مساء يوم السبت 22 نونبر 2014 استقبلت قاعة العروض بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات بخنيفرة الكثير من الفعاليات المحلية ، وكذلك بعض النشطاء من الحركة الأمازيغية قدموا من مناطق مختلفة ، لحضور الندوة العلمية التي نظمتها جمعية أمغار للثقافة والتنمية احتفالا بمرور 100 سنة على معركة لهري. وقد اختار المنظمون للندوة موضوع " مئوية معركة لهري 1914_ 2014 : المقاومة الأمازيغية وصناعة التاريخ" . وضح الأستاذ سعداني التجاني مسير الندوة سياق النشاط وهدفه الذي يندرج في صلب اهتمامات الجمعية ، وذلك بالمساهمة في تفعيل عملية الكشف عن الحقائق التاريخية التي سعت عدة أطراف لطمسها. ثم أعطى الكلمة للدكتور محمد بنلحسن الذي أصل للمقاومة الأمازيغية منذ عهد الممالك الأمازيغية بالشمال الإفريقي في محاولة منه للقبض على الخيط الرابط بين شراسة المقاومة الأمازيغية للاستعمار الفرنسي مع بداية القرن العشرين وتراكمات ثقافة المقاومة عند الأمازيغ منذ القدم. كما توقف بنلحسن عند الكثير من التفاصيل المتعلقة بسير الأحداث في معركة لهري من خلال استحضار ما سجلته كتابات الضباط الفرنسيين وما ذهبت إليه الرواية الشفوية مركزا على أهمية البعد الديني في تشجيع الأمازيغ في الأطلس المتوسط على المقاومة. أما الأستاذ على خداوي عضو الاختيار الأمازيغي وأحد الباحثين الأمازيغ في الأنتروبولوجيا الثقافية، فقد مهد لمداخلته بإشكالية الكتابة عن الثقافة الأمازيغية من منظور سوسيولوجي وأنتروبولوجي، واعتبر أن الثقافة لازالت في حاجة إلى بحث علمي موسع قصد استنباط مقومات الحضارة الأمازيغية. وحاول خداوي من خلال مداخلته البحث في أغوار المقاومة الأمازيغية خاصة حول معركة لهري من خلال استحضار الشعر الأمازيغي الذي نظم إبان المعركة أو بعدها ، وركز على بلاغة الصور الشعرية ومدى اختزانها لمعطيات جد هامة حول المعركة . أما مداخلة الأستاذ حوسى اليعقوبي فقد اعتمدت على شهادات حية لمشاركين في معركة تازيزوات ، لكن حديثه كان له ارتباط بمعركة لهري وهو ما وضحه من خلال ربط ما وقع في معركة لهري 1914 بمسار المقاومة المسلحة وصولا إلى معركة بوكافر1933. وللتقرب أكثر من أحداث المعركة انتقل منخرطو ومنخرطات الجمعية إلى قرية لهري غير بعيد عن مدينة خنيفرة، صباح يوم الأحد 23 نونبر 2014 للتعرف على المزيد من التوضيحات والوقوف على بعض المعطيات الميدانية المتعلقة بمعركة لهري كالتضاريس و الأودية. وذلك بالاستماع إلى عدة آراء لكل من الأستاذ حوسى جبور المهتم بالتاريخ المحلي، والإعلامي الأمازيغي سعيد باجي والأستاذ عبد الكريم لمسلم الملم بمضمون الرواية الشفوية حول معركة لهري بالإضافة إلى فاعلين محليين آخرين.