لطنجة قد سعينا بالرّحال وركبنا سُرى نجم الشمال فقلت لمن ترافقني.اليها لنبلغ عندها بعض الآمال فلثت من الغطاء والأواني رحلا ما تطيقه غير الجمال فجئناها وقلبينا آمال ولم نحمل سوى بضعَات مال صرفنا جلها لكراء قبر وبقياه غدت الى الحمال فأمست خلتى ندما ولوما أنبقى أم نعود بالرحال؟ وبعد مشقة رضينا عملا زهيد أجره بدل السؤال فأبت صاحبتي أكل الطعام قائلة ليس منه بمثال فاقتتنا ببلغ الطعام بدل العودة وهُزْء الجيران فغدونا بها كالهِِّمِّ الفقير يسعى نضرة من الغوان وكل يوم تشكوا صاحبتي من الطعام ومن المكان وذات ليلة نفذت عزائمها فصحبتها فغدت مع الركبان فبقيت وحدى أقود النفس وكأنها تركت دحْشا بالمغان فطويت رحلى لديارى لما أسود وجه طنجة في عيوني فلّله من امرئ لم يطب له مُقام دار ولا هُجران. خديجة أكوجيل.