حضور متميز للموروث الأمازيغي ترسيخا للقيم المغربية العريقة عاشت قرية عين اللوح بداية الأسبوع الجاري من الاثنين إلى الأربعاء 2غشت 2010 فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الوطني لفن أحيدوس... والتي مرت في أجواء تمازجت فيها إيقاعات بنغمات وأصداء البنادير ورقصات تعبيرية متميزة لفن أمازيغي عريق شدت إليها الانتباه بالاستمتاع إلى أصوات إنشادن المفعمة بمواويل تاماوايت لفن أحيدوس، فانصهرت فيها طقوس الانسجام والانبهار من قبل الجمهور العريض الذي حج من مختلف المناطق والأقاليم للتمتع مع الاعتزاز والافتخار بلوحات من هذا الفن العريق الذي تتناقله الأجيال أبا عن جد حفاظا على الأصالة المغربية المتجدرة. عروض فنية لفرق القرص والغناء وأيضا للشعر (إيمديازن) قدمتها 32 فرقة لفنون أحيدوس ممثلة لأقاليم: الخميسات والرشدية وتازة وصفرو وفاس وبولمان وبني ملال وفكيك وتنغير وخنيفرة وميدلت ومكناس والحاجب وإفران..فضلا عن سبع مجموعات لشعراء «ايمديازن» بالفضاءات والجبال المحيطة (دادا حمو وأجغبو) بقرية عين اللوح. وقد قام المهرجان الذي تشرف على تنظيمه وزارة الثقافة وجمعية تايمات بتعاون مع الجماعة القروية لعين اللوح ، بتكريم بعض الفنانين الرائدين في هذا النوع من الفنون الأمازيغية والذين كرسوا مشاورهم بعطاءات متميزة في الغناء الأمازيغي، ويتعلق الأمر بكل من باحسين ازكارنة، وولد احماد اورحو، وولد ابراهيم بريش، والسعدية شاني ومحمد مغني الذي عانى السنة الماضية مرضا ألزمه الفراش لمدة لا يستهان بها، ثم الشاعر الأمازيغي بوعزة زاقا. وكان حفل افتتاح المهرجان في دورته العاشرة لفن أحيدوس بعين اللوح بإقليم إفران قد تميز بلوحات فنية تتمثل العرس أمازيغي (تامغرا إيمازيغن) بكل طقوسه الاحتفالية وبما يزخر به من علامات التضامن والتآخي ومظاهر الفرح وحب الحياة.. وعلى هامش الدورة قال محمد قادري، المسؤول عن الاتصال في جمعية تايمات لفنون الأطلس إن «المهرجان الوطني لفن أحيدوس قد عرف في دورته العاشرة هذه نجاحا فوق المنتظر وعلى جميع المستويات إذ شاركت فيه 32 فرقة أحيدوسية و7 فرق للشعراء إلى جانب أنشطة موازية كالندوة الفكرية في موضوع تجدر فن أحيدوس في الثقافة الأمازيغية، وحفل حول عادات ختان الأطفال عند قبائل آيت عياش وجلسة شعرية لأباطرة الشعر الأمازيغي (تيفارت – إزلي – ثموايت) وفضاء لتجسيد مفهوم ثاضا عند قبائل آيت إيكو إلى جانب معارض حول المنتوج السياحي والغابوي بإقليم إفران وبمنطقة عين اللوح والصناعة التقليدية بآزرو والنسيج بعين اللوح والفنون التشكيلية الأمازريغية «..... وعرفت هذه الدورة متابعة جماهيرية منقطعة النظير بحيث حجت الجماهير المحبة لأحيدوس من جميع أنحاء المغرب إلى فضاء المهرجان للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية خلال ثلاثة أيام فضلا عن الحضور الملفت للجالية المغربية المقيمة بالخارج، فأصبحت عين اللوح قبلة للزوار من كل حدب وصوب... وأضاف قادري أن المهرجان «يتقدم خطوات إلى الأمام لمزيد من الإشعاع ليس فقط وطنيا بل ودوليا وهو الهدف الذي نسعى بلوغه وتحقيقه في أقرب دورة من المهرجانات القادمة». واعتبر محمد البهوات رئيس الجماعة القروية لعين اللوح أن المهرجان الوطني لفن أحيدوس في دورته العاشرة عرف نجاحا كبيرا وتميز بكثرة الفرق المشاركة من عدة أقاليم وبالتالي مكن من التعرف على تنوع الفن الأمازيغي شعرا و إيقاعا.. وأضاف أن هذا المهرجان يهدف إلى العناية بالموروث الشفهي الوطني المغربي خاصة الأمازيغي منه، بالإضافة إلى التعريف بهذا الفن وتقريبه من الجماهير وتحبيبه للأجيال الصاعدة وتشجيع مجالات البحث والدراسة في مجالاته المتعددة والمتشعبة. وهي مناسبة بالنسبة لسكان جماعة عين اللوح لاستقبال الزوار والقبائل المشاركة وكذا الجالية المغربية المقيمة بالخارج وبالتالي فسح المجال أمام هذه الساكنة لخلق رواج اقتصادي فضلا عن الهدف الأساسي من المهرجان وهو التعريف بالمؤهلات الطبيعية والسياحية التي تزخر بها الجماعة، فقرية عين اللوح، يوضح رئيس الجماعة، تقع وسط جبال الأطلس المتوسط الوسيط تعلو على سطح البحر بحوالي 1450 متر، وتبعد على مدينة آزرو ب 28 كلم، سكانها هم قبيلة بني مكيلد التي تضم 5 فرق وهي آيت مولي وآيت مروول وآيت محمد ولحسن وآيت واحي وآيت إلياس. وهذه الفرق هي التي تكون قبيلة بني مكيلد انتسابا للوالي الصالح سيدي مكيلد المنحدر من تافيلالت، ويعتمد اقتصاد سكان هذه المنطقة بالأساس على الكسب والفلاحة كما تعتبر المواد الغابوية أهم المداخيل التي تعتمد عليها الجماعة. ومن جهته، قال محمد بنعلي المسؤول الإعلامي عن وزارة الثقافة إن المهرجان مر عموما في ظروف جيدة من ناحية التنظيم، وأن المشاركة الفنية للفرق وكذا الجمهور الغفير الذي تابعه يعطي الانطباع بأن المهرجان أصبحت له مكانته الهامة ضمن المهرجانات الوطنية وكذا في الإعلام، متمنيا أن يستمر المهرجان لعمر طويل لأن هذا الفن بإيقاعاته وأشعاره الجميلة يستحق كل الاهتمام،راجيا أن تتمكن كل من جمعية ثايمات والجماعة المحلية لعين اللوح وكذلك وزارة الثقافة من إيجاد سبل الدعم من جهات خاصة كالشركات والمؤسسات العمومية لتطوير هذا المهرجان وإعطائه صبغة عالمية، ولم لا؟..مادامت بعض الدول كدول شمال إفريقيا تتوفر على فنون مماثلة لفن أحيدوس، ويصبح بذلك مهرجانا دوليا.»