احتفلت ساكنة الجماعة الترابية سيدي لمين بعمالة إقليمخنيفرة بالمهرجان الربيعي الأول لكاف النسور، والذي نظم تحت شعار التمازج الثقافي المحلي في خدمة التنمية المستدامة، حيث تقاطرت على مركز كاف النسور جموع القبائل المجاورة من أيت لحسن وإيزوماكن وأيت عمو عيسى وأيت بوحدو وأيت سيدي بوعباد من قبائل زيان، وتزينت المنطقة بخيام شامخة وأحصنة وفانتازيا تمزج بين الماضي والحاضر، وتحيي ثقافة الأسلاف من عادات تقاليد تم إحياؤها بالمهرجان الأول لكاف النسور، حيث ظل المركز والساكنة حبيس سياسات انتخابوية أقبرتها لسنين غير مساهمة في التفتح على العالم الخارجي. وعرف المهرجان أنشطة فن الفانتازيا حضور مجموعات من إبوحسوسن زايان وصفرو، إضافة إلى فنون وأهازيج أصيلة أحياها المجتمع المدني المحلي بمشاركة الجماعة الترابية لسيدي لمين قيادة كاف النسور، وقد تأهبت السلطات المحلية بجميع أصنافها لحماية المشاركين والمجال، كما تم استعراض المنتوجات المحلية بالشارع العام جعل الساكنة المحلية تنفتح عن العوالم البعيدة والمجاورة، ومجالا غنيا بمنتوجاته وموارده من الخيرات الباطنية، من رخام وحصى ورمال متنوعة، والصناعة التقليدية من منتوجات النسيج والزرابي، والزراعة وتربية المواشي، والموارد البشرية الشابة المحترفة لميدان الفلاحة، دون أن ننسى أن المجال يعاني في صمت من سوء تدبير الجماعات الترابية المتعاقبة على تدبير الشأن المحلي بسيدي لمين. المهرجان جاء ليبهج الساكنة وينفتح على ثقافة محلية أصيلة ظلت حبيسة عقليات ترسب في أعماقها الصراعات السياسوية والانتخابوية لسنين، فالمجال ساهم في الدفاع عن الأرض والحرية والكرامة تاريخيا، بالدم والنار وأعطى شهداء في المقاومة المسلحة، عبرت عنه فرق محلية بنغمات فن العيطة والمرساوي ، ( فين اليامك أ ألاربعا، كان موسم ولا حركة ، ياك صابونا صابونا، وياك صابونا ف الزتون ، واشي بالصباط أو شي حفيان) وكان أيضا حضور للفن الأمازيغي ( حثاث ذ موحى نعلي ذيمناين زيللين - ويللي ورتنهار أو حرابي مقار إسوال - يونف أوثللي ثاروكيذ أللغا وتساعي - إيناك بوزقور أونا الديدان غر أمام - أذيسو أخموج أزداي أورياس قيمان). هذا وقد عبرت مجموعة من الفعاليات خاصة التي عارضت توقيت المهرجان أن يتماشى المهرجان مع الأهداف الحقيقية للتنمية بعيدا عن الاستغلال الانتخابي، وعبرت أخرى عن أملها في تحقيق التعدد الثقافي ونشر ثقافة التسامح عبر تمازج الفنون المحلية المتباعدة رغم مجاورتها . وأن لا تأخذ طابعا سياسيا حتى لا يفقد الملتقى الربيعي صبغته التمازجية ثقافيا.