احتفالا بالذكرى 64 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تم عرض الشريط السينمائي المغربي " درب مولاي الشريف" لمخرجه حسن بنجلون، وذلك برحاب ثانوية القدس التاهيلية بتغسالين يوم الجمعة 7 دجنبر 2012، كما عرض نفس الشريط مساء يوم السبت 8 دجنبر2012 بثانوية الحسن اليوسي ببلدة أيت اسحاق، وقد تم تأطير العرضين بتنسيق بين نادي البوعناني للسينما والصحافة بثانوية القدس التاهيلية ونادي السينما والصحافة بثانوية الحسن اليوسي . يحكي الشريط تجربة مجموعة من المعتقلين السياسيين في سنوات السبعينات التي أصبحت تعرف بسنوات الرصاص، ويصور أشكال التعذيب التي تعرض لها المعتقلون في زنازين مظلمة تفتقر لأبسط شروط الكرامة الإنسانية. يكشف الشريط بطريقة فنية الغطاء عن فترة سوداء من ماضي انتهاكات حقوق الإنسان بالمغرب خلال العقدين السابع والثامن من القرن العشرين، مع الإشارة إلى المحاكمات الصورية والمضايقات التي تعرض لها المعتقلون وأهاليهم، يصنف الشريط ضمن الأفلام الروائية الطويلة، لكنه لا يخلو من نفحة وثائقية خاصة ما يتعلق ببعض أسماء المعتقلين، و الحوار الذي أجراه المخرج مع والدة جواد مديديش أحد المعتقلين السياسيين في السبعينات والذي أدى دوره الممثل محمد نظيف. الجميل في العرضين أنه في النهاية تمت مناقشة الشريط من مختلف الجوانب، وهذا تقليد دائم في كل العروض التي ينظمها نادي البوعناني، و أجمعت كل المداخلات على توفق الناديين في اختيار فيلم " الغرفة السوداء" للاحتفال بهذه المناسبة الحقوقية العالمية، لأنه فتح أعين التلاميذ والتلميذات على فترة لازالت الكثير من ملامحها غامضة عندهم ولا تتم الإشارة إليها في مقراراتهم الدراسية إلا بطريقة سطحية. لقي الشريط تجاوبا وتفاعلا كبيرين من طرف التلميذات و التلاميذ وكل الحاضرين، الذين عبروا عن استحسانهم لمثل هذه المبادرات، بل من التلاميذ من تساقطت من عينيه دموع باردة عند مشاهدة أشكال التعذيب الشرسة التي كان يمارسها " الحجاج" على المعتقلين. تجدر الإشارة إلى أن نادي البوعناني للسينما والصحافة قد راكم تجربة لا يستهان بها منذ سنة 2006، وذلك بفضل مجهودات الأستاذ والناقد السينمائي حميد اتباتو، وبالنسبة لنادي السينما والصحافة بأيت اسحاق فإنه بالعرض المذكور سالفا يكون قد وضع أولى خطواته في مسار لنا أمل كبير في استمراره نظرا لتحمس التلاميذ و التلميذات للفكرة، واقتناع المشرف على النادي الأستاذ أقشاشي فؤاد بأهمية الصورة عامة والسينما خصوصا في تحريك عجلة الثقافة داخل المؤسسات التعليمية. وهناك تفكير في تأسيس أندية سينمائية أخرى بكل من القباب وخنيفرة و أغبالو ، وذلك لإحياء ثقافة كانت حاضرة ذات يوم بقوة في هذه الجغرافيا المهمشة والمنسية.