تتماسك قرية كروشن على سفوح جبال شامخة شاهدة على تعاقب أنماط بشرية عليها ، فهي تعتبر بحق ، قلعة من تلك القلاع التي اختارها الاستعمار الفرنسي لملاحقة المتملصين من أداء ما عليهم من ضرائب و إتاوات . ومن يرى هذه القرية يحس بالإجحاف الذي لحقها، فهي قرية نموذجية بكل المقاييس، طبيعة خلابة، تموقع بديع، هذه القرية كغيرها من القرى عرفت تعاقب العديد من المجالس الجماعية على تسييرها لكن لسوء حظها لم تحض بالرعاية التي تحتاجها مختلف مرافقها.والصورتان المركبيتان (لحجرة دراسية بدوار بوشرمو جماعة كروشن وحجرتين دراسيتين من دوار تارڭا جماعة كروشن ) ينعكس فيهما الواقع. فقرية كروشن قرية مرابطة طالها النسيان أو بالأحرى تعتبر من بين القرى التي تتغذى على فتات ما تجود به أيدي المحسنين ، فهي بحكم تموقعها وبعدها الجغرافي عن باقي الجماعات واختبائها بين ثنايا الجبال الشامخة اعتبر المرض الذي يطالها من حرمان وحاجة لأبسط المرافق المصاحبة لقيام حياة كريمة لكل مواطن ينعم بحق الانتماء لهذا الوطن الحبيب مرضا مستعصيا، هذا الحرمان وهذه الحاجة لا تعري عورة الإقليم الذي تنتمي إليه " خنيفرة " فحسب بل تتجاوز ذلك إلى عزل الساكنة عن باقي مفاصل الجماعات الأخرى، وذلك بتقييد حرية تنقله حتى لا يعادي الآخرين وكأنهها ساكنة مختلة ، ومن بين هذه القيود التي شلت حياة هذه الجماعة الطريق المؤدية إليها عبر دائرة القباب والطريق المؤدية إليها عبر بومية، فمن يرى حالة هاتين الطريقين سيصاب بالغثيان ولن تُجديه إلا الأكياس البلاستيكية ليتخلص منها في بطنه. والصورة المركبة أمامنا لطريقين تعطيان الانطباع لمرتادهما أنه قاصد منفى من تلك المنافي التصحيحية في العصور الغابرة. هذه الجماعة كغيرها من الجماعات الأخرى المجاورة في مغربنا الحبيب عرفت تعاقب النسور الآدمية عليها عبر مجالس جماعية هتكت عرضها وقضت على فتوتها، وأصبحت في وقتنا الحالي تكتفي بوضع مساحق تجميلية على وجهها المهترئ والمجعد. والصورة لمشروع تهيئة واجهة كروشن انتهت به الاشغال سنة 2013 وبانت عيوبه سنة 2014. و الحق يقال أن حال هذه القرية كحال تلك العانس التي تعاني من الإعاقة لكنها تنعم بوجه جميل فالله سبحانه وتعالى حباها بموقع جغرافي رائع لا تحتاج إلا لبعض الإسعافات الطفيفة لتصحيح تقويم جسدها فهي تعطيك انطباعا وكأنك في بعض القرى السويسرية، طبيعة خلابة وجو رائع ، ما تحتاجه هذه القرية لا يكلف الكثير من ميزانياتكم أيها المحسنون . شريانها لا تحتاج إلا إلى عملية غير مكلفة لإزالة الشحوم وتسهيل تدفق الدماء فيه.