"لا علم لنا بأي تواجد لجبهة البوليساريو و مساعدتها لمعمر القذافي ولا نستطيع أن نتهم أي أحد في هذا الشيء"، هكذا صرح رئيس المجلس الإنتقالي الليبي، المستشار مصطفى عبد الجليل، في مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء في بنغازي، ردا على سؤال حول ما تداول من اعتقال من طرف المجلس ل 556 عضوا من الجبهة في تورطها مع كتائب القذافي في الحرب على الثوار والمدنييين. الموقف الليبي الجديد ينذر بتحول قد يضر بالديبلوماسية المغربية، التي كانت سباقة الى الاعتراف بالمجلس الانتقالي والتي اشتثمرت تواجد قوات بوليساريو وظفها العقيد المطاح به من أجل الحصول على تعاطف دول عديدة من المنتظم الدولي. مراقبون، من جانبهم، عبروا عن كون الموقف قد يكون تكتيكيا من طرف المجلس الليبي لدفع البوليساريو والجزائر الى الحد من مناوراتها ومساعداتها لفلول القذافي، في أفق التعاون مع الليبيين من أجل استرجاع عائلة القذافي، واحتمال تسليم القذافي حيث تشير المعطيات أنه لن يكون متواجدا إلا فوق التراب الجزائري. وكان وزير الخارجية الليبي السابق، عبد الرحمن شلقم، أكد إن مستقبل العلاقات الجزائرية الليبية ستكون "جيدة" بالرغم من "صدمة" الليبيين من عدم تأييد الحكومة الجزائرية لثورتهم. وقال شلقم في حوار نشرته صحفي نشر يوم الجمعة الماضية"إن العلاقات ستكون جيدة، ولأن الليبيين كانوا يتوقعون أن الجيش الجزائري سيقف معهم، بحكم الجوار والعلاقات التاريخية المميزة بين الشعبين، لكن الواقع كان خلاف ذلك فصدموا، فالموقف الرسمي لم يكن بهذا الحجم من التأييد، مع أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يكّن للشعب الليبي كل الحب والتقدير". وأشار شلقم إلى أنه التقى بالرئيس بوتفليقة بقمة الإتحاد الإفريقي في غينيا بيساو لساعات "وبكى أمامي بحرقة عن ليبيا لحبه الشديد لها، وقلت له حاول أن تقنع القذافي بإجراء إصلاحات في ليبيا، لكنه قال لي إنه عنيد ولا يسمع النصائح وأنه منته لا محالة.. أعرف جيدا الرئيس بوتفليقة، الذي لطالما قدم جرعات كبيرة من النصائح للقذافي". وشدّد شلقم الذي انشق عن نظام القذافي في بدايات الثورة على حكمه، على أن "الجزائر بلد شقيق.. وأقول لك يا سيدي، ثلاثة لا يمكن أن تختارهم والديك وأولادك وشقيقك، والجزائر بلد جار وشقيق، وسنبقى إلى الأبد بجانب الجزائر". وأبدى شلقم تفهمه لاستقبال الجزائر لبعض أفراد عائلة القذافي قائلا "أنا شخصيا أتفهمها، لكن كيف دخلوا وبأي ترتيب؟ وإذا كان أحد مقيما، وهو مرتكب جنايات، أو مختلس يجب أن تسلمه الجزائر" داعيا الحكومة الجزائرية إلى تسليم من يثبت أنه مرتكب جناية لأن "هذه هي الطريقة المثلى لرأب الصدع الذي حدث" بين البلدين. وأكد شلقم التزام ليبيا الجديدة بمحاربة تنظيم القاعدة قائلا "نحن نحارب القاعدة، إذا كان هذا هو الشرط أعدهم (الجزائريين) بذلك" في إشارة إلى ما نقل عن اشتراط الجزائر محاربة القاعدة للإعتراف بالمجلس الإنتقالي الليبي، وهو الشرط الذي نفى الناطق باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني بصورة قطعية بأن تكون الجزائر اشترطته.