تمكنت جمعية أبطال الأطلس للفول كونتاكت بتغسالين من تجاوز المعيقات وغياب الإمكانيات اللوجسيتكية والمادية وغياب دعم الجهات الرسمية بالمنطقة، وخلقت الحدث في العديد من التظاهرات الرياضية الجهوية، حيث تمكن الأشبال الذين يتلقون التأطير داخل الجمعية من تحقيق مراتب مشرفة والفوز بالميداليات. تجربة واعدة...في انتظار الالتفاتة لا شك أن الاهتمام الرسمي بالأنشطة الجادة وذات قيمة سوسيوثقافية واجتماعية لا زال لم يرق بعد إلى مصاف الأولويات الملحة أثناء تسطير السياسات العمومية سواء وطنيا أو على مستوى التدبير المحلي للشأن العام في شموليته، يتجسد ذلك مثلا في غياب الإهتمام بالبنيات التحتية الرياضية والمرافق الضرورية في التكوين الرياضي. ويرتبط هذا التجاهل في بعض الأحيان بغياب وعي –عن قصد أو عن غير قصد وبوجود حسابات سياسية أيضا-لدى النخبة المدبرة للشأن العام بأهمية الأنشطة الرياضية والثقافية...في التنشئة التربوية والاجتماعية السليمة للشباب وصقل مواهبهم وتوجيه اهتماماتهم لما فيه المنفعة للصالح العام ووقايتهم من مخاطر الانحراف ووضع لبنات تكوين رياضي قادر على خلق قاعدة من الممارسين وتشجيعهم على الاستمرار. إن هذه المزايا، على كثرتها وعلى قيمتها في المدى القريب والبعيد، لم تشفع لهذا النوع من الأنشطة لتكون محط اهتمام والتفاتة والرعاية من طرف الجهات الرسمية في المنطقة بالمقارنة بالدعم الذي تتلقاه وبسخاء الأنشطة الجمعوية الأخرى. وليست تجربة جمعية أبطال الأطلس بتغسالين استثناء، فأنشطتها الواعدة لا زالت لم تنل اهتمام السلطات المحلية رغم تحقيقها إنجازات كبيرة على الصعيد الجهوي، وتمثيل بشرف هذه البلدة في الملتقيات والتظاهرات الرياضية التي شاركت فيها ممثلة بأشبال وبراعم صغار، فقلة الإمكانيات لم تمنع الجمعية من المضي قدما في تحقيق الإنجازات وتقديم قيمة نوعية مضافة للبلدة وتجاوز عدة معيقات. تضحية في غياب الإمكانيات يؤمن الأستاذ سعيد بوريط رئيس ومؤسس جمعية أبطال الأطلس بتغسالين بإمكانية خلق كل شيء من لاشيء، وربما هذا المبدأ الباعث على الأمل هو الذي زرع في نفسية سعيد بوريط القدرة على الاستمرار والتضحية بالمال والوقت والتنقل اليومي بين خنيفرة وتغسالين لأداء رسالته الرياضية والتربوية رغم المعيقات اللوجستيكية والمادية ورغم غياب الرعاية والمتابعة من طرف الجهات الرسمية. ورغم ذلك فالجمعية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف نبيلة تخدم الصالح العام والتي سطرتها في قانونها الأساسي، حيث تسعى إلى المساهمة في تنمية المجتمع وتطويره تفعيل التنشيط السوسيورياضي ودعم مؤهلات الشباب وتأهيل العنصر البشري، وهي أهداف رغم جسامتها وأهميتها إلا أن الإيمان بالإمكانيات الذاتية جعل من الجمعية تضعها نصب أعينها وترى أن تحقيقها ليس مستحيلا، وأن الإرادة والعزيمة قد تغنيان عن وجود الموارد المالية إذا لم يتم تدبيرها بحكمة وعقلانية. تتويج جهوي واعتراف وطني رغم حداثة سنها داخل النسيج الجمعوي المحلي، فإن ثمار عملها تعكس المثابرة والجد اللذان يطبعان أنشطتها الرياضية، الأمر الذي تؤكده الإنجازات المحققة في التظاهرات التي شاركت فيها وتمكنت من اعتلاء منصة التتويج في أكثر من مرة. وهكذا، فقد فاز أشبال الجمعية بذهبية وثلاث فضيات في دوري الأمير الجليل مولاي الحسن يوم 25 ماي 2014 بمدينة فاس، كما تمكنت الجمعية من حصد ذهبيتين ونحاسيتين في دوري عيد الاستقلال يوم 16 نونبر 2014 بمدينة فاس كذلك. ولقد عرفت دورة فاس لشهر نونبر تتويج وتشجيع الأستاذ سعيد بوريط بميدالية ذهبية من طرف رئيس العصبة الوطنية للفنون الحربية بعد وقوفه على حجم التضحيات التي تقدم داخل جمعية أبطال الأطلس بتغسالين في سبيل النهوض بالرياضة القتالية بالمنطقة والمساهمة زرع قيم تربوية تقي المجتمع من عدة أفات خطيرة.