"قاومت بشراسة ليبقى صوت الدمسيرية صامدا منذ الستينات حتى اليوم" تعتبر الرايسة رقية الدمسيرية واحدة من رائدات الأغنية الأمازيغية، لأزيد من أربعة عقود من الإبداع، ألفت خلالها مجموعة من القصائد الأمازيغية، وغنت حوالي 800 أغنية كانت أولاها تحمل عنوان "الطاكسي" ابتدأت الرايسة رقية الدمسيرية مشوارها الفني في منتصف الستينيات، بالتتلمذ على أيدي كبار الروايس المخضرمين أمثال محمد الدمسيري، وسعيد اشتوك، وقد ساهم عامل السن وتراكم التجربة الفنية/ الغنائية، على الأشرطة المسموعة، والمرئية، وحضور المناسبات والتظاهرات الثقافية، والمواسم والأعراس، وكثافة المراحل التي قطعتها في خضم العطاء والإبداع الغنائي والشعري بصفة عامة، في جعلها تتربع على عرش أغنية الروايس خاصة النسائية، علاوة على مضاهاتها للروايس المخضرمين ممن لا يزالون على قيد الحياة. " أخبار بلادي" اجرت الحوار التالي . ماهي أحوال فنانتنا الامازيغية ؟ بخير كنت أعاني مؤخرا من الرشح والزكام اثر على صوتي لكن الآن الحمد لله أحوالي عادية كباقي الناس. وماهي أحوال الأغنية الامازيغية هذه الأيام ؟ في الظاهر تبدو في حالة نشاط الكل يغني ويصدر الألبومات من الناحية الكمية هناك كثرة لكن في العمق هناك أزمة ذوق. كيف ؟ يعني كثرت الأصوات المتطفلة على فن الروايس يؤسفني أن اسمع بعض المغنيين و أتحسر على ضوابط و أخلاق هذا اللون, أخشى أن يهدم كل ما بنيناه وينقرض تماما الأمر أصبح يتعلق بالمادة والشهرة السريعة ,على حساب المؤهلات المنضبطة وهناك زملاء لي في فن الروايس يقاسمونني الراي و اذكر على سبيل المثال "احمد اوطالب أعراب اتيكي الحسن أخطاب وتبعمرانت وغيرهم"..لكن هذا لايعني اننا نحن الجيل المؤسس لا نشجع الطاقات الشابة و ندعمها ,لقد تعاونت مع جيل الشباب و لا اتردد في الغناء معهم . لكن الجمهور الان يميل إلى ماذا ,هل الغلبة تميل لموجة الشباب ؟ للاسف هناك شريحة كبيرة من الشباب لا تتذوق فن الروايس الأصيل والآن تتشكل قطيعة مع هذا اللون ,وهذا ليس خطاهم لانهم وببساطة فتحوا اذانهم على انماط موسيقية يمكن ان اقول انها هجينة وغريبة وضربت في الصفر كل ما بنيناه واصبح كل من هب ودب يسجل الاغاني في الاستوديو مع الكثير من الايقاع السريع والصور المثيرة. انا لا افرض على الناس ما يسمعونه لكن الامر يحز في النفس. اذن انتم جيل الروايس المؤسس تتحملون المسؤولية ؟ بصراحة هذا المشكل لا تعرفه الموسيقى الامازيغية فقط بل في كل الالوان ..انها مسالة تفرضها متغيرات الوقت لكن يبقى للفنان الحقيقي مكانته الخاصة و يحظى باحترام واسع وانا شخصيا لولا جمهوري وحبي لهذا الفن لاعتزلت منذ مدة. لماذا ؟ الاسباب كثيرة ,جعلتني احس بالتهميش احيانا لكن يكفي اني قاومت بشراسة ليبقى صوت الدمسيرية صامدا منذ الستينات حتى اليوم, وهذا امر نادر وليس بالسهل ,لقد واظبت على انتاج الاغاني و تاليفها و تقديمها باشكال متجددة تحفظ طابع الروايس وتبرز جماله ,ولا ننسى ايضا دور الاعلام الذي لم يعط في وقت سابق ما يكفي من الاهتمام للفنان الامازيغي لكن تم تدارك الامر مؤخرا ,فشخصيا حظيت بالتفاتة من القناة الثانية اثناء تكريمي في برنامج مسار الذي اسعدني كثيرا ,ثم ظهوري في الافتتاح الرسمي لقناة تمازيغت اما في الاذاعات فنكاد ننقرض. وربما عدم تواصلي الجيد بالعربية شكل حاجزا بيني و بين وسائل الاعلام فمعروف اني لا اتقن العربية جيدا (تضحك). إضافة الى الاجماع على جمال صوتك ماسر اصرارك على الظهور بلباس مميز ؟ ببساطة لانه الثراث وجزء من الهوية احرص جيدا على ان يكون متناسقا وصدقني في بعض الاحيان استغرق وقتا طويلا لارتداء الزي, كما اسهر على ادق تفاصيله, من الوان وحلي مختلفة ,بعضها باهض الثمن والاخر بسيط لكن يحمل في طياته قصة المنطقة التي انتمي اليها نواحي مراكش او سوس او الصحراء ,صراحة لا استطيع الغناء امام الجمهور بدون الزي الامازيغي فمكوناته و اجزاءه تساعدني على ايصال الرسالة, انه جزء لا يتجزا من رقية الدمسيرية ومن شهرتها ايضا وافتخر بكوني عنوانا و مرجعا للباس المراة الامازيغية. هل تشاركين في المهرجانات؟ وما رايك في مهرجان موازين؟ في بعض الاحيان يتم استدعائي, و ابرز مهرجان شاركت فيه مؤخرا كان تيميتار باكادير وانشط في بعض المهرجانات المحلية ذات الطابع الجهوي خصوصا في المناطق الامازيغية اما موازين فلم يوجه لي احد دعوة المشاركة, لكن تابعت فعالياته واعجبتني كل الفرق و الايقاعات التي اشعلت فيه روحا فنية نادرة. ماهي بعض الجوانب التي لا نعرفها كثيرا عن الرايسة الدمسيرية ؟ اسمي الحقيقي مثلا هو رقية شوال ,لدي ابناء يشتغلون ومستقرون الان بعد ان اتمموا دراستهم وسهرت على تربيتهم ,اتنقل كثيرا بين اكادير و الدارالبيضاء ,احب الطبيعة الخضراء و الورود كثيرا ,و في البيث اقوم بالطهي ونشر الملابس و الكي وغير ذلك من الاشغال المنزلية كاي امراة مغربية, كما اخرج للتسوق في الاماكن الشعبية واتواصل كثيرا مع جمهوري و المعجبين سواء بشكل مباشر, او عبر الهاتف او في صفحتي الرسمية على الفايسبوك. هل لديك خصوم في الساحة الغنائية ؟ (تبتسم) لا و الحمد لله انا احب الجميع.. كانت لدي منافسات كما يقال و هذا امر طبيعي لكن احتفظ بلوني الخاص و المميز الذي يعشقه الكثيرون, ولا ارى لحد اليوم ان هناك فنانة امازيغية تنافس الرايسة رقية في حضورها وتاريخها واتمنى ان يظهر صوت ما نعطيه المشعل. ماهي نقط ضعف الدمسيرية ؟ في داخلي الكثير من الخجل و في بعض الاحيان اغضب بسرعة لكن اكبر نقطة كما قلت لك في الاول اني اجد صعوبة كبيرة في الحديث بالعربية( تضحك بعفوية).