بعد عملنا المتواضع المعنون ب*سيدي المدير* يسعدنا مجددا أن نلتقي بقرائنا الأوفياء في عمل جديد بعنوان *سيدي الوزير* التزاما بالوعد الذي قطعناه على أنفسنا وتبعا للإشارة الصريحة والواضحة التي وردت في المقال السابق. فبعد تقديم التحية والسلام،وعبارات التقدير والاحترام التي يستلزمها مقام *سيدي الوزير* المحترم باعتباره المسؤول الأول عن القطاع الذي ننتمي إليه،طبعا مسؤول أول هنا وكذلك هناك يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم. سيدي الوزير: بحرقة كبيرة ممزوجة بصمود الرجال لا أشباه الرجال ،وبعزيمة قوية لاتلين ،وبوطنية صادقة نابعة من إيماننا القوي والراسخ بالله تعالى وبالشعار الخالد: الله ، الوطن ، الملك، يطيب لي أن أطلع سيادتكم المحترمة على مايلي : استجابة لما يمليه الضمير المهني وما حكمت به الظروف علينا ومسلسل العراقيل والإكراهات التي جابهتنا شخصيا في مسيرة لاتتعدى ست عشرة سنة،ونحن في بداية موسم دراسي تحت شعار : *جميعا من أجل مدرسة النجاح* الذي نرجو الله تعالى أن يوفق الجميع لترجمته إلى أفعال على أرض الواقع لتنجو سفينة المنظومة التربوية التي صرفت عليها أموال طائلة،كما نسأله عز وجل أن يجعل هذه السنة سنة متميزة تعود على الجميع بالنفع والبركات والخير العميم وعلى رأس الجميع الطفل المغربي الذي هو ابني وابنك وابن جلدتنا ومن وطن هو خير الأوطان. *سيدي الوزير* اعلم،وفقك الله تعالى ،أن هذا العبد الضعيف شارك في الحركة الانتقالية الوطنية بإحدى وتسعين نقطة رغبة في الانتقال إلى جهة دكالة عبدة ليس هروبا من جهة تادلة أزيلال كما قد يظن البعض وإنما حفاظا على قلب ينبض بالعطاء واتقاء شر أريد بنا ومخطط رهيب،بطلاته وأبطاله سيفضحون قريبا أمام المحكمة إن شاء الله تعالى وسينال كل ظالم جزاءه. *سيدي الوزير* شاركت في الحركة الانتقالية وذيلت مشاركتي بعبارة معروفة ،هي ببساطة عبارة *نعم..* وما تحمله هذه الكلمة من معان ودلالات، و أملي أن أنصف وأظفر بمنصب لائق من بين الاختيارات العشرة التي وقعت عليها ومعي حلم كبير بتغيير الأجواء مرحليا على الأقل ودائما داخل وطني وليس خارجه،وهو بالمناسبة بلد منحنا الكثير ووهبنا كل خيراته ونسأل المولى عز وجل أن ننجح في خدمته مهما حيينا ولطالما بقي فينا قلب ينبض ويضخ دما. حملتنا الأقدار إلى نيابة سيدي بنور بأرض دكالة الطيبة،وهنا التقينا زملاء قدامى وأصدقاء جددا،ومنهم* نائبكم *في الميدان الذي زرناه ذات خميس ليس حبا في الزيارة وإنما لنتعرف إليه ونسأله عن نتائج الحركة الجهوية لأننا ببساطة دخلنا إلى مكتبه ومعنا بصيص من الأمل لتغيير الوحدة المدرسية البعيدة جدا في حال انتقل أستاذ أوأستاذة. نائبكم *سيدي الوزير* استقبلنا في البداية بلطف وطلب منا أن نزيل النظارات الشمسية والطربوش الوطني ،وسألنا عن الجهة التي قدمنا منها،فأجبناه بلطف ولباقة، ولما طرحنا عليه نفس السؤال،أكد لنا أنه من أرض الحجاز،وماكان علينا إلا أننا وقفنا وعاودنا تحيته وشرحنا له الهدف من الزيارة القصيرة للغاية،ليستدرك قائلا: هل تريد أن تشغلني هذاالصباح ؟ ثم أخرج لائحة بأسماء المستفيدات والمستفيدين من الحركة الجهوية وقرأها بسرعة وقال لنا: لايوجد أي مستفيد من المجموعة التي تنتمون إليها،وسجل اسم المؤسسة التي ننتمي إليها،ثم ودعناه بلطف بعد أن طلبنا منه تنظيف مكتبه إذا كان يحتاج إلى من ينظفه وغادرنا والدموع تنزل من عينين شاحبتين أرهقهما النوم والتعب ،وكيف لا وقد عبرنا جبال الأطلس وسهول الشاوية ودكالة قبل الوصول إلى مكتب السيد نائبكم المحترم. *سيدي الوزير* اعلم أن الحيف الذي طالنا لا حدود له عملا بمبد أ تكافؤ الفرص الذي يردده الكثيرون وصار عبارة على كل الألسن..فكيف يعقل أن يتم تعيين أستاذات وأساتذة في مناطق قريبة ،ويرمي بنا مقلاع وزارتكم إلى أبعد فرعية؟ واعلموا *سيدي الوزير* أن أهل المنطقة طيبون للغاية وأنستنا طيبوبتهم ما فعله بنا المقلاع،فالكل يرحب والجميع يردد عبارة: مرحبا بك ، ومرحبا بالأرض التي حملتك إلى هنا..كما أن براءة الطفولة وطموحات ساكنة المنطقة وكرمهم وابتسامات الصغار أنستنا كل المحن،بما فيها المكالمة الهاتفية التي أجراها أحد المتطفلين من * رجال التعليم* الذي اتصل برئيسنا المباشر ووصفنا بالمريض والمهلوس لالشيء سوى لأننا طلبنا من صاحب الدكان البعيد عن المؤسسة الابتدائية الواقعة في الطريق إلى مقر عملنا الجديد قارورة ماء وسجادة واشترينا منه سيجارتين،وابتعدنا من أجل الوضوء والصلاة ولأخذ استراحة قصيرة في انتظار عربة أ وسيارة أو دراجة توصلنا إلى مرمى مقلاع وزارتنا المحترمة،وللتذكير فقد قطعنا ،حتى كتابة هذه السطور أزيد من ثمانين كيلومترا مشيا على الأقدام،وهي مناسبة وفرصة عظيمة أعادتنا سنوات طويلة إلى الوراء،ولربما كنا من المشاركين بفضل هذه التجربة في ماراطون الرمال السنة القادمة ونرجو أن يسعفنا الحظ لنفوزبإحدى الميداليات في الماراطون لنرفع راية الوطن ونشرف بلدنا خير تشريف ،وهو الذي يستحق منا كل خير وكل أنواع التضخيات. *سيدي الوزير* اعلم أن رئيسنا المباشر استصافنا في البداية بلطف وترحاب، وأجبرنا تحت الضغط والمكيدة والكذب والبهتان والنفاق على تقديم شهادة طبية لمدة ثلاثة أيام لتبرير رحلتنا المكوكية التي قادتنا من دكالة إلى مكناس عبر القطار ،ومن مكناس إلى خنيفرة ،ومنها إلى قريتنا لإحضار أمتعتنا،رغم أننا في بداية السنة الدراسية،قمنا بالواجب وأدلينا بشهادة طبية لم نكن نحلم قط بدفعها.. *سيدي الوزير* اعلم أن هذا العبد الضعيف رفض ذات فصل ربيع من سنة 2002 أن يجري عملية جراحية في بطنه وتحامل على نفسه لكي ينهي المقرر الدراسي وتحمل الكثير ،وانتقل يوميا إلى إحدى فرعيات م/م أيت حلوان الجبلية وانتظر إلى غاية شهر حزيران يونيو لينزل ضيفا على مصحة ابن سينا ببني ملال الحبيبة ولولا ألطاف الله تعالى لدفع روحه ثمن صبره وتحامله على نفسه. *سيدي الوزير* اعلم أننا نزلنا غرباء واستضافتنا فنادق دكالة وأدينا أثمانا غالية وأزعجنا الكثيرين بسبب أسئلتنا الصريحة وواقع الوحدة المدرسية التي نشتغل بها، حيث وجدناها تشبه إلى حد كبير بناية مقصوفة، وهي أقرب إلى بنايات أحياء مصراتة الليبية، والصور شاهدة على ما أقول ،فلا علم وطني يرفرف فوق البناية ولا صور ملك البلاد تزين الفضاء وكأننا في وطن أخر غير المغرب الحبيب.أما عن التي نعرف أن اسمها جمعية دعم مدرسة النجاح فلم يظهر لنا منها إلا الاسم ،فلاصباغة ولاتزيين ولاصور..