انطلقت اليوم السبت بمنطقة السماعلة بالجماعة القروية لزاوية القواسم التابعة لإقليم الجديدة (56 كلم عن الجديدة) فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الصقارة (فن تربية الصقور والصيد بها) وذلك بحضور المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر السيد عبد العظيم الحافي وعامل الإقليم السيد معاذ الجامعي. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية? التي تحمل شعار "الصقارة.. موروث تقليدي وتراث عالمي"٬ الذي حضره أيضا المدير العام للأملاك المخزنية السيد عمر فرج وبعض الضيوف من دول الخليج وأوروبا وآسيا والمنتخبين المحليين وجمهور غفير من ساكنة المنطقة٬ بعرض بعض أوجه ومكونات التراث الثقافي بالمنطقة والذي يتجلى في التبوريدة ومشاهد لعملية الحصاد والصيد بالسلوقي٬ مصحوبة بوصلات موسيقية شعبية لفرقة تكادة وبعض الفرق المحلية. وعبر السيد الحافي في كلمة بالمناسبة عن اعتزازه لحضور هذا المهرجان الذي يؤكد بصفة قوية العلاقة الوطيدة التي تجمع الصقر بالإنسان٬ مشيرا إلى أن اللوحات والمشاهد التعبيرية التي أقيمت خلال الحفل تجسد أيضا علاقة الإنسان بالأرض والطبيعة. وأكد في هذا السياق أن التمازج بين الإنسان ومحيطه الطبيعي أصبح يفرض نفسه بقوة وبإلحاح في الوقت الراهن٬ داعيا إلى ضرورة الحفاظ على الموروث اللامادي بغية الحفاظ على الذاكرة الشعبية المغربية. ومن جهته٬ أوضح عامل الإقليم السيد معاذ لجامعي أن من شأن هذه التظاهرة الثقافية تشجيع تربية الصقور والحفاظ على التراث المحلي للمنطقة٬ مبرزا المؤهلات الثقافية والتقاليد الشعبية التي تزخر بها منطقة دكالة عبدة. وشدد في هذا السياق على أهمية الحفاظ على هذا الموروث وتثمينه والتعريف به داخل وخارج أرض الوطن. وأبرز المنظمون بدورهم أصالة وقدم هذا الموروث الثقافي الذي يجسد العلاقة الوطيدة التي تربط طائر الصقر بالإنسان٬ والتأكيد على ضرورة حماية هذا الموروث من أجل حفظ الذاكرة الشعبية للمنطقة. وأكدوا أن الغاية من تنظيم هذا المهرجان هو إحياء هذا التراث وإعادة الاعتبار لمربي الصقور بالمنطقة٬ مشيرين إلى أن هذه التظاهرة٬ المنظمة على مدى ثلاثة أيام٬ بمبادرة من جمعية الصيد بالصقر القواسم بأولاد فرج? وبشراكة مع عمالة الاقليم وبتعاون مع الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية والمديرية الجهوية للثقافة? تصادف الذكرى الثانية لتصنيف الصقارة ضمن القائمة التمثيلية لليونسكو كتراث إنساني حي. وأضاف المنظمون أن فن الصقارة بالمغرب عرف لمدة طويلة عصرا ذهبيا حقيقيا? وشكل فنا للعيش نظمته قواعد خاصة وطقوس شبه مقدسة لدى القبائل. وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) سجلت في دورتها التي انعقدت خلال شهر نونبر 2010 بنيروبي? الطريقة التقليدية للصيد بالصقور٬ ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي للإنسانية. وتعد قبيلة القواسم بجهة دكالة عبدة٬ وخصوصا دوار السماعلة بحد أولاد افرج بإقليم الجديدة٬ فضلا عن أولاد عمران بإقليم سيدي بنور٬ المعقل الرئيسي لتربية الصقور والصيد بها. وتم بهذه المناسبة تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية خاص بالصقور وكيفية الصيد٬ فضلا عن حفل تكريم بعض رجالات المنطقة الذين ساهموا في حماية والحفاظ على هذا الموروث الثقافي٬ بالإضافة إلى تنظيم ندوة علمية حول موضوع "الصقر.. ثقافة٬ دبلوماسية ورياضة وتنمية وتواصل".