تنبئ فعاليات المهرجان الوطني للموسيقى والتربية، وهو يعبر محطته الرابعة انه بلغ مرحلة النضج "وأصبحت له سيرة وقصة مسار، و راكم حضور قوي في سجله بدءا من لحظة التأسيس إلى التطور والاستمرارية وصولا إلى مرحلة التموقع والتميز. فهذه النسخة الرابعة هي دورة تتويج العمل الذي بذل على مدى ثلاثة سنوات والذي بات معه مهرجان الموسيقى والتربية محطة كبرى في الساحة التعليمية و التربوية الوطنية، استهدف بداية الارتقاء بالحس الجمالي و الذوق الفني للمتمدرسين، و فتح آفاق واعدة للمواهب الصاعدة في مجال الموسيقى والغناء، و تجسير لعلاقات التلميذ المغربي بالمنتوج الفني و الثقافي، وتكريس تقاليد جديدة للابداع الفني التفاعلي، تتجاوز إشاعة متعة الفرجة والمناقسة ، الى تقوية قدرات المنشطين و المستفيدين التربويين، وتأسيس الطابع البيداغوجي للتربية الفنية و دور الأندية الموسيقية داخل المؤسسات التعليمية. فهوية المهرجان ومشروعه الفني الذي يلامس من خلاله عدة جوانب ومهام ومسارات حددتها بدقة الإطارات المرجعية له ، تتقاطع مع مشاريع تنفيذ القانون الإطار 51.17، المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، خاصة الجانب المتعلق بحفز التفتح واليقظة لدى التلميذات والتلاميذ. وايضا مشاريع للتشبيك الموضوعاتي في المجالات الثقافية والفنية والإبداعية بين الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين كآلية للنهوض بالحياة المدرسية ، واعتبارا للدور المهم الذي تحظى به التربية الفنية والموسيقية في ضمان نمو وبناء شخصية متوازنة ومنفتحة لدى التلميذ. دون ان ننسى التدابير الواردة في خارطة الطريق لإصلاح منظومة التربية والتكوين 2022 -2026، خاصة الالتزام رقم 12 المتعلق بتنظيم أنشطة موازية ورياضية بالمؤسسة التعليمية، تمكن التلميذات والتلاميذ من التفتح وتحقيق ذواتهم. كما أن المهرجان وهو يحفر عميقا في مجال تميزه وتموقعه داخل الساحة التربوية والفنية ايضا أسس لثقافة جديدة وهي تكريم مجموعة من رموز ورواد الأغنية والموسيقى المغربية، كانت البداية مع تكريم الفنان والملحن المركشي عبد الله عصامي، سنة 2019، ، ومرورا بالمايسترو أحمد عواطف، سنة 2021، أثناء الدورة الموالية، و بالموسيقار وعميد الأغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي، خلال الدورة الثالثة سنة 2022. وانتهاء بالفنان والملحن مولاي أحمد العلوي في الدورة الرابعة لسنة 2023. يذكر أن الدورة الرابعة للمهرجان، التي نظمت يومي 28 و29 ابريل بالفضاء الثقافي لمؤسسة تعليمية خصوصية بمراكش عرفت مشاركة ازيد من 140 تلميذة وتلميذ من جميع الأكاديميات الجهوية بالمملكة.