يسعدنا غاية السعادة أن نلتقي بقرائنا الأوفياء في إنتاج متواضع جديد بعنوان: *سيدي مدير البنك* ونسأل الله تعالى أن يوفقنا في إظهار الحقيقة كما هي بلا زيادة ولانقصان إرضاء لكم واستجابة لما يمليه الضمير وما يتطلبه العمل الذؤوب الذي نمارسه من أجل هذه الأرض الطيبة المعطاء ،وفي سبيل وطن هو من أعز الأوطان،ومن أجل وضع الجميع في الصورة الحقيقية لما عانيناه ونقاسيه مع *سيد مدير البنك* وماكابدناه معه منذ أن قررنا التخلي عن انتمائنا إلى مؤسسة بريد المغرب كزبناء باعتبارنا موظفين نتقاضى أجرة شهرية وتنتظرنا مسؤوليات..لقد كان بئس الاختيار ،وتمنينا لوبقينا من زبناء *بريد المغرب* رغم ماكنا نشكله من مضايقات للذين يسترزقون أمام أبواب وكالاته من الذين طردوا من هذه المؤسسة العريقة،أومن الذين اختاروا مساعدة المواطن من أجل دريهمات..لقد كنا نجرؤ على مساعدة المواطن بالمجان من خلال تعبئة شيكات وتوجيه المواطن والنهي عن المنكر الذي يحدث في الطوابير الطويلة وخاصة من قبل الذين لايحترمون*السويفة*. *سيدي مدير البنك*،اعلم أنني طالبت سيادتكم بتحويل حسابنا البنكي إلى وكالة أزمور بإقليم الجديدة عن حسن نية وهذا حق من الحقوق التي يضمنها القانون للزبون،ورغم نداءاتنا المتكررة ومراسلاتنا المتعددة عبر الفاكس إليكم فإنكمم تستجيبوا، وكأننا من الذين يعادون مؤسسة مالية عريقة تسمى باختصار: *البنك المغربي للتجارة الخارجية*.وأصررتم على معاكسة طلبنا إليكم وحرصتم كل الحرص على تعطيل تحويلاتنا المالية مرتين ولمدة أسبوعين علما أن العملية لاتتطلب أكثر من يومين كما أخبرنا *سيد مدير بنك* أخر يشتغل بإحدى وكالات البنك الشعبي. واعلم *سيدي مدير وكالة الحنصالي بني ملال* أن عدم تمكيننا من *لافونس * كما كنا نرغب في ذلك في عز شهر رمضان ويومين قبل عيد الفطر المبارك جاء نتيجة عجرفتكم وما تمارسونه من سلوكات لا يقبلها ضمير حي، أضف إلى ذلك السباب الذي يتلقاه مواطنون صائمون من قبل صاحبكم الملتحي ووصفه لهم بأبشع الأوصاف..أليس هذا بعيد كل البعد عن خصال الرجال الذين يتحملون مسؤولية مؤسسة مالية جديرة باحترام الزبناء وتقدير ظروفهم؟ *سيدي مدير البنك* اعلم ،*الله يهديك* أن المبلغ المالي الذي مولنا به حسابنا الخاص بشيك من مؤسسة *إيكدوم للقروض* ليس منة من أحد ،بل إنه شبه انتحارمالي حكمت علينا الظروف باللجوء إليه لضمان لقمة العيش والتزاما بمسؤوليات قدر الله تعالى أن نتحملها ومع ذلك فنحن صابرون صامدون ولسنا مسؤولين عن عدم تمكنكم من توفير نقود العيد كما صرحتم لنا..ولكم ظهر تناقضكم وأعمى الله بصيرتكم لما قررتم أخيرا تحويل حسابنا إلى وكالة البنك المغربي للتجارة الخارجية بسيدي بنور،وهذا كذلك ليس منة منكم كذلك ،بل إنه واجب عليكم،ومن حقنا أن نستفيد من العملية لأننا ببساطة لسنا مدينين لسيادتكم،بل للوكالة التي توجدون على رأسها، بأي فرنك. *سيدي مدير البنك* لقد ذكرتنا تصرفاتكم المشينة بتلك التي كنا من ضحاياها مع مؤسسة*تسليف* للقروض التي أجبرتنا على الاستفادة من* الراشا*/الرشى بنسبة فائدة غريبة جدا،ومن وسطائها نلنا الكثير من خلال توجيهنا إلى وكالة للبنك المغربي للتجارة الخارجية لسحب شيكات لا نعرف مصدرها،فالأمر لايكلف الوسطاء الانتهازيون إلا مكالمة هاتفية مع من يساعدهم بمصلحة التأجير ليصير *المعلم*المغلوب على أمره كبشا وأضحية وفريسة للانتهازيين من أمثالكم..