هو استحضار لعنوان العمل الإبداعي "دفنا الماضي"، وليسمح لنا صاحبه لتحويرنا إياه حتى يتماشى وسياق الدفن الخاص بمنطقة أجدير خنيفرة، وفي معقل قبائل زيان التي جيء لها بكفن مطروز بكل احترافية من هواة ثقافة النفاق والمراهقة المتأخرة المنتمين للأسف إلى نخبة خنيفرة وضواحيها، كفن مهرجان سمي بعيدا عن دلالة المنجز "مهرجان أجذير إزوران"، والحال أنه قد صح أن يسمى "مهرجان اقتلاع إزوران نو أجذير" أو " مهرجان تثبيت إزوران الفساد" في جماعة وإقليم ما يزال يعيش على الويلات في كل المناحي، ويلات كان بعضها على المباشر موازاة مع منصات السلطة والأحزاب وأقزام الثقافة، أبرزها بطبيعة الحال تلازم المهرجان المذكور مع احتجاجات تلاميذ مدرسة أجدير إثر التعسف الخبيث لما أفرغ رئيس الجماعة مساندا من طرف العامل والمدير الإقليمي للتربية والتكوين قاعاتها من اللوجيستيك تأمينا للمكان الذي سيستقبل فيه المتمهرجون ضيوفهم، وإذ ذاك يلقى الرئيس طريقه نحو استعادة ملك قيل عنه زورا أنه ملك للجماعة، والواقع والحال أنه ملك يوجد على أراضي الجموع التي تتقاسمها قبائل زيان الثلاثة عشر. لما أعيد سيناريو الإخراج الخبيث لمهرجان أجدير أجد فعلا أن السادة النخبويين كانوا لوحا للمخزن ليرسل خبزته وخبزة سياسييه المنبطحين إلى حديدة الفران لتطيب على آهات ساكنة مقهورة في الأعالي. وقد كنا سنحترم السادة مهندسي المهرجان لو فعلا لم يستغل سياسيا، بينما الواقع عكس ذلك، لأن الآمرين الناهين لم يكونوا سوى مجموعة سياسيين من مصاصي دماء إقليمخنيفرة، الذين يحركون الدمى من وراء الكواليس، فتبدو دماء المقهورين المنسيين مزهوة في بطونهم وكأن بها طلاء شفاه على نتوف وجراح ملتهبة. كنا سنقدر الأيادي المتسخة التي لوثت الثقافة المحلية لو لم تظهر للعيان سوق المضاربات، لما فسحوا المجال لشركات مناولة معروفة من أجل الاهتمام بمأكل ومشرب المهرجان، ولما فسحوه كذلك لشركة مختصة في الميديا من خارج إقليمخنيفرة وكأننا نحن أبناء خنيفرة نعيش العصر الحجري وأهل فاس ومكناس هم من يمتلكون ناصية العلوم. كنا سنقدر الأيادي الآثمة تجاه أبناء خنيفرة لو انصب المهرجان حول خيمات متعلقة بالورش التنموي السياحي وتدبير المجال واستغلال المكون الثقافي في سبيل النهوض بالإقليم سياحيا. كنا سنقدر الأيادي الطامسة للهوية لو أنها على الأقل احتفظت بقليل من رمزية خطاب أجدير، وخطت لافتات المهرجان بالحرف الأمازيغي تيفيناغ ما دام المهندسون للمهرجان قد ركبوا على جناح الثقافة لتسييه وتدبير بعض جزئياته، لكن ذلك للأسف لم يقع، والمبرر والمفسر له هو عدم انقتاح هذه الكمشة التي أسست جمعية أجذير إزوران تحت جنح الظلام على الحساسيات الثقافية المحلية، لكونهم حسبوا للكعكة ألف حساب، وحضرت المصالح الذاتية على حساب المصلحة العامة. سؤال آخر ما زال حارقا، أين كان السادة المثقفون الأجلاء قبل الإعلان عن المهرجان؟ أين كانوا من هموم خنيفرة، أعلى يمينها أم يسارها أم وسطها؟ سؤال تجيب عنه أوضاع خنيفرة المنسية، آهاتها المتكررة، بنوها الذين قتلوا إما رميا بالرصاص، أو رميا بسموم القتل البطيء من بطالة وعطالة وضروب مخدرات. بالواضح كل شيء تمت دراسته وفق ما يخدم بقاء الفساد على حد قول الزميل عبد العزيز أحنو، فمهرجان أجدير إيزوران وعبر أياد محلية متسخة عملت على تلطيخ يديها بضرب معاناة أطفال أجدير ومداره، حيث معاناة الأطفال وعزل الساكنة وسط الثلوج، وهدر مدرسي بطله رئيس الجماعة الترابية لأكلمام أزيزا، وانعدام أدنى مؤشر للتنمية، وقتل المجال وعزله عن المدار الحضري. أياد ساهمت في تغليف الواقع المزري بخيام الذل والشواء بفضاء أجدير بالأمس دون أن ننسى تغييب الإعلام المحلي مما يشكل دليلا قاطعا على معالم الجريمة.