تعيش حديقة عرصة البيلك بمدينة مراكش على إيقاع وضع مثير وغريب، إذ وقفت خلال زيارتي لهذا الفضاء الأخضر مندهشا على ماألت اليه الحديقة ، من اهمال وازبال وتنامي مظاهر الانحراف بكل تجلياته ، ( حشود من المشردين والعاطلين ، تجمع هنا وهناك ، التعاطي للخمور ( الماحيا والكحول من طرف اشخاص على اختلاف اعمارهم ، من بينهم نسوة مشردات ، ). انه منظر مخجل، هي حديقة تتمركز امام مؤسسة فندقية مصنفة بامتياز ، وجانب محطة الوقوف لحافلات النقل الحضري ، وامام مؤسسات بنكية ، ومقاهي من الطراز الرفيع ، ( كل شيء في هذه الحديقة التي تتحول ليلا الى شبح مخيف ، كونها لاتتوفر على سياج حديدي ، وتغلق ابوابها ليلا مما جعلها ملاذا لكل من لامأوى له ، والاغرب ان المجلس الجماعي لم يخصص ولو حارس واحد ، يقوم بحراستها ، وكما عبر احد الظرفاء ( فين ايام زمان عرصة البيلك ) الاشجار الباسقة الوارفة الظلال ، وخرير مياهها ، والازهار الفائحة الروائح ، اما اليوم هاهي تنعم وسط الروائح الكريهة والازبال والشمكارة ) فهل من التفاتة الى هذه الحديقة من طرف الساهرين على الشان المحلي ؟ كونها تئن تحت وطأة الاهمال وتنامي الانحراف وتجلياته وتداعياته