يعتبر المغرب، حسب عدة دراسات، من البلدان المتوسطية ذات التنوع البيئي الغني ، سواء على المستوى المناخي أو النباتي أو الحيواني، مما نتج عنه كذلك تعدد في المناطق و المناظر الطبيعية ذات الجودة العالية: صحارى، جبال، مناطق رطبة، شواطئ و خلجان، ضايات و محميات و منتزهات و عيون ... باعتبارها تراثا مغربيا طبيعيا له أهمية قصوى في المجال البيئي، هذا فضلا عن مؤهلات جيولوجية ، من خلال ما يزخر به المغرب من صخور متنوعة. يعتبر المغرب، حسب عدة دراسات، من البلدان المتوسطية ذات التنوع البيئي الغني ، سواء على المستوى المناخي أو النباتي أو الحيواني، مما نتج عنه كذلك تعدد في المناطق و المناظر الطبيعية ذات الجودة العالية: صحارى، جبال، مناطق رطبة، شواطئ و خلجان، ضايات و محميات و منتزهات و عيون ... باعتبارها تراثا مغربيا طبيعيا له أهمية قصوى في المجال البيئي، هذا فضلا عن مؤهلات جيولوجية ، من خلال ما يزخر به المغرب من صخور متنوعة. ورغبة في تثمين المنتوج الغابوي و البيئي ببلادنا ، و صيانته مما يهدده، سواء من الطبيعة نفسها أو ساكنة المناطق الغابوية أو الحيوان ، قامت الدولة بإنشاء حوالي عشرة منتزهات وطنية بكل من الداخلة و درعة السفلى و إيريقي و الأطلس الكبير الشرقي و إفران و تلسمطان و الحسمية ، وسوس ماسة ، و تازكة و توبقال . إضافة إلى 146 محمية طبيعية عبر التراب الوطني ، و ذلك بفضل توفر المغرب على عدد كبير من المناطق الرطبة لشمال إفريقيا ، حيث يحتوي على أكثر من 20 بحيرة طبيعية داخلية، و ما يناهز 30 سدا و أربع بحيرات شاطئية كبيرة و عدد من المصبات . و لأهمية هذه المناطق الرطبة، تم تسجيل أربع منها في لائحة « رامسار» سنة 1980 ، هي : سيدي بوغابة و المرجة الزرقاء و خنيفيس و بحيرة أفنورير. لكن مع ذلك ، تبقى هذه المنتزهات و المحميات في حاجة لمزيد من التهيئة و التأهيل لجعلها قيمة مضافة إلى المنتوج السياحي المغربي ، فضلا عن الشواطئ و الشمس و الصناعة التقليدية و الآثار العمرانية و الوحدات الفندقية و الفولكلور ، و خلق مدارات و مسارات سياحية بها ، من أجل تثمين المنتوج الغابوي و البيئي ، وأصناف الوحيش و الطيور ، و تحسين المنتوج المدر للدخل لسكان المجال الغابوي أو المحيط به ، بغاية جعل هذه الفضاءات كذلك قيمة مضافة للسياحة الأيكولوجية ، بجانب السياحات الأخرى الثقافية و الرياضية و الترفيهية و الاستشفائية . فهذه الاهمية التي تحظى بها المناطق الرطبة و المنتزهات و المحميات ، تم الوقوف على بعض خصوصياتها البيئية من خلال عدة لقاءات دراسية على صعيد إقليم اشتوكة أيت باها ، و منتزه إفران و غابة الأرز بالأطلس المتوسط ، أو من خلال خرجات ميدانية و استكشافية للضايات و العيون و المنابع . غنى أيكولوجي و بيولوجي بالمنتزهات بالنسبة مثلا لمنتزه ماسة ، الذي صنف مؤخرا ضمن لائحة « رامسار » ، يعد من المناطق الرطبة ، التي تضم أندر الطيور العالمية مثل :« أبو منجل الأصلع » و «الوحيش الصحراوي «، و بعض النباتات و الأشجار النادرة مثل : الأركان و نبات التيفا و قصب المكانس التي تعيش في الماء و تغطي الضفاف الغربية لوادي ماسة . واليوم يستغل المنتزه لتربية و تناسل بعض أصناف الحيوانات الصحراوية المنقرضة مثل : غزال مهر ، المهاة ، المها حسامي ، النعامة ، بهدف تثبيت استيطانها و إرجاعها إلى أماكنها الأصلية . و في سياق العروض الملقاة ، سواء بجامعة الأخوين بإفران حول التغيرات المناخية و تأثيراتها البيئية ، في سياق اليوم الإعلامي البيئي المنظم من قبل مركز البيئة و التنمية الجهوية بذات الجامعة ، أو في إطار الخرجات الميدانية لضاية عوا ، ضاية زروقة ، بحيرة أفنورير ، و غابة أرز الاطلس بأزرو و أكلمام أزكرا ، و أجدير بخنيفرة و عملية تشجير المناطق الجبلية بالقباب ، تم الوقوف ، كذلك، على أهمية الغنى الأيكولوجي و البيولوجي بهذه المنتزهات نظرا لمناظرها الطبيعية و غاباتها الكثيفة و بحيراتها الجذابة و منابع وديانها . ذلك كله على مساحة كبيرة تفوق 53 ألف هكتار ، مما جعلها نموذجا للأوساط البيئية التي تحتويها جبال الاطلس المتوسط سواء من الناحية الجيومورفولوجية ،أو الغطاء النباتي أو المناظر الطبيعية . وبالرغم من انقراض حيواناته كالأسد و النمر و العناق و القضاعة ، يعتبر المنتزه الوطني لإفران من أكبر