين لأن مسؤولي وشغيلة القطاعات العمومية أغلبهم لم يصل بعد إلى صفة الأمين،وإن تُركوا بدون مراقبة ومحاسبة فسدوا وأفسدوا وتسيّبوا.