ضربت قوات الدرك الملكي، صباح اليوم الثلاثاء، حصارا على دوار الزاوية الشرادية بجماعة لوداية نواحي مراكش، بينما واصلت المقاولة التي يحتج السكان ضدها أشغالها بوادي تانسيفت. وقالت مصادر من عين المكان في اتصال ب"كش24″، إن ثلاثة سيارت تابعة للدرك الملكي رابطت منذ صباح اليوم بالقرب من الدوار المذكور والذي يعد مهد شرارة الإحتجاجات التي عرفتها المنطقة في الأيام الأخيرة ضد التصريح لإحدى المقاولات بإنشاء مقلع للرمال بنهر تانسيفت على أرض يقول السكان إنهم يستغلونها بشكل جماعي للزراعة والرعي وتشكل مصدر عيش لهم ولماشيتهم.
إلى ذلك، أكدت مصادر متطابقة، أن تعزيزات أمنية مكونة من قوات التدخل السريع ترابط بمركز اثنين لواداية الواقع على بعد نحو 22 كيلومترا إلى الغرب من مراكش.
وكانت السلطات الولائية، دفعت أمس الإثنين، بالمئات من عناصر الأمن العمومي نحو مداشر جماعة لوداية المتاخمة لواد تانسيفت، لتفريق وقفة احتجاجية حاشدة نظمها السكان للتنديد بالتصريح لإحدى المقاولات بإنشاء مقلع للرمال بهذا النهر الذي يعتبر شريان الحياة بالمنطقة.
وقال شهود عيان، إن المئات من المواطنين مدعومين بجمعيات المجتمع المدني احتشدوا بشكل سلمي في وقفة احتجاجية منذ الساعة العاشرة صباحا بالمكان المسمى "غابة اللواية" وهي أرض جماعية يستغلها سكان مجموعة من المداشر المترامية على جنبات الوادي في الرعي والزراعة، ورفعوا شعارت منددة بالتصريح لإحدى المقاولات بتحويلها إلى مقلع للرمال مع ما يعنيه ذلك من اجهاز على مورد هام للعيش.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن قوات الأمن ضربت طوقا حول معدات المقاولة المذكورة ليتم إطلاق الجرافات إيدانا ببدء الأشغال رغما عن أنف المحتجين الذين واصلوا احتجاجاتهم الى حدود الثانية زوالا قبل أن يقرروا التحرك بعد انصراف سيارت الأمن وقطع الطريق على الشاحنات التي شرعت في نقل حمولاتها صوب محطة تكسير الأحجار التي شيدتها الشركة المذكورة على ضفة النهر بالقرب من دوار الزاوية الشرادية.
وأضافت المصادر نفسها، أن عناصر الدرك الملكي التي تخلفت عن ركب القوات العمومية التي غادرت عين المكان، سارعت للإتصال بالمسؤولين الأمنيين ليعود "الجيش العرمرم" الذي كان على متن نحو 8 "جيبات" للدرك و15 سيارة للقوات المساعدة، أدراجه ويشرع في تفريق المواطنين بالقوة، وملاحقتهم الى غاية دوار الزاوية الشرادية حيث تم اعتقال شخصين قبل الافراج عنهما.