الغابات امتدادا بالمغرب ، و المكونة غالبا من شجر أرز الأطلس ، بحيث يحتوي على ربع أشجار الأرز على المستوى العالمي هذا زيادة على حيواناته التي تعيش فيه الآن ، بحيث يتكون من 37 صنفا من الثدييات أهمها القردة من نوع « زعطوط « الأكثر وفرة إضافة إلى 142 صنفا من الطيور و 33 صنفا من الزواحف و الضفادع و أنواع أخرى من اللافقريات التي تعيش في الأنهار ، بحسب معطيات و إحصائيات رسمية صادرة، عن المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر ، فعلى امتداد حوالي 418 820 هكتارا بكل من خنيفرة و إفران و الراشيدية و الحاجب و مكناس ، يغطي المجال الغابوي هذه المناطق بنسبة 10.4 % من المساحة الإجمالية للأطلس المتوسط حيث تحتل فيها شجرة البلوط الأخضر والأرز و أشجار أخرى مساحات كبيرة . مناظر و غابات و بحيرات و منتزهات تحتاج إلى تأهيل على أكثر من مستوى ، بالرغم من المجهودات المبذولة من أجل صيانة الخشب و الأشجار و الحيوان و المياه لتصبح منتوجا سياحيا بيئيا يستقطب السياحة الداخلية و الخارجية ، و كذلك في صيانة هذا التراث الطبيعي و البيئي من التدمير اليومي المتعمد ، تحت ضغط الحاجة و الفقر ، لهذه المكونات البيئية من طرف السكان و المواطنين « الزوار « و هواة القنص و بائعي الأعشاب ، من خلال ما لحق بتلك الحيوانات و النبات و الأشجار و مياه الضايات و البحيرات من أضرار فادحة ، أو من طرف الطبيعة نفسها من خلال انجراف التربة ، بسبب الفيضانات التي ضربت مثلا منطقة القباب بإقليمخنيفرة . و لقد كشفت الزيارات الميدانية ، علاوة على مجالات التدخل، سواء من طرف برنامج « ميدا « أو المديرية الجهوية للمياه و الغابات و محاربة التصحر بجهة مكناس تافيلالت أو من قبل الجمعيات المحلية بأكلمام أزكزا ، و القباب ، عن حجم الأضرار التي لحقت هذه المناطق من طرف الساكنة رغم الذعيرة و الزجر في حق مرتكبي المخالفات في حق الطبيعة و البيئة عموما ، مثل تلويث المياه، كما وقع بضاية زروقة على مشارف جامعة الأخوين و تدمير أوراق الأشجار بسبب الرعي العشوائي ( الماعز خاصة) أو قطع الأشجار(الأرز) و العرعار و البلوط، إما للتدفئة أو الصناعة أو من خلال الحرائق الناتجة عن «الرعود» و الإنسان ، فالامتداد الغابوي الكثيف من مدينة الحاجب إلى إيموزار ثم إفران فأزرو في اتجاه مدينة مريرت و خنيفرة وأجدير، يشكل حقا منتوجا بيئيا و سياحيا جميلا له ما يكفي من مؤهلات الجذب و الاستقطاب ، و متنفسا أخضر بالمغرب ، لو تم إدماجه ضمن المخططات السياحية الوطنية ، و تهيئته أكثر، سواء بتوفير بنية تحتية سياحية ، ( فنادق ، مآوي ، مطاعم ، مسارات سياحية و خلق مراكز و نقط مهمة) ، و من ثم أضحت عملية تأهيل و تهيئة المنتزهات و المحميات الطبيعية ببلادنا ضرورة ملحة ، لاستقطاب سياحة عالمية ، من عشاق الجبال و الغابات و البيئة عموما ، لاسيما أنها تتميز بخصوصيات و مناخات مختلفة ، كعامل أساسي للإستقطاب سواء بالشواطئ أو الجبال أو الغابات او الصحاري ، علاوة على ما تزخر به من حيوانات مثل غزال آدم ، مهر ، النعامة بمنتزه سوس ماسة ، والقردة بغابات أزرو ، أو الأروي بمحمية تكركورت ( 400 رأس ) أو غزال الحوز بمحيمة مصابيح الطلعة ( 200 رأس ) كما تزخر بطيور نادرة ( أبو منجل الأصلع ) بمحمية سوس ماسة ، و صقر إلنيوور و نورس أودوان بمحمية الصويرة . صحيح أن هناك مجهودات بذلت ، سواء في خلق مسارات سياحية بمنتزه سوس ماسة ، أو بالمنتزه الوطني بإفران للحفاظ على الموارد الطبيعية و المائية بغابات الأرز و البلوط ، عبر تثمين النظام الإيكولوجي و أداءاته المتنوعة أو من خلال خلق مركز ( فضاء الأرزية ) ، بغابة أزرو بتعاون مع « والونيا بروكسيل » و المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر لتشجيع التربية البيئية و السياحية الأيكولوجية . فإن الحاجة ماسة إلى التعريف بمنتوجنا الغابوي و البيئي عالميا ، و خاصة أرز الاطلس الذي يغطي حوالي 133 الف هكتار على المستوى الوطني و يمثل ربع شجر الأرز على المستوى العالمي ، نظرا لجماليته الطبيعية التي قل نظيرها في الوسط الغابوي على الصعيد المغاربي و المتوسطي ، حتى أضحت بعض الأشجار التي عمرت لقرون ، رمزا لشموخ شجر أرز الأطلس مثل شجرة « كورو « الشهيرة إضافة إلى ضايات عوا ، و بحيرة أفنورير و ضاية زروقة.