أمام الوضعية الاجتماعية التي باتت تؤرق عمال مطاحن أم الربيع المعتصمين لأزيد من 20 يوما، وتعنت "الباطرون" عن الحوار الجدي مع ممثليهم، وتهربه أحيانا كثيرة من تلبية دعوة اللجنتين المحلية والإقليمية للبحث والمصالحة، مدد المعنيون اعتصامهم ليشمل أيام عيد الأضحى المبارك الذي كان الأجدر فيه أن تُرسم على شفاه المهضومة حقوقهم بسمة هدية العيد، لكن لا حياة لمن تنادي في ظل احتكار "الباطرون" ومعه السلطة المتواطئة. موقع خنيفرة أونلاين نقل أسئلة حارقة طرحها العمال ومعهم النقابة المحتضنة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب مفادها من يبالي لأولئك الذين هم على الهامش، وفعلا حتى في دلالة المكان التي بنيت عليها أسوار "مطاحن أم الربيع" حمولة ودلالة التهميش، هم على الهامش ، على هامش الفرحة، على شفرة مدية هضم الحقوق، على هامش هامش اهتمامات المسؤولين في بلد الدستور الجديد والعهد الجديد. ويشكو المعتصمون من التماطل والتسويف اللامبرر في أداء أجور العمال، وانعدام التغطية الصحية، والاستمرار في تقليص الأجور بتخفيض عدد ساعات العمل وما يترتب عن ذلك من خفض في أجور العمال الشهرية، الهزيلة أصلا والمؤثرة على حياتهم المعيشية، بالأحرى إخضاعها أحيانا للاقتطاع بدعوى الأزمة، ولم يعثر أحد على أدنى تفسير لمزاجية "الباطرون" في "قضمه" من ساعات العمل رغم تخطيه للمدة التي تحددها مدونة الشغل في 60 يوما. والغريب من كل هذا هو التواطؤ المفضوح للسلطة ومن هم أجدر بالتحقيق والمراقبة لما يجري داخل أسوار هذه البناية "مطاحن أم الربيع" التي طُحنت فيها حقوق العمال المعتصمين، إذ تطلعنا آخر الأخبار وآخر المستجدات حول فضائح تتعلق بالدقيق المدعم وكيف ينقل في أكياس جديدة على أساس أنه حديث الطحن بمطاحن تدور فارغة على منوال "جعجعة بلا طحين" بغاية التضليل، وأشياء أخرى تستدعي ما يلزم من التحقيقات والتحريات. وسوف لن يتوان موقع خنيفرة أونلاين من باب المسؤولية كسلطة رابعة في فضح المستور بخصوص ما يجري داخل أسوار هذه البناية التي يبدو أن "الباطرون ومن معه " قفزوا بمنطادهم على الدور الاجتماعي المنوط بها ليقصفوا من قمراتهم العاجية أبسط حقوق المستضعفين من العمال المطلوب أن يتم التعامل معهم بمرونة لا ضرب حقوقهم.