قال ميخائيل مارغيلوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى افريقيا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد، ان الحوار السياسي بين روسيا والمملكة المغربية " يتسم حاليا بمستوى عال، ولكن يتطلب دعمه اقتصاديا". جاء ذلك خلال تصريحات ادلى بها الى وكالة "ايتار – تاس" الروسية للانباء يوم 19 سبتمبر/ايلول عقب وصوله الى المغرب ضمن جولته في القارة الافريقية. وكان مارغيلوف قد التقى الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية والتعاون في المغرب، حيث سلمه رسالة شخصية من الرئيس مدفيديف الى العاهل المغربي محمد السادس. وحسب قوله "ان مجالات التعاون بيننا تشمل قطاع الزراعة، الفوسفات، السياحة، وتطوير الاتصالات الجوية بيننا. كما ان المملكة اعلنت اهتمامها بتنشيط مساهمة روسيا في قطاع الطاقة وتمويل مشاريع التنمية والتعاون في المجال العسكري – التقني ومكافحة الارهاب الدولي وخاصة تنظيم " القاعدة" في المغرب العربي. اضافة الى تعاوننا في المجال السياسي ضمن هيئة الاممالمتحدة والمنظمات الدولية الاخرى". واشار مارغيلوف الى انه خلال اللقاء مع الفهري " اولى الطرفان اهتماما كبيرا للاوضاع في العالم العربي وخاصة اوضاع سورية وليبيا. حيث تتشابه المواقف او تتطابق تماما. وقال "عند دراسة الاوضاع المرتبطة بتزايد نشاط المجموعات الارهابية ومنه "نشاط القاعدة في المغرب العربي" فاننا اتفقنا على ان مكافحة الارهاب يجب ان تكون متعددة الجوانب، لان الاجراءات الاحادية لاي جهة كانت لن تؤدي الى الانتصار على شر كالارهاب الدولي".اضافة لذلك فان المغاربة "يثمنون عاليا دور روسيا في مكافحة القراصنة الصوماليين ونشاطنا في بعثات هيئة الاممالمتحدة في تشاد والسودان وغيرها من البلدان". روسيا تثمن عاليا علاقاتها مع المملكة المغربية وقال مارغيلوف في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الوزير الفهري في مبنى وزارة الخارجية، ان روسيا "تثمن عاليا علاقتها مع المغرب التي هي مهمة جدا ولها جذور تاريخية". واشار مارغيلوف الى انه سلم الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية والتعاون رسالة من الرئيس مدفيديف الى العاهل المغربي محمد السادس. وقال مارغيلوف انه خلال المباحثات مع الفهري " تم الحديث باسهاب عن الاحداث الاخيرة في العالم العربي وشمال افريقيا. ونحن نتابع باهتمام تطور الاحداث في تونس ومصر وسورية وغيرها من البلدان في المنطقة". واكد مارغيلوف على ان "روسيا ترحب بالدور الايجابي الذي تلعبه المملكة المغربية في الشؤون الدولية ومن ضمنها افريقيا والعالم العربي". ومن جانبه اشار الفهري في المؤتمر الصحفي المشترك الى ان "العلاقات الروسية - المغربية تتميز بالصداقة". وقال الوزير المغربي ان الحوار السياسي بين البلدين يتطور، مشيرا الى معاهدة الشراكة الاستراتيجية التي وقعت عام 2002 خلال الزيارة التي قام بها العاهل المغربي محمد السادس الى موسكو. وحسب قوله " ان رباط وموسكو تصران على تطوير وتعميق الحوار السياسي في مختلف المسائل المتعلقة بالمنطقة. وان البلدين يتعاونان في عدد من المجالات ومن ضمنها صيد الاسماك والطاقة والتكنولوجيا والسياحة والاستثمارات". روسيا تشيد ببدء الاصلاحات السياسية في المملكة واشار مارغيلوف الى ان روسيا "تشيد بحكمة القيادة المغربية التي بدأت باجراء اصلاحات سياسية في البلاد مع بداية مرحلة مايسمى ب" الربيع العربي".واضاف "نحن نرحب باجراء الانتخابات في المغرب وبالافكار التي تحدث عنها الملك محمد السادس الخاصة بادخال تعديلات على دستور البلاد. لقد كانت المملكة وما تزال تتميز بحكمتها السياسية. ففي سنوات الحرب الباردة ورغم كونها سياسيا وعسكريا جزء من التكتل الغربي، الا انها ارتبطت بالاتحاد السوفيتي بعلاقات جيدة وتطورت علاقات التعاون بين البلدين في جميع المجالات. وحاليا نرى هذه الحكمة السياسية في السياسة الداخلية وفي الشؤون الدولية". وحسب قول مارغيلوف "ان علاقات روسيا مع العالم العربي غنية جدا والتي يجب مضاعفتها والسير نحو الامام. لقد كانت لروسيا علاقات مع شمال افريقيا والشرق الاوسط في زمن القياصرة وفي العهد السوفيتي. ان هذه العلاقات موجودة في الوقت الحاضر ايضا وستبقى في الاجيال القادمة". واشار مارغيلوف الى اهمية العامل " التاريخي بعدم استعمار روسيا لدول افريقية او في العالم العربي. وان جيوشنا لم تحارب ضد هذه الدول. لقد اعددنا عشرات بل مئات الالاف من الخبراء والاختصاصيين الذين قادوا عمليات التحديث في بلدانهم. وان ما يشاع عن افول العلاقات الروسية – العربية بزوال الانظمة الشمولية هو من صنع خيال اعدائنا".