كل ما وجدناه عالم يصدر الفتاوى ويعطي الأوامر و يمس بكل شيء يرمز إلى الوطن مستغلا في ذلك سذاجة السكان وبساطتهم وبراءة الطفل،و لم يتردد في إمطارنا بتوجيهاته العجيبة بما فيها مقاطعة السكان والعمل تحت سيادته المشؤومة والانضباط لأوامر مراهق لا يبتعد كثيرا عن مدرسة العقيد القذافي وما فعله بالوحدة المدرسية خير دليل وشاهد إثبات على أن الأقدار أوصلتنا إلى من يحرض علينا التلامذة ظلما وزورا ويطالبنا بمقاطعة أبائهم وافترى علينا وحاول أن يعبث بالصور التي حملناها إلى مرمى المقلاع ،وكانت أخر تصرفاته أن أقدم على تشطيب عبارة من عبارات شعارنا الوطني الذي مات من أجله الأباء والأجداد ،وبه نحيا ومن أجله نحن مستعدون لبذل الغالي والنفيس من أجل وطن هو أجمل وطن في العالم. *سيدي الوزير* رجلنا اليسرى التي تكسرت ذات عام تسعيني ووضعت حدا لمسيرتنا الكروية،ويدنا اليسرى التي تضررت بفعل المسافة الطويلة التي نقطعها جيئة وذهابا إلى مقر عملنا الجديد، في انتظار شراء دراجة نارية جديدة، والعلامة الموجودة وسط البطن والتي تشهد على ماضينا مع الصبر والتضحية وكل المظالم التي تعرضنا لها لن تريح كل من أسهم فيها،و نحن لن نسامح كل من أبعدنا وجعل المبتدئات والمبتدئين ينعمون أو على الأقل أحسن حظا منا. *سيدي الوزير* رغم ماحصل ويحصل لنا ،فإننا لن نخون الأمانة وسنظل أوفياء للطفل والطفولة وسنبقي على صداقتنا للبراءة،ولن ننكر جميل وطن منحنا كل شيء، فطوبى للمخلصين في كل مكان، وتبا لكل إنسان لئيم،ونصر اللهم أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين وأقر عينه بولي عهده وبكل أفراد الأسرة الملكية الشريفة والله تعالى نسأل أن يحفظ بلدنا العزيز وينعم علينا بمزيد من التقدم والازدهار ،و ينعم علينا بمزيد من الصبر والتحمل إلى أن نحقق ما نصبو إليه جميعا في سبيل الخير العميم وكل ما يرضي الله سبحانه وتعالى ،ويسعد البلاد والعباد. وفي الأخير ،تقبلوا منا *سيدي الوزير* فائق عبارات التقدير والاحترام،ودامت منظومتنا التربوية متألقة ورائدة لا ظالمة ولامظلومة، ودامت لكم السعادة والهناء ولنائباتكم ونوابكم ومفتشاتكم ومفتشيكم ورؤساء أقسامكم ومديراتكم ومديريكم كذلك، دون أن أنسى السيدة كاتبة الدولة في التعليم المدرسي وكل المسؤولين وجعلنا الله تعالى من المعلمين والمتعلمين المخلصين والسلام عليكم ورحمة من الله تعالىوبركاته،ولقرائنا الأعزاء نرجو متعة القراءة ،وإلى لقاء قريب في عمل جديد بعنوان:* سيدي مدير البنك* في انتظار* صرخة المظلوم رقم 1* بعد أسبوعين بحول الله تعالى،وبيان شخصي لكشف المستور بعد أسبوعين من الأن،بيان لوضع أحبتنا في كل مكان أمام تفاصيل المكيدة التي حاول من خلالها *الأبطال الورقيون والبطلات الورقيات* من الرباطوخنيفرة ومولاي بوعزة وواويزغت وبني ملال وضع حد لحياتنا من أجل المال في عز شهر شعبان بزعامة زوجة مجرمة ومشعودة حاولت سفك دمائنا أكثر من مرة دون أن تدري أن الله تعالى فعال لما يريد. ومنكم جميعا نرجو الدعاء الصالح لنا لكي نتمكن في هذه الظروف الصعبة من شراء دراجة نارية توصلنا إلى فرعية* القويسحات* التي أسميها* السويهلات* لالشيء سوى لأن ساكنتها من أطيب خلق الله تعالى ومنطقة فلاحية غنية جدا،نسأل الله تعالى أن ينعم عليها بالخير العميم. ورغم بعد المسافة وقهر الزمان ،فسنظل متفائلين معتزين بوطنيتنا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.