انطلقت أول أمس الجمعة بخنيفرة فعاليات الدورة الأولى لمهرجان القصة القصيرة جدا تحت شعار "القصة القصيرة جدا من التأسيس إلى التجنيس". وتهدف هذه التظاهرة، المقامة من 8 إلى 10 أبريل الجاري والمنظمة من طرف جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي وزارة الداخلية بإقليم خنيفرة بتنسيق مع جمعية "جذور" للثقافة والفن، إلى الاحتفاء بهذا "الصنف الأدبي"، الذي أخذ في الانتشار خلال العقد الماضي بالمغرب، وبالتالي المساهمة في تنشيط وإعطاء إشعاع للمشهد الثقافي بالمدينة. وحسب المنظمين، فإن اختيار موضوع هذه الدورة الأولى، المنظمة بدعم من المجالس الجهوية والإقليمية لمكناس-تافيلالت والجماعة الحضرية لمدينة خنيفرة، يهدف أيضا إلى التعريف بالقصة القصيرة جدا كنوع أدبي وصنف سردي، جاء لتكميل الأصناف الأخرى الأدبية وليس كبديل عنها. وأشاد السيد أوعلي حجير عامل عمالة خنيفرة، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، بهذه المبادرة، معربا عن أمله في أن يكتسب هذا المهرجان تجربة كبيرة والانفتاح على أصناف أدبية أخرى من أجل جعله فضاء ومناسبة سنوية للحوار الأدبي البناء والتبادل الثقافي والتواصل مابين المختصين ورجال الأدب والفن في المدينة المعروفة بتاريخها وامكانياتها الأدبية والفنية. وجدد التأكيد على استعداد السلطات المحلية تقديم الدعم لأية مبادرة ثقافية وفنية من أجل مواكبة الدينامية التي تعرفها المدينة، والتي تتمثل في تعزيز البنيات الثقافية. وأعلن في هذا الصدد عن قرب فتح مركب ثقافي جديد بالمدينة سيعطي دفعة جديدة للانشطة الثقافية المحلية، و"دار المواطن" و"دار المنتخب"، سيتم خلالها احتضان مختلف الأنشطة الثقافية والتكوين وتشجيع العمل الجمعوي. ومن جهتهم، أكد المتدخلون باسم المنظمين ومختلف الشركاء، على أن هذا "المولود الجديد" سيشكل "قيمة مضافة" للمشهد الثقافي المحلي، مشيرين إلى أن النهوض بالعمل الثقافي يشكل مقدمة لأية تنمية. وبعد أن أبرزوا غنى التراث الثقافي بهذه المنطقة، دعا المشاركون إلى توحيد الجهود للحفاظ على هذه "المكتسبات" ووضع أسس للأنشطة الثقافية من أجل تغيير الصورة النمطية للمدينة. وستتميز هذه الدورة، التي تعرف مشاركة مجموعة من الروائيين والنقاد والباحثين والأكاديميين من مختلف مناطق المملكة، بتكريم القاص والصحفي والرسام والباحث محمد الغرباوي. وسيتم خلال هذه الدورة تنظيم ندوات ونقاشات حول "القصة القصيرة جدا بين التأسيس والتجنيس"، وقراءة في المجموعة القصصية " دموع الفراشة" للقاص والناقد حميد ركاطة، إضافة إلى قراءات في القصة القصيرة جدا بالأمازيغية، وتنظيم حفل للفائزين بجائزة "عبد الحميد الغرباوي". ومن المرتقب أن يقوم المنظمون برحلة استطلاعية لفائدة المشاركين في المهرجان بالتنسيق مع جمعيتي "أسمون نعاري +أصدقاء الغابة+"، ومدرسي علوم الحياة والأرض للتعريف بما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية وسياحية. وعلى هامش هذه التظاهرة سيتم أيضا تنظيم معرض للفنون التشكيلية بمساهمة جمعية "وشمة"، وكذا معرض للإصدارات الجديدة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.