يقولون للصمت رهبة ، عندما يلف الصمت مصيرنا نتوجس حدوث ما يعكر صفو الأشياء ، كمعَقِب لحالة من حالات السكون القسري ، كذلك الصمت الذي ينذر بحدوث عواصف هوجاء ، فحال قريتي كحال العديد من قرى مغربنا " العميق " ، يلفها الصمت و يغلف مصير تواجدها العديد من مظاهر الانكسار و الإنحدار و كأن لسان حال من يملك زمام نهضتها يقول : إِرضيْ بحالك و تحلي بصبر الجبال و تمنعي بصلابة الاحجار ، و رجع صدى صوت قريتي يقول : إذا لم تستحيوا يا " أَكابر" فافعلوا ما شئتم ، بهذين الخطين المتوازيين تسير وتيرة الأشياء و تنعكس على وجه قرية كروشن ، الكآبة تلف وجهها الشاحب نتيجة تكالب المتكالبين على ميزانياتها ،كانت قريتي مرتعا خصبا لمن يجيد أكل مال الحرام ،و كانت المشاريع مجرد مشاريع واقع حالها ان تبقى مشاريع ليس إلا ، كانت مجمل لقاءات توزيع الكعكة تختتم بتبادل كلمات الاعتراف بجميل استباحة هتك شرف القرية. لوحة لمشروع بناء وتجهيز قاعة للولادة بالمستوصف الصحي القروي كروشن بغلاف مالي :200 000,00 درهم. لماذا لا نستفيد يا" نهمة " من اخلاص المعمر الفرنسي و التأمل في محكم إتقانه لجميع المرافق التي باشر بنائها إبان استيلائه على ربوع ليست له . ولكم في القنطرة الحديدية التي شيدها على واد صرو و التي لولاها لفصلت قرية كروشن عن باقي ربوع الوطن خير دليل لست ازكي ما لا يزكى ولكن أزكي العمل المتقن ولو كان هذا العمل من اعتى اعدائي. انكسارات عديدة لواقع مر تشتكي منه هذه القرية التي يُشاء لها ان تبقى معزولة ، لست ارى أفقا لساكنتها إلا ملاذ الهجرة و الذوبان في احضان تجمعات أخرى بإنتماءات جديدة ترى هل نطيق ان نتنصل من حق الانتماء ؟؟ اي حظ عاثر هذا أن تنجب قريتي أساتذة في حجم الجبال لم تجني منهم القرية الا دورا للعبادة و الركون لروح " التواكل " لا التوكل على الحي الباقي الذي لا يموت ، كم سيكفي هذه الساكنة من استغفارات لتتخلص من لعنة الاقدار التي لحقت بها على مر السنون. من ذا الذي سيكسر رتابة أيامها و ينعم عليها بالنزر اليسير من الذي تستحقه كقرية من قرى مغرب القرن الواحد و العشرين؟ اسئلة بطعم مرارة القطران لن تجد سبيلها الى الافراج عنها و كأننا امام دوامة دوخت الساكنة و مسؤوليها .صمت مطبق يلف القرية وكأننا أمام جسد مهترئ ملقى على أريكة عرجاء ، تحوم حوله الكلاب الهائمة النواحة بنباح قاطع للصمت الرهيب ، الصمت القاتل لكل رغبة في الحياة ، هكذا أُريد لهذه القرية أن تكون .فلنصل جميعا صلاة موت تدريجي لقرية شامخة شموخ جبال قبيلة ايت احند الابية.