"ما نقبلهاش عندي و ما نعطيكش وثيقة و طير الا بغيتي تطير ويلا عندك ماتدير ديرو " ، عبارة تربوية و إدارية حسب القاموس الخاص لقائلها الذي لن يكون بالطبع سوى مدير ثانوية مولاي رشيد التأهيلية المعروف بخرجاته التي أسالت الكثير من المداد، و صارت حديث كل المعنيين بالشأن التربوي المحلي و الإقليمي، دون أن تجد لها آذانا صاغية من مسؤولي وزارة التربية الوطنية بالإقليم و على رأسهم النائب الإقليمي. فبعد استهلال السنة الدراسية بمباراة في الملاكمة استعرض فيها مدير ثانوية مولاي رشيد عضلاته ضد ولي أمر أحد التلاميذ بالرغم من إعاقته البينة ، أقدم قبل يومين من استعراض عضلاته الكلامية ضد ولي أمر تلميذة وافدة بالسنة الأولى إعدادي من جهة الشاوية ورديغة بسبب ظروف خاصة بالأسرة و عودتها إلى منطقتها الأصلية، متوعدا بعدم قبولها في المؤسسة بأسلوب يجمع بين التحدي و التجبر. ولي أمر التلميذة السيد (س –ح ) المعنف لفظا ، اتصل بجريدة خنيفرة أون لاين ليرفع شكايته عبرها إلى المسؤولين على قطاع التعليم بالإقليم و الجهة، و إلى عامل صاحب الجلالة على الإقليم و عموم الجهات المهتمة ، ليعبر عن استيائه الشديد من قرار المدير حرمان ابنته حسناء حمزة التي انتقلت إلى السنة الأولى إعدادي من إحدى المدارس الابتدائية بجهة الشاوية ورديغة ، ليتعذر على الأسرة ضمان ظروف مناسبة لمتابعة ابنتها للدراسة ، قبل أن يتقرر نقلها إلى حيث توجد عائلتها بقرية أجلموس، و في حي لا يبعد إلا بأمتار قليلة على ثانوية مولاي رشيد التأهيلية ، ليؤدي الأسلوب الإداري الحديث لأشهر مدير على الإطلاق في تاريخ الثانوية و الإقليم ككل إلى التعامل مع إشكالية الهدر المدرسي بطريقته الخاصة، و ضربه عرض الحائط كل المجهودات الحكومية في القضاء على هذه الآفة المجتمعية خصوصا في صفوف الفتيات و الأطفال. ولي أمر التلميذة المحرومة من متابعة دراستها إسوة بزملائها و من في سنها، طلب من السيد المدير مده بوثيقة تبرر سبب عدم قبول تسجيل ابنته في المؤسسة، فكان الرد العبارة التي استهل به هذا المقال، رافضا تسجيل التلميذة رفضا تاما بالرغم من تدخلات بعض الاساتذة الذين عاينوا الحادث لكن دون جدوى، قبل أن يقرر تسجيل ابنته بإعدادية الخوارزمي التي تبعد عن محل سكناها بأزيد من كيلومترين الشيء الذي سيصعب من متابعة هذه التلميذة لدراستها في ظروف حسنة بمراعاة سنها و مكان تواجد الإعدادية المستقبلة و الظروف الطبيعية و المناخية للمنطقة ، مما سيسرع لامحالة بانقطاع التلميذة عن دراستها عاجلا أم آجلا. و في ذات السياق، حرم العديد من التلاميذ من حقهم في الاستفادة من قرب المؤسسة التعليمية إلى مقرات سكناهم ، حين تم رفض نقل مجموعة من التلاميذ من ثانوية مولاي رشيد التأهيلية إلى ثانوية الخوارزمي الإعدادية التي لا تبعد عن مقرات سكناهم إلا ببضعة أمتار، خصوصا أن إدارة هذه الأخيرة تلقت العديد من الطلبات بهذا الخصوص و أبدت موافتها المبدئية باستقبالهم ، إلا أن إدارة ثانوية مولاي رشيد – التي تشكل الاستثناء – تأبى إلى حد الآن حل هذا المشكل الذي لا يخدم مصلحة التلميذ و الآباء على حد سواء. و ذنب هؤلاء أنهم تلقوا تعليمهم الابتدائي بمركز أجلموس ، و إعدادية الخوارزمي لا تستقبل إلا أبناء المناطق القروية المجاورة . فمن سيضع حدا لهذا الاستهتار الإداري و التربوي الذي تعاني منه منطقة أجلموس ؟ و متى سيتدخل المسؤول الأول على الإقليم لتحرير ثانوية مولاي رشيد من مدير لا يهمه إلا اختلاق المشاكل تلو الآخرى بدل الانكباب على حسن سير العملية التربوية في أحسن الظروف في الوقت الذي لم تنطلق بعد الدراسة بشكل سليم في المؤسسة و خاصة في السلك الثانوي ؟