تعيش مدينة مراكش، المصنفة السادسة عالميا ضمن أفضل الوجهات السياحية وعاصمة السياحة بالمغرب، خلال هذه الأيام حالة كارثية، أكوام من الأزبال والنفايات تملأ شوارعها وأحياءها وأزقتها، بسبب فك المجلس الجماعي لمراكش لارتباطه مع شركة "تكميد" التي فوض لها تدبير ومعالجة النفايات بهذه المدينة. وزاد من هذه الوضعية الكارثية ارتفاع درجة الحرارة التي تعرفها المدينة الحمراء والتي تعدت 49 درجة بعد ظهر يوم أمس الثلاثاء 25 غشت الجاري، وبالإضافة إلى امتعاض واستياء الساكنة من هذه الأزبال المتراكمة والتي تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف ومضرة بالصحة والبيئة، انتشار الازبال سيلحق أضرارا بالمدينة التي تحتضن هذه الأيام سياح مغاربة وأجانب وكذا المغاربة المقيمين بالخارج.
وخلق تدهور وضعية قطاع النظافة على مستوى مدينة مراكش استياءً وامتعاضاً كبيرين لدى السكان الذين تقدموا بشكايات في الموضوع إلى الجهات الوصية يحتجون فيها على تراكم الأزبال في الشوارع.
وأصبح على المواطن التأقلم مع نفاياته، وملزما بتفادي المرور في بعض الأحياء نظرا للروائح الكريهة، هذا دون الحديث عن الوضع البيئي الذي أصبح يتدهور يوما بعد يوم بفعل هاته النفايات التي تركت لحالها.
من يمر بشارع محمد الخامس بالحي الأوروبي الراقي المعروف بجيليز، بالقرب من المركب التجاري "كاري إدن" (كما يلاحظ في الصورة رفقته)، يقف مشدوها أمام الكم الهائل من الأزبال التي فضل أهل الحي أن يبرزوا محتويات البركصات المملوءة عن آخرها، والفائض الذي تكوم حتى صار كجبل الجليد على جنبات الشارع، ومن يمر بمختلف الشوارع والأزقة لا يخامره شك في أن قطاع النظافة بمدينة مراكش يحتاج لتدخل عاجل قبل أن يستفحل الأمر، ويصبح خارج السيطرة، حيث بدأ مجموعة من المواطنين يرفضون أن تأخذ البركاصات مكانا لها قرب البيوت، ولهم الحق في ذلك، ما دامت الأزبال تتراكم، والروائح النثنة تنتشر، بل إن بعض الأحياء لا تتوفر على حاويات الأزبال على غرار (الازدهار، الداوديات، لمحاميد، المسيرة).
للاشارة فقد سبق لوالي الجهة عبد السلام بيكرات، ان قرر الأخذ بزمام الامور، بعدما اصدر تعليماته لمندوبية الانعاش الوطني من اجل تسخير الموارد البشرية والوجيستيكية لشن حملات نظافة بمختلف النقاط السوداء، الحملات التي شهدتها الأحياء الراقية لم تدم طويلا، كما لم تشمل الأحياء التي تعرف كثافة سكانية مهمة خصوصا لمحاميد، المسيرة، ازلي، الداوديات.
وضع يتحمل المجلس الجماعي لمراكش أوزاره، وقد يكون هدية ثمينة لخصوم العمدة ومكتبها، فالمواطن العادي لا يهمه أن يركب المجلس الطائرة، أو أن يشق البحر، وإنما يهم المواطن العادي أن يتمتع بمدينة نظيفة و جميلة، تحفظ له الكرامة، وتمنح له الفرصة للتغني بشوارعها وأزقتها المعبدة، ومجاري مياه الصرف الصحي الغير مخنوقة، ومجالها الأخضر الخلاب، إلى جانب الإنارة والشغل والصحة.