محمد حدوي حين قرأت ماكتبه الزمزمي عن جواز نكاح جثة المرأة الهامدة في إطار ماسماه ب«نكاح الوداع» تساءلت: هل وصل بنا الأمر الى هذا المستوى من الوضاعة والحضيض لنفتي بجواز نكاح الرجل جثة امرأة هامدة؟،ما نعرفه هو أنه، حين يتذكر أحدنا الموت يقشعر بدنه خوفا ورهبة ويفكر في كيف سيلقي ربه ويعتريه الخوف الشديد من مصيره في الدار الآخرة ، فما بالك حين يقف المرء امام جثة هامدة استجابت لنداء ربها؟ ..حين افتى شيخ آخر الزمان السيد الزمزمي عن جواز نكاح جثة المرأة الميتة أصبت بالخبل و أول فكرة تبادرت الى ذهني هي، هل هناك حيوان بشري يستطيع فعلا ان يقدم على هذا الفعل الذي لن يقبل به حتى أغبى حيوان على الأرض ؟،لا ادري كيف تذكرت مع هذه الحالة المهزلة قصة ذلك القرد الذي نشرت الصحف العالمية في احدى السنوات الماضية قصته.وقصة هذا القرد كما يلي: في إحدى الحدائق العمومية للحيوانات بروسيا ،ماتت ذات يوم قردة كانت تعيش الى جانب قرد لسنين طوال في الحديقة،وهذا القرد الذي اذهله موت صاحبته القردة صعد لاشعوريا بسبب الهلع الى أعلى شجرة واعتصم فيها لأيام دون أكل وشرب تعبيرا عن هذا المصاب الجلل الذي حل به..احتار العلماء إزاء هذا القرد المسكين .ولما خافوا عليه من الموت جوعا على الشجرة أغروه بكافة انواع الأطعمة تحت الشجرة..بحثوا له عن قردة أخرى لعله ينزل اليها وينسى ما حل به من خطب عظيم..جاؤوا بالقردة التي قالوا عنها انها شقراء وجميلة، ورغم ذلك بقي القرد معتصمالأيام أخرى حتى اضر به العطش والجوع، أوربما اقتنع أخيرا ان القردة المتوفية لن تعود، فنزل مضطرا ليعيش حياة اخرى جديدة ربما لن تكون عادية كما كانت في السابق.. بعد هذه القصة الواقعية أتساءل ،هل ضمير الحيوان القرد افضل من ضمير الإنسان حتى نفتي بنكاح الجثة الهامدة؟ ان ماجاء به الزمزمي قد قدم للغرب في نظري مادة دسمة للإساء ة مرة أخرى للإسلام والمسلمين .ولانستغرب مستقبلا إذا قاد الغرب ضدالإسلام والمسلمين حملة أخرى للتشهير بانحلالهم الخلقي.. الأمر فيه كثير من الغرابة، فأي شخص يعرف المغاربة يدرك أنه لايمكنه ان يصدق مثل هذه الترهات، لأن الحديث عن معاشرة الموتى أمر متطرف بدرجة مضحكة ومخجلة جدا. بالله عليكم، هل وصل بنا الأمر إلى الاستخفاف بعقول الناس إلى هذا الحد؟، وإذا كان هذا الكلام من باب الترف يصلح للاستهلاك المحلي في الصحف الرسمية المغربية وفي مواقع التواصل الإجتماعي أو القنوات التلفزية، فهل هو يناسب عقلية المغاربة المسلمين؟ .. «باختصار ..الإفتاء بنكاح جثة المرأة الهامدة شوهة جديدة للإسلام والمسلمين..»