أمر نزار بركة، وزير التجهيز والماء، بفتح تحقيق مع كبار الفلاحين، الذين حفروا آبارا، ووصلوا إلى الفرشة المائية الثانية، بعدما تلقى شكايات من نواب برلمانيين. ومن المنتظر أن يترتب عن نتائج التحقيقات، فرض عقوبات مالية ضخمة، وردم الآبار، وإحالة ملفات الرافضين لقرار الوزارة الوصية على أنظار القضاء. ولمواجهة آثار ندرة مياه الشرب، ضخت وزارة الاقتصاد والمالية، مليارا ونصف مليار درهم خارج ميزانيتها السنوية، قصد إنجاز دراسات لرسم خريطة جديدة، لتجاوز أزمة العطش. وباتت أكثر من 10 مدن كبرى مهددة بأزمة عطش مع حلول فصل الصيف، ويتعلق الأمر، وفق مصدر في مديرية الماء، بالبيضاء ووجدة ومراكش والناظور ومكناس وبرشيد وسيدي قاسم والرشيدية وأكادير وشفشاون. وكشف المصدر نفسه وفق ما نقلته يومية الصباح، أن مدنا أخرى مهددة بالعطش، بسبب ندرة الماء، وهو ما جعل الوزارة نفسها، بتنسيق مع وزارة الداخلية، في شخص العامل الهبطي، تبحثان عن حلول مبكرة، لتجاوز أزمة عطش وشيكة، إذ يتنقل العامل من إقليم لآخر، لعقد اجتماعات مطولة، بحثا عن حلول استباقية لأزمة عطش قادمة. وتعاني العديد من الأقاليم والجهات ضعف التساقطات المطرية وعدم انتظامها خلال العقود الأخيرة، نظير جهة سوس، مما يطرح إشكالية ندرة الموارد المائية، سيما في ظل الجفاف الذي أصبح ظاهرة هيكلية في مناطق مطبوعة بمناخها الجاف وشبه الجاف، والتي لا يتجاوز فيها معدل التساقطات المطرية 150 ملمترا سنويا في السهول، و400 ملمتر سنويا في قمم الجبال. وأدى توالي سنوات الجفاف في العديد من الأقاليم، إلى الضغط على الفرشة المائية الباطنية، وبالتالي حدوث عجز في الموارد المائية يصل 300 مليون متر مكعب سنويا، في حين عرفت حقينة السدود تسجيل عجز بلغ رقما قياسيا خلال السنتين الأخيرتين، وهو 94 في المائة. وطمأن نزار بركة، وزير التجهيز والماء، نوابا نقلوا مآسي السكان بسبب ندرة مياه الشرب، إذ وضع برنامجا خاصا ب 2022، تعهد فيه بإنهاء أشغال سد أكدز بإقليم زاكورة، وسد تيداس بإقليمالخميسات، وسد الساقية الحمراء. والتزم بركة، بمواصلة إنجاز أشغال 12 سدا كبيرا، بأقاليم كلميموالحسيمة وتاونات وشيشاوة والدريوش وتارودانت والحوز وتاونات وسيدي قاسم وجرسيف وصفرو، والشروع في إنجاز أشغال تعلية سد إيمفوت بإقليمسطات، وإنجاز أشغال سد على وادي لخضر بإقليمأزيلال، وسد تاغزيرت بإقليمبني ملال وسد خنط كرو بإقليم فكيك، وسد تامري بإقليمأكادير إداوتنان و رباط الخير بجهة فاسمكناس، الذي سيمكن من تزويد صفرو والمراكز المجاورة بالماء الصالح للشرب، وسقي الأراضي الفلاحية والحماية من الفيضانات، وتعلية سن ابن بطوطة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، الذي سيمكن من تأمين تزويد طنجة الكبرى بالماء الصالح للشرب.