وهذا ليس بعزيز على الذين أنزلوا الكبش بالمظلة وأسالوا لعاب المحتاجين وأجبروا الكثيرين منهم على المبيت في المحطات والدخول إلى الحانات ،بل منهم من يؤدي الفاتورة ويتقاضى ربع أجرة ،ومنهم من انتحر،ومنهم من فقد الوظيفة وأصبح عالة على نفسه وعلى المجتمع ،ومنهم من طلق الزوجة وباع البيت وهاجر البلدة ،ومنهم من قبل باللعبة ويتقاضى نصيبه لأنه يعمل وسيطا ويخذل إخوانه في الحرفة.. *سيدي مدير البنك* ذكرنا سلوككم الغريب بالذين جعلوا من عيد الأم عيدا للألم ،ولايتوانون في عرض صورة امرأة حسناء ويكتبون عبارة: 8 مارس تحت اللوحة العجيبة ويشيرون إلى نسبة الفائدة،فيحتفلون بعيد المرأة ويحتفل معهم الألاف على طريقتهم الخاصة،ولكن بأثمان غالية لايظهر تأثيرها إلا بعد مرور شهر أوشهرين.. *سيدي مدير البنك* اعلم أننا من أصدقاء الشباك بكسر الشين وكذلك من ضحايا *الشباك* بتشديد وضم الشين،فلكم كنا من ضحاياه وغدر بنا مع نهاية الأسبوع،وبهذه المناسبة نسأل الله تعالى أن يمدنا بالصبر ويرزقنا من فضله لنتخلى عن العملة ونعود إلى المقايضة في زمن عز فيه المدراء المخلصون،وكثر رفيه المستبدون من أمثالكم الذين يخدعون المواطن بالوسامة والابتسامة وربطة العنق و*التفركيسة* التي تخفي ما لايعلمه إلا الله من مكر وخديعة وحسد. *سيدي مدير البنك* اعلم أنك مسؤول هنا وهناك يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم،ولك ندعو دائما بجادة الصواب رغم المحنة التي أدخلتمونا فيها وكلفتنا الكثير ،ولكن اعلم كذلك أن الوكالة التي تشتغلون بها ،أنت وزمرتكم الملعونة التي لاتعرف إلا مصطلح*اكحب عافاك..دوار معنا..*كانت ساحة نلعب فيها ومعبرا لنا إلى سوق المدينة، وكذلك إلى قلبها النابض حيث عشنا طفولة رائعة ،شربنا فيها حب بني ملال الحبيبة ولاعبنا حمائم وسقتنا مياه *عين أسردون* ،وحمدنا الله تعالى لأننا لم نتحمل مسؤولية إدارة مالية مؤسسة بنكية،بل اخترنا الطبشورة والوزرة البيضاء ،رغم أن أمثالكم في هذا الميدان كثيرون..ومع ذلك نسأل العلي القديرأن يجنبنا ظلماتهم وبهتانهم وتزويرهم وتهديداتهم لنا باستمرار لأننا نزلنا غرباء عليهم ويعادون كل من يرتدي قميصا أحمر اللون ويعشق اللون الأخضر ويعبر عن وطنية صادقة لا يرجو منها مالا ولا* لاكريمة* ولاشيء..كل ما نرجوه أن نكون من خدام هذا الوطن الأوفياء..وطن منحنا كل شيء..وسنظل مخلصين له ولرموزه مهما كثر الظلم والظالمون..لكن تأكد*سيدي المدير* أن من خان عهدا أوقسما سيحاسب هنا وهناك ،وسيندم والعاقبة للمتقين ،وطوبى للمخلصين في كل مكان،وتبا للخونة وكل من يتلذذ بألام الأخرين ،ويسعد بتعذيب أحبته في الله والوطن...دام لكم الشقاء*سيدي مدير البنك* ولنا ولقرائنا الأوفياء نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا،ويسدد خطانا وإلى صرخة قادمة من صرخاتنا التي لن تتوقف مهما حصل،والسلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركاته. حميد العماري