قام وفد من جهة تازة-الحسيمة- تاونات و بلدية الحسيمة بزيارة صداقة و تعاون إلى جهة كورسيكا مؤخرا الوفد ترأسه نور الدين بلوقي مقرر عام الميزانية بالجهة، و عضوية كل من سعاد بلقايدي و عبد الحفيظ بنتهامي وعبد الصادق البعزاوي عن بلدية الحسيمة.و كان في استقبال الوفد بمقر جهة كورسيكا رئيسها دومينيك بوتشيني و عدة أعضاء آخر بتزامن مع أسبوع الصداقة و اللقاءات المتوسطية.وفي كلمة بالمناسبة عبر بوتشيني على أن اللقاءات الحالية في أجاكسيو تتم في أوقات جد حساسة من الناحية السياسية حيث أكد اعترافه بما قام به المغاربة الفرنسيين و المهاجرين كفاعل أساسي في التنمية بفرنسا و أعرب عن احترامه لساكنة الريف و بطولاتهم في مراحل عصيبة مرت منها المنطقة كما اعتبر بعض الإجراءات التي تقوم بها الحكومة المركزية اتجاه الأجانب يجب أن تحرص على الاهتمام بهم كطرف حقيقي في الدفع بالاقتصاد و القيم الفرنسية. و بين أنه على استعداد تام للقيام بشراكة موسعة بين كورسيكا و جهة تازة-الحسيمة-تاونات، وأكد أيضا علمه التاريخي بشجاعة الريفيين الذين ساهموا في تحرير مناطق عدة من كورسيكا و هذا يشهده التاريخ الفرنسي المعاصر..بعد ذلك عبٌر بلوقينور الدين في كلمته عن تشكراته و امتنانه لرئيس جهة كورسيكا على توجيه الدعوة لمدينة الحسيمة و للجهة ككل مما يدل على الصداقة و التضامن الذين تكنهما هذه المنطقة الفرنسية لجهة تازةالحسيمة تاونات و لكل ساكنتها، خصوصا و أن المملكة المغربية تربطها بأوروبا معاهدات شراكة و تعاون في مجالات كثيرة.وأكد بلوقي بأن جهة كورسيكا معروفة بدورها منذ بداية الستينيات كقبلة للعمال المغاربة الذين ساهموا و لا يزالون في تنميتها، و اكتسبوا احترام سكانها الذين يتذكرون ما قام به المحاربون المغاربة إلى جانب الفرنسيين في معركة الحرية سنة1943 . و تابع قائلا بأن هذه الروابط تدفعنا إلى مزيد من التعاون و تبادل الخبرات لتحسين ظروف العيش و تحقيق الازدهار و طموحات الشعبين.و أوضح بلوقي بأن المغرب ملكا و حكومة و شعبا نهجا لا رجعة فيه في الميادين السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، طامحا إلى بناء تجربة ديمقراطية مبنية على المبادئ الكونية للحكامة الجيدة و التنمية المستدامة و الجهوية المتقدمة الموشومة بديناميكية للإصلاحات المؤسساتية العميقة. تلك الإصلاحات الرامية إلى التجديد و التقدم في بنيات الدولة و تمتين التنمية المستدامة، و التي نبعت من خلال مجهود ديمقراطي أجٌج كل المغاربة أحزابا و فاعلين في المجتمع المدني وكل المؤسسات المعنية حكومية و غير حكومية، حيث يشارك الجميع بشفافية، بقيادة لجنة خُلقت في يناير 2010 تتكون من مسئولين متميزين و خبراء و أساتذة و فاعلين في المجتمع المدني، و ينتهي المشروع في نهاية دجنبر 2010. و لقد ساهمت جهة الحسيمة في هذا الحوار بالواقعية والمسئولية و الإبداع. إن مدينتنا و جهتنا يتابع السيد بلوقي تريدان أن تضعا قدراتهما و ثرواتهما في خدمة المواطنين. فمدينة الحسيمة المدعوة ب"جوهرة البحر الأبيض المتوسط" ذات 60000 نسمة من السكان بُنيت سنة 1926. و يضيف أن أجاكسيو هي المثال القدوة الذي علينا أن نأخذ به في مجالات عدة كالتجديد الحضري و التدبير الايكولوجي للشواطئ، و مشاريع الشباب و تدبير المواد المائية و تحسين الأعمال الجماعية.كِلا جهتينا تتقاسمان ضفتي المتوسط و مرور نفس الثقافات و الحضارات بهما. فالمغرب ذو الثقافة المتنوعة العربية التي تلتقي بأوربا عبر تاريخ الأندلس والضارب في عمق إفريقيا يتطلع إلى ربط جسور التفاهم و الحوار مع الحضارات، مع الأخذ بالقواسم المشتركة التي توحد ضفتي المتوسط.و بلدنا يتطلع إلى مواطنة عالمية و نظام عالمي متوازن لتحويل العالم إلى قرية للإنسانية جمعاء، تسود فيها قيم الأخوة و المساواة و الديمقراطية و التعاون الإنساني . و يردف بلوقي المغرب معروف بحضارته المبنية على التسامح و الانفتاح ويبقى دوما مستعد لركوب التحديات لتنفيذ التزاماته المشتركة.وقد شهد اليوم الثاني زيارة للغرفة المهنية و الصناعة التقليدية و التكوين المهني حيث عبر رئيسها كلود سوزي عن شرفه باستقباله للوفد المغربي مؤكدا استعداده لإقامة شراكة في ميدان التكوين المستمر مع جهة الحسيمة. فيما نوهت سعاد بلقايدي المستشارة الجماعية و مندوبة وزارة الصناعة التقليدية بالحسيمة باللاستقبال المهم الذي حطي به الوفد و شكرت الرئيس على حسن الضيافة وقدمت له دعوة لزيارة مدينة الحسيمة . و في المساء استقبلوا في بلدية أجاكسو بالموسيقى الوطنية للحرس النابوليتاني الذي له رمزية خاصة في الجزيرة الفرنسية. أثناء ذلك ألقت سعاد بلقايدي كلمة بالأمازيغية الريفية عبرت فيها عن شكرها لحسن الاستقبال و كرم الضيافة الذي أقيم لوفدها و بينت المكانة التي تحظى بها المرأة في عهد جلالة الملك محمد السادس و السياسة المتبعة في تسيير الجهات متمنية المزيد من ربط وشائج الشراكة و التعاون مع أجاكسيو ومنطقة كورسيكا.