فوجئ المواطنون بمدينة خنيفرة بترحيل مختلين عقليين من الفقيه بنصالح وبني ملال بسبب الزيارة الملكية الأخيرة إلى المدينتين، إذ لوحظ عدد كبير من المختلين العقليين الجدد في شوارع مدينة خنيفرة في حالة اجتماعية بئيسة جدا، ولم يسبق أن تمت مشاهدتهم بخنيفرة بتاتا. الوازع الإنساني قبل كل شيء هذا هو الذي كان على المسؤولين أن يستحضروه في معاملتهم الشوفينية هاته مع مواطنين لا حول لهم ولا قوة سوى أنهم ولدوا في بلد تكثر فيه المعضلات الاجتماعية المؤدية إلى الإصابة باضطرابات نفسية، وفي بلد لا توجد فيه مؤسسات الرعاية الاجتماعية لهذه الفئات إلا على الأوراق، وفي بلد كان الأجدر فيه أن يحتضن بني جلدته على اختلافاتهم الصحية والفئوية. يحدث هذا ونحن نسمع عن مشاريع ومؤسسات هنا وهناك بينما الواقع أمر، واقع يشكل فيه الريع العصب الكبير حيث تنمو طفيليات جمعوية انتهازية تقتات على بؤس الجماهير الشعبية في معترك البطالة والقهر والحرمان والتهميش، وتؤثث فضاءات التلفاز المهترئ من داخل القطب الإعلامي العمومي المتجمد الذي يسوق صورة عن التكافل والتضامن والحال أن الهالة شاسعة بين الفئات المحرومة والفئات المحظوظة المصونة. لكم الله أيها المنسيون، قد تكون اليوم عاقلا وقد تصير غدا مختلا، فاحذر دائرة الأيام ففي دورانها شوك وعوسج.