كي تلدني انتظرت أمي الموسم الخامس بعد أن أحرقت أفواه المرايا بيادر الحقول الكئيبة كي تغيث الشجر المتساقط في الغابة الضيقة حين عبرت الطيور المهاجرة جسر القيامة قالوا لها ارفعي موجك الأيمن واقطفي من درب الحج حجراً جافاً واسقه الماء المبحوح تكورتْ بذرة الوعد بعد أن نفخ الصنوبر الغابة البيضاء في فم الساقية لم يكن حزنها كافياً كي تغفو نوارس الأسماء خلف نهر الغرباء ذات انغلاق قايضتْ مسافة الطُهر بالصبح العاري حين نام الغيم الضرير وفرد ذراعيه للصفصافة الصغيرة ولدتني أمي يتيماً بلا قبيلة لا أذكر متى ضاق الرصيف على المواعيد ونمت الأعشاب البيضاء في سلال الريح قالوا أمك هوت دون احتضار وقفتُ وحيداً كعصفور الناي على النوافذ العتيقة أنتفض في مزماري أصرخ في جوف الماء المصلوب على بعد خسف وحجر ارتميت على الكف البارد رفعته نحو أنفي وشممت مرقدي تحسسته كثيراً حتى غفوت داخل قلب أمي مازالت العجوز تنتظر صحوتي كي تتمم مراسم الدفن حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك