عقد المجلس الجماعي بخنيفرة دورته العادية لشهر ماي اليوم الخميس 04 ماي 2017، على الساعة العاشرة ونصف بقاعة الاجتماعات بمقر الجماعة، وقد أدرجت بجدول الأعمال 11 نقطة، تم التداول في شأن بعضها، فيما تم تأجيل النقطة الخاصة بإحداث هيئة المساواة وتكافؤ الفرص إلى وقت لاحق. النقطة التي شهدت جدالا قويا كانت خاصة بتسمية الملعب البلدي بخنيفرة باسم قايدي محمد أمهروق، حيث أصر الرئيس على هذا التكريم بحكم "أن القايد أمهروق أول من أحدث الفريق الخنيفري، مشيرا إلى أنه منح أرضية الملعب، وتفانى – حسب زعمه دائما - في النهوض بكرة القدم بخنيفرة، فيما رأت الجهات المعارضة أن هذه التسمية موضوع يجب إخضاعه لنقاش عمومي، حيث عارض ذلك عضو من المعارضة بشدة على أساس أن التسمية لابد أن تكون ذات حمولة تاريخية، وأن تكون لشخصية قاومت المستعمر الفرنسي، وليست شخصية كانت إلى الأمس القريب قائدا من قياد الاستعمار، وقال عضو آخر "أن المانح للأرض لو أراد التسمية باسمه لقام بذلك وهو على قيد الحياة". وهو جدال للأسف الشديد انتهى بالتصويت على التسمية بأغلبية الأعضاء فيما عارضها عضوان من المعارضة فقط. نقاش آخر تم الجدال بشأنه بقوة، حول توزيع المنح لفائدة الجمعيات والنوادي الرياضية بالجماعة، حيث تم إقصاء بعضها لأسباب موضوعية، فيما تم منح مبالغ غير عادية لبعضها، وكذا تمتيع بعض الجمعيات الموالية للأعضاء بمبالغ، وهي أمور ترى فيها فعاليات المجتمع المدني خرقا كبيرا لقرارات عامل الإقليم، وعدم اعتماد الشفافية والوضوح في هذا التوزيع، كما تم الطعن في اللجنة المشرفة على التوزيع، وبمباركة من الرئيس. أما مشكل تسمية بعض الأزقة والشوارع فقد خلق هو الآخر جدالا حادا داخل المجلس الجماعي، إذ عمدت اللجنة المكلفة بانتقاء أسماء خاصة بشخصيات إسلامية ودينية عربية من قبيل "أبو ذر الغفاري، محمد عابد الجابري، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، مليكة الفاسي"، دون الأخذ بعين الاعتبار الشخصيات الأمازيغية والأماكن المحلية ذات الحمولة التاريخية. هذا وسلط الضوء على مشكل الأشجار المغروسة بشوارع المدينة، والتي تمت بصفقة في عهد العامل حاجير أوعلي حيث تعتبر من بين الأشجار المسمومة والتي تخلق حساسية مفرطة لغالبية سكان خنيفرة، إذ ركز الجميع على ضرورة اقتلاعها وإعادة تشجير المجال بأشجار محلية أصيلة. رئيس المجلس الجماعي الحركي أوعابا عبر التدبير الحر المخول له من طرف المشرع، قام بتمرير جميع النقط رغم المعارضة الشديدة على بعضها من طرف بعض الأعضاء المعارضين، والذي انحاز فيه لفريق العدالة والتنمية المشكلين للأغلبية، حيث تم التشديد بقوة من طرف البيجيديين على تسمية الملعب البلدي باسم قايدي محمد امهروق دون مراعاة الجانب التاريخي لقبائل زايان الصامدة، إلى درجة أن عضو من فريق العدالة والتنمية طالب بتسمية الملعب بهذا الاسم، طالبا ملتمسا بعدم التصويت والقبول بالأغلبية على هذا المطلب، علما أن مدينة خنيفرة بأكملها تاريخيا كانت في ملك قبيلة أيت بوحدو إلى أن تمت الهيمنة عليها من طرف القايد موحى أوحمو الزياني الذي ورثه الابن أمهروق فيما بعد وبعده قايدي امهروق. هذا ويبقى مشكل الجهل بتاريخ المنطقة عائقا في تدبير العديد من الخلافات، إذ يتطلب الأمر الوقوف مليا على الدور التاريخي لقبائل زايان الصامدة، والتي تم نزع العديد من عقاراتها بالقوة والنار، وكذا التكتم الواضح على المجازر المقترفة في حق قبائل قاومت المستعمر الفرنسي ورفضت المؤسسة القايدية الاستعمارية المفروضة على مناطق زايان إبان وبعد مرحلة الحماية. وضرورة يجب إعادة قراءة التاريخ المحلي قراءة صحيحة تمكن من حل العديد من الإشكاليات العقارية والتاريخية والهوياتية.