موازاة مع احتفالات الذكرى المئوية لمعركة لهري الشهيرة، قررت «جمعية أمغار للثقافة والتنمية» تنظيم ندوة علمية، يوم السبت 22 نونبر 2014، في موضوع الحدث تحت عنوان: «مئوية معركة لهري 1914 - 2014 : المقاومة الأمازيغية وصناعة التاريخ»، وذلك بقاعة العروض بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات ابتداء من الساعة الثالثة زوالا، حيث من المبرمج أن يشارك في تأطير هذه الندوة مجموعة من الباحثين الأكاديميين، هم د. محمد بن لحسن بورقة حول «معركة لهري وأهمية منطقة خنيفرة في المشروع الاستعماري الفرنسي»، في حين يشارك ذ. علي خداوي بمداخلة في موضوع «الشعر الأماريغي ودوره في التأريخ لمعركة لهري»، ثم ذ. حوسى يعقوبي بعرض تحت عنوان «معركة لهري: قراءة في صور الأرشيف الكولونيالي»، وفي هذا الإطار أنجزت الجمعية أرضية تمهيدية للندوة، تسلمت «الاتحاد الاشتراكي» نسخة منها، جاء فيها: « تعتبر معركة «لهري» التي دارت رحاها على بعد 12 كلم جنوب مدينة خنيفرة، يوم 13 نونبر 1914، منعطفا حاسما في التاريخ الاستعماري الفرنسي الذي راكم الكثير من التجارب في حملاته الكولونيالية في مناطق عدة من العالم جعلت فرنسا من أعتى القوى الإمبريالية خلال القرن العشرين، وأبانت أن المقاومة المسلحة المحلية بمنطقة زيان والقبائل المتاخمة لها ليست قادرة على مجابهة الجيوش الاستعمارية الفرنسية فحسب، بل على تكبيدها خسائر فادحة لم تتوقعها فرنسا التي لم يكن في حسبانها شراسة القتال والتلاحم اللذين تتميز بهما القبائل الأمازيغية حين الدفاع عن أرضها ووجودها، وعرت بالتالي أسطورة فرنسا القوية التي لا تقهر. فرغم العتاد الحربي المتطور الذي اعتمدته القوة الاستعمارية الفرنسية والخطط الحربية العصرية المحكمة التي وضعتها لتجعل من منطقة خنيفرة لقمة سائغة، لم تفلح في تخطي عقبة «لهري» بالسهولة المأمولة، علما بأن المقاومة المسلحة المحلية لم تكن جيشا نظاميا، بل عبارة عن فلاحين ومزارعين متطوعين لا يتوفرون إلا على أسلحة تقليدية (بنادق وعصي)، مما حدا بفرنسا إلى الاستهانة برد فعل القبائل التي كانت على موعد مع التاريخ، حيث أبانت عن استماتة وروح قتالية عالية دفاعا عن أراضيها وكرامتها. وبذلك أصبحت هذه المعركة حدثا ذا رمزية تاريخية، إذ بعثرت أوراق المستعمر الفرنسي وشكلت مصدر فخر وإلهام للحركات التحررية داخل المغرب وخارجه». «ورغم أهمية هذا الحدث وحجمه، تضيف الورقة التقديمية ، إلا أنه لم ينل ما يستحق من بحث علمي وتوثيق، لاسيما أن تناوله يطرح إشكاليات عديدة بالنظر إلى ندرة المادة التاريخية المكتوبة أو الشفوية باستثناء الأرشيف الاستعماري وبعض الروايات الشفوية المتواترة من جيل إلى جيل وثلة من الأبحاث الأكاديمية، الأمر الذي يضع الباحثين في المجال التاريخي أمام تحديات عديدة فيما يخص إماطة اللثام عن السياق التاريخي لهذه المعركة من خلال توصيف واستقراء الوقائع وتحليل دلالاتها وأبعادها. واعتبارا لما يكتسيه هذا الحدث من أهمية وما له من امتدادات وانعكاسات، إن على مستوى السياسة الاستعمارية لفرنسا أو على مستوى صيرورة الفعل السياسي بالمغرب، ونظرا لما يلف هذا الحدث التاريخي العظيم من لبس ونقص ومغالطات، وسعيا منها إلى الإسهام في استجلاء الحقيقة التاريخية، تنظم «جمعية أمغار للثقافة والتنمية» بخنيفرة ندوة علمية في موضوع: «مئوية معركة لهري (1914- 2014) : المقاومة الأمازيغية وصناعة التاريخ»، وذلك بمناسبة مرور مائة عام على هذه المعركة الخالدة، قصد إنعاش الذاكرة وربط الماضي بالحاضر واستشراف المستقبل من خلال تسليط الضوء على بعض جوانب هذا الحدث الذي طالما تم توظيفه سياسيا وتقديمه بشكل فلكلوري لا يليق بحجم التضحيات الجسام والدماء التي استرخصها المقاومون دفاعا عن كرامة الوطن».