يحظى معرض جهوي للصناعة التقليدية، المنظم تحت شعار"الحرف الأصيلة، فن وإبداع"، إلى غاية 11 نونبر الجاري بساحة الحارثي بمراكش، باقبال كثيف من قبل ساكنة مراكش وزوار هذه المدينة، وذلك للاطلاع على ابداعات الصانع التقليدي في مختلف المجالات والتي أصبحت تتماشى مع مختلف الأذواق. ويعكس هذا المعرض، المنظم بمبادرة من غرفة الصناعة التقليدية بجهة مراكش- آسفي، حس الابتكار لدى الصانع التقليدي الذي يسعى الى جعل منتجاته ذات رونق وجمالية وغاية في الإبداع والإتقان في الصنع، تمكنها من أن تكون جزء من أثاث المنزل أو استعمالها كهدايا تقدم في المناسبات المفضلة. ويروم المعرض تسليط الضوء على ما تزخر به الجهة من تنوع وغنى في الحرف، وتشجيع وتثمين القدرات الإبداعية لدى الصناع التقليديين، والمساهمة في المحافظة على الصنائع والحرف اليدوية، حيث تتنوع المنتوجات بين النسيج التقليدي والطرز والخياطة التقليدية ومنتجات الديكور والنحت على الخشب والحدادة الفنية والنحاس والدرازة والأحذية التقليدية والمعمار التقليدي وفن الخط والمصنوعات الجلدية والصياغة والمنتجات النباتية والفخار وصناعة الشموع والخزف والعرعار ومنتجات أخرى. وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة المعارض والتظاهرات بغرفة الصناعة التقليدية لجهة مراكش-آسفي عبد الرحمان اشتيا، في تصريح لقناة " إم 24′′ الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المعرض يعرف إقبالا كبيرا من لدن ساكنة المدينة وزوارها من السياح المغاربة والأجانب، مبرزا أن ما بين 400 و500 شخصا يقومون بزيارة أروقة المعرض ،التي تبلغ 127 رواقا ، تشمل مختلف منتجات الصناع التقليديين ، الذين ينتمون الى عدد من المدن المغربية. وأضاف أن المعرض يعد مناسبة ليس فقط للتعريف بالإبداع والقدرات والطاقات الخلاقة في الابتكار ومجاراة متطلبات السوق التي أصبح يتميز بها الصانع التقليدي، بل أيضا فرصة يلتقي فيها هؤلاء فيما بينهم لتبادل الخبرات في التعامل مع المواد الخام والآليات المستعملة التي تمكن الصانع من تقديم منتوج له جودة واتقان. وأشار الى أن تنظيم المعرض في هذه الفترة، ولأول مرة بعد جائحة كوفيد 19، يرجع بالأساس الى كون المدينة الحمراء تعرف حركة مهمة على المستوى السياحي ،سواء منهم السياح المغاربة أو الأجانب، مما يسمح للصانع التقليدي من الالتقاء بزبنائه بشكل مباشر من مختلف الأذواق والتعرف على مدى اعجابهم وملاحظاتهم . ومن جهتها، أوضحت فاطمة لعلوكي إحدى الصانعات التقليديات ، في تصريح مماثل، أن هذه التظاهرة تمكن الصناع التقليديين من تقديم آخر منتجاتهم وإبداعاتهم الهادفة الى تطوير هذا القطاع وجعله يتماشى مع متطلبات العصر الحديث، مذكرة بتجربتها التي تفوق 50 سنة في مجال الطرز والخياطة مما حدى بها الى تلقين خبرتها الى عدد من النساء والفتيات. ويأتي هذا المعرض، في إطار تنزيل البرامج التي سطرتها غرفة الصناعة التقليدية في مجال الترويج للمنتوجات الحرفية وتسويقها برسم سنة 2022، بهدف إتاحة الفرصة أمام الصناع التقليديين لعرض وتسويق منتوجاتهم، والتواصل مع زبنائهم والتعرف على زبائن جدد. كما يندرج المعرض، المنظم بشراكة مع مؤسسة دار الصانع والمديرية الجهوية للصناعة التقليدية، في إطار مساعدة الصناع المعنيين الذين تضرروا بشكل كبير من هذه الجائحة، وتحقيق الإشعاع المطلوب لهذه التظاهرة، وتحفيز المواطنات والمواطنين على زيارته وتشجيعهم على اقتناء منتوجات الصناعة التقليدين. وتسعى هذه التظاهرة أيضا إلى أن تشكل منصة لتبادل التجارب والخبرات والتبادل بين الصناع للوقوف عند عدة جوانب تتعلق بحرف الصناعة التقليدية، وتهم، على الخصوص، الجودة والإبداع الفني للمنتوجات. ويشمل برنامج المعرض، الذي تتخلله دورات تكوينية للعارضين في مجالي التسويق الإلكتروني وتدبير وتحسين جودة المنتوج، ورشات للتكوين في السجل الوطني للصناعة التقليدية، والتأمين الإجباري عن المرض، والتربية المالية، وكذا إعداد المشاريع. وتجدر الإشارة، إلى أن المعرض الجهوي للصناعة التقليدية بمراكش يعرف، كذلك، مشاركة عارضين من جهات الرباطسلا – القنيطرة، والدار البيضاء – سطات، وفاس – مكناس، وكلميم – واد نون، وسوس – ماسة، والعيون – الساقية الحمراء.