الفنان حميد خمو. 05-04-2013 05:08 حاوره: أوعبيشة علي الحسن. في حوار مع الفنان حميد خمو : "لوتار آلة روحانية محترمة و الفنان الحق هو الصادق فنيا". حميد خمو فنان متواضع مخلص لفنه و مبدع في أغانيه، يعمل جاهدا للحفاظ على أصالة الأغنية والنهوض بآلة لوثار من أجل الرقي بها إلى منزلة السمو الروحي اللائق بها و يلقبها بالآلة الروحية و البعيدة كل البعد عن منطق النشاط، كما يسميها البعض. حميد خمو حنجرة أصيلة من شأنها أن تعطي إضافة قيّمة للأغنية الأمازيغية. سجّل أول أغنية خاصة به عام 1998 بعنوان : " ID ALDJIG N TIFSSA AYTYRID AYUL" في هذا الحوار يتحدث لنا عن تجربته الفنية و عن رؤيته للفن عموما و العزف على آلة لوثار بالخصوص. س: هل من الممكن أن تقدم نفسك للجمهور و المهتمين بالأغنية الأمازيغية؟ ج : في البداية أشكركم جزيل الشكر و أقول إن واضع السؤال مهتم و المهتم مهم فشكرا مرة أخرى و مرحبا بالجمهور الكريم. حميد خمو من مواليد 1973 و أنحدر من إقليمالرشيدية و طبعا ابن المغرب و أحب كل المغاربة. من خريجي كلية الشريعة بفاس سنة 1996. س : تحدّث لنا عن بداياتك الأولى مع الموسيقى؟ ج : كانت بداية البداية سنة 1979 و أول أغنية أثارت انتباهي كانت للرايس"أحمد بيزماون"من سوس تغنى فقال: "ألعيل إميك نومان أدسوغ غيلاد أريغ" طبعا ما أثارني هي المعزوفات الموسيقية و كنت في السنة السادسة من العمر. ثم ما بين 1981و1985 تأثرت بصوت الشيخ "عبد الباسط عبد الصمد" و أيضا بصوت "أم كلثوم" في قطعة القلب يعشق كل جميل و إن لم أكن أفهم العربية وقتها لكن الجمل الموسيقية الرائعة هي ما شدني للقصيدة . و في سنة 1984 وجدت نفسي أرسم آلة "لوتار" في كل دفاتري المدرسية و صنعت آلة متواضعة و يا ليتني امتلكت آلة حقيقة في ذاك الوقت كان سيكون أفضل...و أول أغنية أديتها هي: "مايغيفي يلان قبل أد إفغ الروح". فهذه بعض الذكريات الخاصة ببدايتي في المجال الموسيقي. س : لماذا اخترت العزف على ألة "لوثار" بالضبط؟ ج : بالنسبة لالة لوتار ف حميد خمو لم يخترها بل هي من اختارتني ...إذ لما أحسست بمادة فنية في صدري حاولت أن اجرب كل الألات (كمان،لوتار،العود) لكن وجدت قلبي أسير آلة لوتار بأمر إلهي فوجدت نفسي في أحضان الوتر و هذا هو السبب الروحي .بعد ذلك أصررت على العمل بهذه الألة الطيبة لأنها قطعة من الطبيعة بأوتارها خشبها و جلدها و طبعا حميد يعشق الطبيعة و صدقها فزاد شوقي لألة لوتار و أنا فخور بها و سأظل كذلك. س : ماهي أهم المواضيع التي تتناولها في أغانيك الخاصة؟ ج : الفنان سواء مسرحي كان أم موسيقي أم تشكيلي مهموم بهموم الناس و هموم العباد منها ما هو اجتماعي و عاطفي ثم مادي ...ُ ثم إن قدري أن أغني و أهتم بالناس فبذلك و بكل فطرة وجدت نفسي أتناول كل المواضيع التي من شأنها أن تعالج قضايا البشرية ... س : ماهي أهم المهرجانات التي شاركت فيها وهل سبق لك أن حصلت على جوائز؟ ج: شاركت في عدّة مهرجانات منها مهرجان موسيقى الطفولة و الشباب بالرباط مرتين،مهرجان إملشيل أربع مرات،مهرجان تِوان بميدلت،مهرجان التمور بأرفود،مهرجان الشعر بأزرو،إضافة إلى مشاركات جمعوية إقليمية،كما شاركت في سيمفونية فزاز و حصلت على الجائزة الأولى صنف الأغنية الأمازيغية الكلاسيكية من ليركام سنة 2010 و استلمتها عام 2011 عن أغنية: " A TAFUYT ULINW UNFN ATAT KJMTID" من ألحاني و أدائي و من كلمات هرو أهمّي. س : هل تظن أن الأغنية الأمازيغية لا تزال محافظة على أصالتها أم أنها على العكس تحوّلت إلى أغنية تجارية فاقدة للمعنى و المضمون؟ ج: حينما نقول أغنية نقول شعر...و إذا قلنا شعر سنقول إلهام ...و الإلهام لا يأتينا وقت نشاء بل متى يشاء هو...لهذا فمن الصعب أن نؤلف أغنية كلمات لحنا وأداء في وقت وجيز بل إن الأمر يتطلب أيام أو أسابيع بل حتى شهور أحيانا و الفنان الحق في كل مجالات الإبداع يبحث و هو محاط بما أسميه الصدق أو الأمانة الفنية...أما الفنان الذي يبحث عن البهرجة والشهرة من أجل الشهرة فقط ،فهو بين ليلة و ضحاها سيبدع و يلحن ويغني البدعة طبعا و بدون أحاسيس صادقة فيكون العمل تجاري لا أقل و لا أكثر و لن يخلد ولو لحين من الدهر... لهذا باستثناء بعض الفنانين الغيورين و أذكر على سبيل الذكر لا الحصر"عبد الهادي إيكوت"،"ميمون أسعيد بالريف"،"موحى أمزيان" نجد الأغلبية يفكرون تجاريا و ليس فنيا ...