تم عشية أمس السبت بجماعة سيد الزوين نواحي مراكش، تقديم كتاب " الجتمع المدني بجماعة سيد الزوين " الذي أعدته جمعية الصلاح للتنمية والثقافة بسيد الزوين بشراكة مع جمعية جيوتنمية وفريق بحث جغرافية التنمية بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة القاضي عياض. واستهل اللقاء الذي احتضنه مقر جمعية التضامن والذي حضره مجموعة من الفعاليات الجمعوية وعدد من المتهمين بالشأن الجمعوي بكلمة الدكتور مصطفى عيشان رئيس جمعية جيوتنمية الذي أكد على أهمية هذا العمل الذي تمت بلورته انطلاقا من دراسة ميدانية تشخيصية لواقع العمل الإجتماعي بهذه الجماعة القروية، تروم سبر مكامن الضعف والقوة لدى الجمعيات التي تنشط بالمنطقة، مشيرا إلى الدور والمكانة التي أضحت تحضى بها جمعيات المجتمع المدني في الدستور الجديد والميثاق الجماعي كشريك أساسي في بلورة المخططات التنموية. وأكد الأستاذ بجامعة القاضي عياض على ضرورة توظيف الدراسة من طرف المسؤولين المحليين والجمعيات واستثمار معطياتها في الدفع بالعمل الإجتماعي إلى الأمام حتى ينهض بدوره كاملا إلى جانب باقي الفاعلين في التنمية المحلية التي تنشدها ساكنة المنطقة. وتواصل اللقاء الذي قامت بتنشيطه الأستاذة الجامعية زينب مبسوط، بتقديم قراءات في الكتاب من طرف رؤساء بعض الجمعيات الفاعلة في المنطقة حاولت ملامسة بعض الملاحظات والمزايا التي تخولها هاته الدراسة الأولى من نوعها والتي سعت من خلالها الجمعية المبادرة إلى الوقوف على مكامن القوة والضعف التي تشوب عمل جمعيات المجتمع المدني. وبحسب الكتاب فالنسيج الجمعوي بالجماعة يتكون من 69 جمعية بمافيها الجمعيات المحسوبة على المؤسسات التعليمية، تشكل ضمنها الجمعيات التي تهتم بالمجال التنموي 36 بالمائة، فيما تركز نحو 75 بالمائة منها عملها على المستوى المحلي، وتبقى نسبة 61 بالمائة من الجمعيات بدون مقر دائم. وتشير الدراسة الى أن 71 بالمائة من اعضاء المكاتب المسيرة يتوفرون على مستوى تعليمي يفوق الاعدادي مما يوفر أرضية للتفاعل والتطور، هذا في ظل ضعف انخراط العنصر النسوي الذي لايتعدى نسبة 14 بالمائة في أوساط "صناع الفعل" الجمعوي، بينما يخوض نحو 51 بالمئة من الفاعلين بالمكاتب المسيرة غمار هذا المجال الذي بنيت فلسفته على التطوع مجردين من تجارب سابقة. وانتقل الكتاب الذي تم تقديمه في غياب المنتخبين الجماعيين وفي مقدمتهم رئيس المجلس الجماعي الذي نكث بوعده ولم يلتزم بطبع هذا العمل كما صرح بذلك في لقاء سابق، إلى استعراض حصيلة مساهمة جمعيات المجتمع المدني في التنمية المحلية على مدى 15 سنة. واشارت الدراسة إلى أن نحو 89 بالمائة من الجمعيات العاملة بالمجال الترابي لجماعة سيد الزوين لم تستفد من تمويل مشاريع في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهو الأمر الذي يفسره عدد الجمعيات التي لاتتوفر على شراكات والتي بلغت نسبتها 64 بالمائة. وحصر الكتاب اهم الصعوبات التي تعترض عمل الجمعيات في ضعف المواد المالية وعدم تجاوب المواطنين وعزوف الشباب عن المبادرات الجمعوية، واستعرض بعض الحلول المقترحة من طرف الفاعلين لتجاوز الوضع الراهن عبر سن برامج تكوينية وتشبيك النسيج الجمعوي لتوحيد الجهود. ولفت أصحاب المبادرة التي ثمنها الحضور عاليا، إلى ضرورة استثمار هذه الدراسة حتى " لاتبقى وثيقة صماء" فهي بحسبهم لبنة في صرح التنمية تروم تسليط الضوء على وضعية العمل الجمعوي لتكون مرجعا وخطوة أولى في طريق معالجة اختلالات الفعل الجمعوي بالمنطقة.