احتفل مهرجان موسم في دورته العاشرة بخمسة من الأدباء الشباب الفائزين في "بيروت 39" هم الشاعرة المصرية نجاة علي والروائية اللبنانية هيام يارد والروائي الهولندي من أصل مغربي عبد القادر بن علي والقاص الفلسطيني علاء حليحل والشاعر المغربي عدنان ياسين. كما عرضت المسرحية المغربية "كفر ناعوم-أوتوصراط". وأبرز المهرجان تنوعا في اختيار المشاركين, بين كتاب وكاتبات يكتبون الشعر والسرد مستخدمين لغات متنوعة، منها العربية والفرنسية والهولندية. وأدار الشاعر ياسين عدنان الأمسية التي رحب فيها بالضيوف معرفا بهم, ومحاورا لهم في جو حميمي تخلله الكثير من المرح، ثم قرأ الضيوف نصوصهم مع عرض الترجمة الخاصة بكل نص على شاشة إلكترونية متيحة للحضور متابعة النص بلغتهم سواء كانت الفرنسية أو الهولندية. وأجمع الأدباء المشاركون على اعتبار هذه التجربة إضافة لرصيدهم الأدبي وانفتاحا على ثقافة جديدة تتيح لهم التعريف بمنتجهم الإبداعي لجمهور مختلف عنهم ثقافيا ومعرفيا ومتقاطعا معهم في ذات الوقت إنسانيا، وتجلى هذا في إقبال الجمهور عليهم بعد الأمسية والتواصل معهم. صورة نمطية وقال القاص علاء حليحل في حديث للجزيرة نت إن الاحتكاك المباشر مع الجمهور الأوروبي يتيح له أن يكسر الصورة النمطية عن الفلسطيني الذي يعيش في إسرائيل بوصفه واحدا من أبناء فلسطين الداخل 48. ويوضح ذلك بقوله" أتحدث عن حياتي كإنسان, اهتماماتي, القضايا التي تعنيني, ولا أقدم نفسي ضحية, إنما أتحدث من منطلق قوة شخص لا يبيع وطنيته للآخرين كسبا للتعاطف أو غيره". أما الروائية اللبنانية هيام يارد فقالت إن هذه هي المشاركة الثانية لها في بلجيكا، وهي كأديبة تكتب بالفرنسية فإنها معنية أن تخاطب الغرب الذي "يحمل فكرة محددة عن العالم العربي وعن المرأة فيه, من خلال كليشيهات جاهزة, خاصة عن موضوعات الحجاب والحرية وغيرها". وتضيف للجزيرة نت "أحاول دائما أن أجعل كتابتي مرآة لمجتمعي, وأظن أنهم يكتشفون من خلالنا أشياء لم يعرفوها من قبل". أما الشاعرة المصرية نجاة علي فأكدت في حديثها للجزيرة نت على أن تجربة القراءة أمام جمهور أوروبي أمر حيوي خصوصا للأدباء الشباب، لأن "بلادنا لا تقدر الشباب بل تنتظر حتى يتقاعد الكاتب أو يموت لكي تحتفي به". إنصات أوروبي وعن استقبال الجمهور البلجيكي للثقافة العربية قال الشاعر المغربي ياسين عدنان إن بروكسل من العواصم الأوروبية الأكثر إنصاتا للنص الأدبي العربي خاصة المغربي. ورجح أن ذلك تحقق بحكم الحضور المغربي في بلجيكا منذ أكثر من خمسة عقود, وأضاف "عندي إحساس بأن الأدب المغربي بدأ يكتسح المزيد من المواقع والاهتمام من لدن المؤسسات والإعلام البلجيكي وأظن أن هذا هو مدخل هام للأدب العربي". من جهته قال الروائي الهولندي من أصل مغربي عبد القادر بن علي الذي يعيش في الغرب إن أهمية مشاركته في هذه الفعالية تكمن في تواصله مع الأدب العربي والكتاب العرب. "كفر ناعوم-أوتوصراط" وتواصلت الفعاليات بمسرحية مونودرامية من تمثيل وإخراج الفنانة المغربية لطيفة أحرار، وهو عرض إشكالي مبني على ديوان شعري لعدنان ياسين بعنوان "رصيف القيامة"، سعى العرض إلى استنطاق التاريخ والتناقضات التي تحملها المرأة العربية المعاصرة وما تعانيه من ازدواجية وسيطرة ذكورية. وقالت الفنانة أحرار للجزيرة نت بعد العرض إن اشتغالها على نص "رصيف القيامة" يعود لعدة عوامل، منها أنها اطلعت على النص بعد وفاة والدها. وأوضحت "لحظتها أحسست أنه يتحدث عن القيامة والموت اللذين أعيشهما فطلبت من الشاعر الاشتغال على هذا النص ووافق على طلبي, وعادة يكون اقترابي من الشعر بغرض سبر فضاءاته". الجزيرة.نت