و أملي أن تمر سحابة الصيف هذه و تعود المياه لمجاريها. س : تتحدث كثيرا عن مسألة الإلتزام في الفن أو الإلتزام الفني هل هي محاولة لربط الفن بالأخلاق أم عودة بالفن إلى أصالته كبوح روحاني و إمكانية للتطهير بالموسيقى ؟ ج : إن الفن أخلاق قبل و بعد كل شيء...و الفن أوجده الله تطهيرا للذات البشرية شأنه شأن دموع العين....و الفن أيضا لغة الروح و الروح من أمر ربي....فحين نقول*أغنية ملتزمة *فهذا تكرار لنفس الكلمة لأن الأغنية تعني شعر في موضوع فهي في حد ذاتها مرتبطة و ملتزمة بموضوع ما...فعبارة أغنية ملتزمة ليست صحيحة لأن ليس هناك أغنية غير ملتزمة..و ما يسمى في الساحة الفنية أغنية غير ملتزمة فهي ليست أغنية أصلا حتى نسميها أغنية ملتزمة بل هي بدعة... من جهة أخرى إن الفن طاهر و لا ينبغي الخلط بين النزوات و الرغبات الشخصية للفنان بالفن ...و الالتزام الذي ينبغي أن نوصله لجمهورنا الكريم هو قسمان : الالتزام الشكلي ثم الموضوعي الأول أي شكل تقديم الأغنية أهو يتماشى مع القيم و الأخلاق و الثاني هو الكلام الجميل الغير الفاحش و لا الرديء الذي نسمعه من الأغنية... س : ماذا تقصد بالبدعة هل تستعملها بنفس المدلول الشرعي أم هي تدخل في صلب الفن و تعني بها الإنزياح عن الأصالة في الفن ؟ ج : بخصوص كلمة "بدعة فنية" فأقصد بها كما قلت الإنزياح عن روح الفن و الإبداع غير المتجدر الهش. س : ما رأيك في الجيل الجديد للعازفين على آلة لوثار؟ ج : لوتار آلة موسيقية شأنها كباقي الآلات و هي في أمس الحاجة للعمل الدؤوب و مغربنا الحبيب يزخر بطاقات متعددة و الحمد لله. س : ماهي المدرسة الفنية التي ترى أنك تنتسب إليها في طريقة العزف على الآلة ؟ ج : زإذا ذكرنا كلمة مدرسة فهناك علم ...و علم لوتار أو مدرسة لوتار بدأت منذ أن بدأ العزف بالنوتة الموسيقية و بناء الأغاني على مقامات ...و المقامات كونية في طبيعتها... فلننظر متى بدأ العزف بالنوتة كي نِؤرخ لمدرسة لوتار...ثم إني أرى هذه المدرسة هي فروع جميلة كلها لكن منها ما روي فترعرع و منها ما عطش فجف ...و كل فرع مؤسس على حس موسيقي خاص و نمط روحي جذاب لجمهوره... ولكم و للجمهور الكريم أن تحددوا من هو حميد خمو و لأي فرع ينتمي... س: هل هناك فنان من الرواد تعتبره مثلك الأعلى في العزف و الأداء؟ ج : نعم مثلي الأعلى هو الأستاذ الكبير "وديع الصافي" الفنان الطيب. س : ما رأيك في موضة المجموعات الأمازيغية الشبابية بالجنوب الشرقي التي تبنّت القيتارة لكونها في نظرهم وحدها القادرة على حمل همّ الموسيقى الأمازيغية الملتزمة.آلا يمكن للوثار مثلا أن ينتج موسيقى ملتزمة؟ ج : هذا موضوع عميق و له علاقة وطيدة بروحانيات الفنان و لكل فنان مذهبه و قناعاته الشخصية وتذكروا أن كل مجتهد إن أخطأ فله أجر و إن أصاب فله أجران...و سأكتفي بالقول أنني أعشق و أحب آلتي وراحتي في "لوتار" و سأظل أحبها و أدافع عنها كموروث أولا أصيل و ثانيا باعتبارها آلة معاصرة و سأذكركم بما قلته ، أتمنى أن أعزفها في الهند والبرازيل و القاهرة...فلكونها أصيلة ومعاصرة فهي امتداد لأمس لإحياءه غدا...و آلة لوتار بلغت و ستبلغ المراد كله للجماهير ... س : ماهي أبرز مشاريعك الفنية المستقبلية ؟ ج : بخصوص مشاريعي الفنية. آلة لوتار هي آلة روحانية و ليست آلة النشاط كما يسميها البعض ،آلة محترمة..قطعة من الطبيعة آلة غريبة و جميلة بل صعبة ببساطتها ،لهذا فأهم مشروع هو أن نحافظ عليها ، أيضا أتمنى أن نتوفق في اجتهادنا حتى نبلغ لوتار على مقامات أخرى جديدة و أن أعزفها في القاهرة والهند و البرازيل.... أبحث كذلك في الجمع بين الآلة الروحية "لوتار" و الآلة الحكيمة "الناي"،و لن أتخلى عن بنديرنا الرائع بإيقاعاته الخالدة... و كل هذا هو ما أسعى إليه في الألبومات المستقبلية... كلمة أخيرة. ختاما أقول...هذه ليست النهاية بل ختام هذا اللقاء الشيق و أكرر إن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب و أشكركم و اشكر الجمهور الكريم على إخلاصكم و رقي ذوقكم... حاوره: أوعبيشة علي الحسن.