"المغرب يتوفر على 16 ألف موقع وبناية تاريخية "، هذا ما قاله محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة في معرض رده على سؤال شفوي بالبرلمان حول"موضوع حماية المآثر التاريخية" ،وأضاف الصبيحي أن وعيا جديدا بشأن أهمية هذا الموروث الوطني الهام تَشَكَّلَ منذ مدة لدى الدولة والمجتمع ،وزاد قائلا " أن وزارة الثقافة تقوم بمجهودات جبارة للحفاظ على الموروث الثقافي من خلال عدة مشاريع وبرامج"، وأردف وزير الثقافة بأن هذه المواقع والبنايات التاريخية تضطلع بدور أساسي في التنمية المستدامة والسياحة الثقافية". السؤال المطروح لدى المهتمين بالشأن الثقافي بمدينة زيان التاريخية لماذا غيبت قصبة موحى أوحمو الزياني من هذا المخطط الحكومي؟. تحكي كتب التاريخ أن القصبة شيدت في عهد السلطان المرابطي يوسف ابن تاشفين، وتم ترميمها على عهد السلطان مولاي اسماعيل سنة 1688 في إطار سياسته لتأمين الربط بين أهم المحاور الطرقية للقوافل التجارية خلال تلك الحقبة. كما يستشف من خلال نصوص مؤرخي المرحلة أن قصبة موحى أوحمو الزياني لعبت دورا استراتيجيا بحكم وجودها بين مركزين حضريين مركز مكناس ومركز مراكش . وتُجمِع كل المصادر أن القصبة كانت بمثابة مكان لاستراحة الرعاة في عهد السلطان مولاي الحسن الأول، ومن ثمة تكونت النواة الأولى للمدينة التي كان مركزها الضفة الأخرى لوادي أم الربيع ، على اعتبار أن قنطرة مولاي اسماعيل شيدت في تلك الفترة لتؤمن الربط بين الضفتين. لكن شتان بين واقع القصبة البارحة وواقعها اليوم ، خنيفرة أون لاين عاينت الإهمال والنسيان الذي تعيشه ،حيث انهار جزء من هذه القصبة التي تشكل ذاكرة المدينة التي قاومت المستعمر، وكَتَبتْ صفحات مشرقة في تاريخ المغرب، القصبة اليوم تعاني النسيان أمام صمت المجالس المنتخبة والجهات الوصية التي تكتفي بالحضور للمناسبات التاريخية واجترار الكلام عن الماضي والتقاط الصور التذكارية فقط، ويبقى صوت الفعاليات المحلية يردده صدى وادي أم الربيع الجاثم قبالة قصبة تاريخية تحتضر. فهل من آذان صاغية؟