الأطلس المتوسط خزان طبيعي ومائي وذو منظومة ايكولوجية فريدة من نوعها قل نظيرها في العالم، فبفضل المناخ المتوسط وتضاريس متنوعة يضم هذا المجال ثروة مائية لا مثيل لها في المغرب، فهو منبع كل الأودية والأنهار الدائمة والعيون ذات الجريان المستفيض والبحيرات وسط غابات تحوي غطاء نباتيا كثيفا من أشجار نادرة ونباتات طبيعية. وبهذا الوسط الايكولوجي يعيش وحيش خاص به، إنه الأطلس المتوسط الذي يتنفس هواء نقيا. في الآونة الأخيرة لوحظت أخطار بيئية تهدد هذا الوسط بفعل دينامية ستلحق أضرارا واختلالا في منظومته إن لم نحد من بعض السلوكات الكثيفة التي لا تصلح لهذا المجال. ومن بين ما لوحظ أنشطة زراعية أصبحت تغزو هذا الوسط على حساب الغابة التي تقتلع أشجارها، وبمكانها نزرع خضروات مثل البصل والشعير والقمح الطري. كلها مزروعات أدت إلى تدهور التربة و استنزاف الفرشة المائية الجوفية، وكذا ظهور مقالع ومناجم غيرت الأوساط الجبلية وردتها مناطق منكوبة طبيعيا بدون ماء ولا تربة ولا غطاء نباتي، زد عليه ما تتعرض له الغابة من تدمير يومي وبشكل عشوائي ورعي جائر لبعض الأراضي الجماعية حيث أصبحت مقومات العيش فيها في خبر كان. وأما الانهار والأودية فنلاحظ كوارث فظيعة تغتالها، نفايات صلبة وسائلة تطرح بها، والحياة بهذه المجالات تمت إبادتها وحينما نتساءل: ما هو السبب في هذا التدمير، يكون الجواب واضح، إنه الإنسان العاقل العادي والسياسي والمسؤول .....كل من جانبه ساعد على تغير الحياة بهذا المجال الايكولوجي الطبيعي الذي سيتحول بتصرفاتنا وسلوكاتنا يوما إلى وسط بيئي ملوث تصعب فيه الحياة.