«جميعاً من أجل أجيال المُستقبل»، بهذا التحدي/ الشعار اختارت كرة اليد بخنيفرة، في شخص جمعية شباب أطلس خنيفرة، توديع سنة 2011 بتظاهرة رياضية متميزة، تحت إشراف عصبة أطلس فاس سايس لكرة اليد، وافتتحت تحت سقف القاعة المغطاة بخنيفرة بكلمة ترحيبية على شرف الأندية المشاركة، النادي المكناسي، الاتحاد الرياضي الفاسي، الاتحاد الرياضي الصفريوي، أمل الحاجب، نادي سيدي قاسم، فضلا عن النادي المضيف شباب أطلس خنيفرة، هذه الأندية التي عرفت تنافسا قويا أمتع الجمهور الحاضر الذي تابع أطوار الإقصائيات بكل روح رياضية وطقوس احتفالية حضارية. منافسات التظاهرة «أنتجت» مواجهة شيقة بين شباب أطلس خنيفرة والنادي المكناسي، والتي انتهت في تتويج أشبال العاصمة الزيانية بانتصار مستحق على أشبال العاصمة الإسماعيلية (13 / 9)، وكان بذلك الفريق المتوج في مستوى «العرس الرياضي» والتطلعات العريضة لكافة مكونات الفريق، من لاعبين ومسيرين وجمهور وفعاليات رياضية، سيما أن التظاهرة من تنظيم جمعية شباب أطلس خنيفرة لكرة اليد على مستوى التنظيم والتأطير، ثم التحكيم الذي لم يفت المراقبين الإشادة بمستواه الجيد، وكونه من الطاقات الشابة الواعدة في هذا المجال. وبينما أجمع المنظمون على أن هدف هذه التظاهرة هو إشعاع ثقافة كرة اليد وترسيخها بين الأوساط الرياضيات والنقاشات الكروية، تم تنظيم مائدة مستديرة حول «كرة اليد بين النظري والتطبيقي»، شاركت فيها مختلف الأندية المنضوية تحت لواء العصبة، وكان طبيعيا أن تعرف «تجاذبات» هذه المائدة جملة من المداخلات والنقاشات، تناولت بالأساس ما يهم تأهيل وتطوير ممارسة كرة اليد على مستوى الجهة، ويهم التكوين في مجال التسيير الإداري والتقني للفرق والجمعيات، وضرورة حث الأندية على تكوين الحكام الناشئين، وخلق تواصل بين العصب والأندية من جهة والجامعة من جهة أخرى. وبينما ركزت تدخلات بعض الحاضرين على الجانب المتعلق بعلاقة العصبة بالجامعة ودور هذه العصبة في تطوير ممارسة كرة اليد والرقي بها على المستوى الوطني، لم يفت أخرى، خلال أشغال المائدة المستديرة، استعراض المشاكل المطروحة والمؤرقة لسير هذا الصنف من الرياضات، وكذا الإكراهات والمعيقات المادية والمعنوية التي تحول دون جعلها جزء أساسيا ضمن «أجندة» المشروع التنموي الذي أكدته الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضة. وقد أسدل الستار على تظاهرة «كرة اليد» بخنيفرة بحفل ختامي تم فيه توزيع كؤوس وميداليات على الفائزين في الاقصائيات، وجوائز وشهادات تقديرية، إلى جانب تخصيص كؤوس تشجيعية ل«أحسن حارس» و«أحسن لاعب» و«أحسن هداف» في سبيل اكتمال دائرة نجاح التظاهرة التي قام ب«توثيقها» فريق من أعضاء نادي الصحافة المدرسية. جمعية شباب أطلس خنيفرة لكرة اليد لم تدع المناسبة تمر دون «تسريبها» لكتيب أنيق، يحتوي على مقدمة، ثم ما سطرته الجمعية من أهداف وفق الإمكانيات المتوفرة والرغبة في الاستمرارية، إلى جانب بطاقة تعريف بتاريخ وجغرافية المدينة، وواقع وآفاق الجمعية، خصوصا على المستوى المادي، و«المنحة الهزيلة والموسمية التي يمنحها المكتب المديري»، و«المنح الاستثنائية الممنوحة من طرف المجالس المنتخبة والتي لا ترقى إلى مستوى مشاريع الجمعية وليست قارة ولا مضمونة»، وبالتالي لم يفت الجمعية الإشارة في كتيبها إلى «عدم توصلها بأي دعم مادي من الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد أو من عصبة أطلس سايس لكرة اليد، ولا حتى من نيابة وزارة الشباب والرياضة بالمدينة»، علما أن معاناة الجمعية كثيرة، وتضم مصاريف التباري في البطولة الوطنية وبطولة العصبة والتجهيز والتسيير والتطبيب الخ، وليس هناك من جدال بين غالبية متتبعي الشأن الرياضي حول ما يتوفر عليه فريق «كرة اليد» حاليا من طاقم بشري متألق وطموح، ورغم «اليد قصيرة» فإن «العين بصيرة» من أجل أجيال المستقبل...