انتهت المديرية الإقليمية للفلاحة بإقليم خنيفرة من توزيع الحصة الأولى من الشعير المدعم في إطار البرنامج الوطني لمحاربة آثار الجفاف منتصف الأسبوع الماضي على أمل أن تبدأ الحصة الثانية من المخطط مطلع هذا الأسبوع. التوزيع الذي عرف مشاكل وعراقيل وصلت حد إغلاق المديرية لأبواب المركز في وجه الفلاحين بداعي إعادة ترتيب الأوراق دون سابق إعلام. وقد أثار المركز الذي اعتبر نقطة التوزيع الوحيدة بالإقليم الكثير من الانتقاد نظرا لبعد معظم المناطق القروية المتضررة بالجفاف عنه بعشرات الكيلو مترات إذ يلزم المعنيين إن هم أرادوا الاستفادة من النقل المدعم جمع لوائح بعشرات أسماء القبائل والأشخاص من أجل بلوغ عتبة الاستفادة من النقل، ألا وهي 20 طنا كحمولة للشاحنة المتوسطة و 40 طنا كحمولة للشاحنة الكبيرة، و هي عتبة اصطدم بها الفلاح البسيط العالق في قمة الجبل والمحاصر بالثلوج وغير المؤطر بأي تعاونية ولا جمعية فلاحية ليعود أدراجه خاوي الوفاض. في المقابل وجد كبار الفلاحين في المخطط ضالتهم المفقودة حيث استحوذوا على حصة الأسد من الشعير المدعم، وفي نفس الصدد فقد كان للشبكة الطرقية المهترئة بالإقليم نصيبها من العرقلة والمشاكل، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قنطرة واد قرب جماعة كروشن، والتي لا تقوى على حمولة تزيد عن عشرة أطنان فقط، هذا وبخصوص الدوريات التابعة للدرك الملكي بإقليم خنيفرة فقد اعتبرت نفسها خارجة عن دائرة المخطط، وذلك من خلال تصديها وتوقيفها لأكثر من مرة لشاحنات نقل الشعير المدعم في العديد من نقط المراقبة، مما جعل هذه الأخيرة تتأخر لوقت طويل عن الفلاحين الذين ينتظرونها بفارغ الصبر. وبخصوص الوضع بالعالم القروي فقد ازداد تأزما ودخل الفلاح والفلاحة بصفة عامة مرحلة العد العكسي، حيث الأسواق الأسبوعية على وشك الإفلاس والمزارع والحقول جفت وقحلت ولم يعد لها أمل في الإحياء، والمواد الفلاحية كالتبن وقطع العشب المجفف (البال) التي هي المادة الأساسية قبل الشعير دخلت في نفاذ خطير من السوق بل وأصبح ثمنها مضاعفا ثلاث مرات عن ثمنها العادي، مقابل انهيار ثمن المواشي بالأسواق الأسبوعية. من جهة أخرى فقد توصل موقع خنيفرة أون لاين ومن خلال تتبعه لأوضاع الفلاح المزرية خلال هذا الموسم بمعطيات مفادها أن العديد من الفلاحين المغلولين على حالهم لم يستفيدوا من الشعير المدعم لعدم توفرهم على ثمن الكيس الواحد من الشعير المدعم رغم تواجد القطيع، هذا في ما يخص مادة الشعير التي لها علاقة مباشرة بقطعان الماشية، أما بخصوص الآلاف من رؤوس الأبقار بالإقليم فلا تزال ملفات وإجراءات منحها السخيفة لم تنته بعد، بل وقد تتأخر إلى حين الانتهاء من عملية الترقيم التي أعلنتها مديرية الفلاحة بإقليم خنيفرة مؤخرا من أجل استكمال ترقيم القطيع الذي كانت قد توقفت عنه من أجل التلقيح ضد وباء الطاعون، وهو التأخير الذي ستكون له انعكاسات خطيرة جدا على مربي الأبقار بالإقليم والذين اعتبروا المخطط وكيفية تدبيره فاشلا، مما يستوجب حسب رأيهم من المسؤولين بقطاع الفلاحة المغربية عامة إعادة النظر في المخطط الحكومي الرامي إلى التخفيف من آثار الجفاف، مع المزيد والمزيد من الدعم لأن الموسم الفلاحي الحالي جاف وخطير و أكبر بكثير مما تتوقعه وزارة الفلاحة المغربية، لاسيما ونحن على بعد أشهر قليلة جدا من نهاية الموسم ولا شيء حصل .