تكريم شجرة الأرز الأطلسية، و إبراز المخزون المائي للمنطقة ، و التعريف بتنوع ثراتها، العنوان البارز لمهرجان كتب له أن يرى النور بعد عسر مخاض، هذا مختصر ما استقته جريدة خنيفرة أون –لاين ، في لقاء لها باللجنة المنظمة لمهرجان الأرز الأول الذي ستحتضنه منطقة " أرسكازيط ويوان" بجماعة أم الربيع بإقليم خنيفرة أيام 06،07 و 08 شتنبر 2013، تنظمه بتمويل شبه ذاتي جمعيات المجتمع المدني بتراب هذه الجماعة التي حباها الله بمؤهلات طبيعية و سياحية لا تنعم بها مثيلاتها في مختلف أرجاء الوطن،و اختارت له شعار " العمل الجمعوي التشاركي دعامة أساسية للتنمية " . وفي تصريح خاص للمسؤول الإعلامي للمهرجان السيد " خالد لبيب " أدلى به للجريدة، أكد هذا الأخير أن الجمعيات المنظمة عانت الأمرين في تحقيق هذا الحلم الذي طالما راود سكان هذه المنطقة السياحية الجميلة قبل تذليل عدد من العقبات أبرع في وضعها مجموعة من ذوي النفوذ و المصالح، و أبدعوا في اختلاق المبررات و الموانع، ظاهرها تخوف من مخاطر احتراق الغابة، باطنها تجاذبات سياسية و قبلية محضة ، و كأن المنظمين و زوار هذا الربع المنسي من الوطن لا تعنيهم قيمة هذا الموروث الطبيعي و الكنز الثمين الذي تزخر بهما منطقتهم، و بعد الكثير من القيل و القال ، وبعد أخذ و رد ، تم الاحتكام إلى أعلى سلطة في الإقليم، عامل صاحب الجلالة نصره الله، الذي أعلن دعمه لهذا المشروع الثقافي والفني وأعطى الضوء الأخضر لتنفيذ مهرجان الأرز في نسخته الأولى لتتجاوب فيه الأهازيج الأطلسية العريقة والضاربة في عمق التراث الأمازيغي الأصيل ، بصدى الجبال المكسوة بأشجار الأرز السامقة محدثة ترانيما من المنتظر أن تهتز لها كل أرجاء الإقليم الذي طال أرقه و عظمت أمانيه في انتظار تحقق حلم تنظيم مهرجان يضاهي المهرجانات الوطنية، و يعرف بالمخزون الطبيعي و البشري لإقليم خنيفرة الذي لم ينصفه التاريخ على مر العصور... مهرجان الأرز الأول ، لجمعيات المجتمع المدني بتراب جماعة أم الربيع، من المنتظر أن يحمل توقيع إحدى عشرة جمعية تجندت أعضاؤها من أجل إعطاء هذه التظاهرة الفنية و الثقافية و الرياضية ما تستحقه من العناية و الاهتمام ، في ظل إجراءات أمنية مشددة بقيادة رجال المياه و الغابات و رجال الدرك الملكي و رجال القوات المساعدة و الوقاية المدنية إلى جانب سكان المنطقة أنفسهم، و ذلك لتبديد جميع التخوفات التي كادت أن تجهض كل المحاولات الجادة لتنظيم هذا المهرجان الذي يهدف من خلاله منظموه إلى ترسيخ ثقافة التضامن والتآزر بين الجمعيات والساكنة والعمل بمبدأ الإشراك و التشارك و كذا إبراز المؤهلات البيئية والثقافية والاقتصادية للمنطقة من أجل تشجيع السياحة الجبلية الداخلية التي ستساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية بالإقليم و تعرف بتراثه الأصيل ، كما يسعون إلى توفير فضاءات للتنشيط والترفيه لفائدة سكان المنطقة و دفعهم للمساهمة بعمق في تثمين وحماية تراثهم الطبيعي والثقافي . وقصد إعلان ميلاد مهرجان من داخل الأدغال الغابوية بإقليم خنيفرة، و جعله بوابة حقيقية لاكتشاف ما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية كان آخرها تفتق عين بالمنطقة بصبيب عال بعد منتصف شهر غشت الماضي، ساهم ماؤها بشكل ملفت في الرفع من منسوب مياه بحيرة ويوان ، عملت الجمعيات المنظمة للمهرجان على إعطاء الجانب الإداري لهذه التظاهرة الثقافية و الرياضية و الفنية أهمية قصوى، و ذلك من خلال تنظيم العمل و توزيع الأدوار بدءا بتعيين مدير للمهرجان يعمل إلى جانب ثلاث لجان رئيسية، هي لجنة المالية و الدعم اللوجيستيكي، اللجنة الرياضية ، و اللجنة الثقافية ، عهد إليها باتخاذ كافة التدابير الكفيلة بإنجاح هذه الأنشطة وفق الضوابط المسطرة في ميثاق الشرف الذي يعد بمثابة شراكة معنوية تربط بين الجمعيات المنظمة في أفق إحداث و تأسيس إطار قانوني على شكل شبكة أو فيدرالية أو نسيج جمعوي تضمها جميعها في المستقبل القريب، و انتهاء بضرورة إرفاق تقارير مفصلة عن كل نشاط على حدة من أجل الاستعانة بها في تقييم عام للمهرجان و إعداد تقارير خاصة بذلك، تسلم نسخ منها للجهات الداعمة و المنظمة و استغلال مضامينها بشكل إيجابي في إنجاح الدورات المقبلة. وتتوقع إدارة المهرجان، أن تعرف هذه التظاهرة التي ستعرف زيارة رسمية لوفد إقليمي رفيع المستوى برئاسة السيد عامل الإقليم في يومها الثاني الذي يصادف يوم السبت 07 شتنبر الجاري ، إقبالا مهما جدا، نظرا لغنى البرنامج و تنوعه، إضافة إلى المناظر الخلابة التي تتمتع بها المنطقة و التي تعمل باستمرار على جلب السياح من داخل الوطن و خارجه.