شكل مشروع "التعليم الثانوي" المندرج ضمن برنامج التعاون "الميثاق الثاني"، الذي تموله حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية، محور زيارة للقائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية في المغرب، السيد ديفيد غرين، للثانوية الإعدادية (ابن العريف) بمدينة مراكش. وخصصت هذه الزيارة، التي تميزت بمشاركة مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لمراكش- آسفي، أحمد الكريمي، والمدير العام المساعد لوكالة حساب تحدي الألفية – المغرب، السعيد عزوزي، والمدير المقيم لهيئة تحدي الألفية في المغرب، ريتشار غاينور، للوقوف على مستوى تنزيل نموذج "ثانوية التحدي"، المكون الرئيسي لمشروع "التعليم الثانوي"، على مستوى هذه المؤسسة التعليمية، بغية الرفع من فعاليتها وأدائها وتجويد التعلمات والنتائج الدراسية لتلاميذها. كما شكلت الزيارة مناسبة للقاء التلاميذ والأساتذة، المستفيدين الأساسيين من الاستثمارات المنجزة بهذه الثانوية الاعدادية، حيث تحظى المؤسسات التعليمية المستفيدة من تنزيل هذا النموذج من دعم مندمج، يهم تعزيز استقلاليتها الإدارية والمالية، وتشجيع اعتماد منهج تربوي يتمحور حول التلميذ، وتحسين المحيط المادي للتعلمات، بفضل إعادة تأهيل البنيات التحتية المدرسية، وتوفير التجهيزات الضرورية للابتكار البيداغوجي. وسنحت زيارة الدبلوماسي الأمريكي والوفد المرافق له، أيضا، بلقاء أعضاء لجنة قيادة "مشروع المؤسسة المندمج"، الذي يعد الركيزة الأساسية لنموذج "ثانوية التحدي"، والاطلاع على التقدم المحرز في تنفيذ التدابير المبرمجة في إطار هذا المشروع. وفي هذا السياق، أكد القائم بالأعمال بسفارة الولاياتالمتحدة في المغرب، السيد ديفيد غرين، في تصريح للصحافة، أن هذا المشروع "يروم جعل الشباب، مستقبلا، أكثر إشراقا"، موضحا أن هذه الزيارة تدخل في إطار الاطلاع على مستوى تنزيل المشروع بهذه المؤسسة التعليمية، والذي يشمل 28 مؤسسة بالجهة (90 مؤسسة تعليمية بالمغرب)، وذلك من أجل تحسين جودة التعليم بالمملكة، وتدبير ميزانية المؤسسة. وأضاف غرين أن "هذا جزءا صغيرا من استثمارات الحكومة الأمريكية عن طريق هيئة تحدي الألفية مع شركائها، خصوصا وكالة حساب تحدي الألفية – المغرب، من أجل توفير مستقبل جيد للجيل الجديد، خصوصا عن طريق جودة التعليم". من جهته، أبرز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لمراكش- آسفي، أحمد الكريمي، في تصريح مماثل، أن هذا المشروع يدخل في إطار التعاون بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، الهادف إلى النهوض بالمؤسسات التعليمية، بما فيها البنيات التحتية والحياة المدرسية، إلى جانب تحسين وإدراج تكنولوجيا المعلوميات في التربية والتكوين، مضيفا أن هذه الزيارة مكنت من الاطلاع على التقدم الحاصل، والتحول النوعي الذي أدخله هذا البرنامج على الحياة المدرسية، وفي تحسين محيط التعلمات، والذي من شأنه أن يكون له تأثير في مستوى مخرجات المنظومة. وأوضح المدير العام المساعد لوكالة حساب تحدي الألفية – المغرب، السعيد عزوزي، من جانبه، أن الزيارة تندرج في إطار الوقوف على مستوى تنزيل نموذج "ثانوية التحدي"، الهادف إلى الرفع من أداء وفعالية المؤسسات التعليمية، وتحسين التعلمات والنتائج الدراسية للتلاميذ. وذكر بأن الثانوية الاعدادية (ابن العريف) تعد واحدة من 90 مؤسسة مستفيدة من هذا المشروع بالمغرب، والذي يشمل إعادة تأهيل البنية التحتية للمؤسسة، والتجهيزات المعلوماتية والديداكتيكية والبيداغوجية، المتمحورة حول التلميذ، علاوة على تعزيز الاستقلالية المالية للمؤسسة. ويعد "مشروع المؤسسة المندمج"، الذي تم إعداده وفق منهجية تشاركية، بمثابة خارطة طريق تحدد أولويات التدخل على مستوى كل مؤسسة تعليمية، وكذا العمليات التي يتعين تنفيذها، والميزانية اللازمة لذلك. ويتمحور هذا المشروع حول ثلاث أولويات، هي الرفع من جودة التعليم، وتعزيز المساواة والانفتاح، وتشجيع الإبداع والابتكار التربويين. ومكنت الزيارة أعضاء الوفد من الوقوف على أشغال البنيات التحتية، التي تم إنجازها بالثانوية الإعدادية (ابن العريف)، بهدف تحسين المحيط المادي للتعلمات لفائدة حوالي 1200 تلميذ يتابعون دراستهم بهذه المؤسسة. وشملت هذه الأشغال، التي رصد لها غلاف مالي يناهز 500 ألف دولار، على الخصوص، إقامة مبنى متعدد الوظائف (مقصف، ومكتبة، ومستوصف)، وإعادة تأهيل المكتبة الحالية لتحويلها إلى فضاء للتوجيه والاستماع، وإعادة تهيئة غرف تغيير الملابس القائمة، وتهيئة فضاء لركن الدراجات. ووقف الوفد على مجموع المعدات المعلوماتية والديداكتيكية والتربوية التي سلمت لهذه المؤسسة لدعم تنفيذ نموذج "ثانوية التحدي". وتتكون التجهيزات المعلوماتية، التي ستساهم في الجهود المبذولة قصد توفير تعليم ذي جودة، أساسا، من حواسيب محمولة ومكتبية، وطابعات متعددة الوظائف، وخوادم مشتركة للتخزين، وأدوات للربط بشبكة الأنترنت، وحقائب متعددة الوسائط، وأجهزة لعرض الفيديو، وشاشات للعرض، بالإضافة إلى حزمة من البرامج المعلوماتية. ويستفيد من هذه التجهيزات حوالي 82.000 تلميذ سنويا بالمؤسسات التعليمية ال90 المستفيدة من مشروع "التعليم الثانوي" بجهات مراكش- آسفي، وفاس- مكناس، وطنجة – تطوان- الحسيمة. وتبادل الوفد وجهات النظر مع التلاميذ والأساتذة المشاركين في النوادي المدرسية التي أحدثت بهذه المؤسسة، لاسيما الناديين المخصصين لمجالي الروبوتات والمهارات الحياتية، والتي ستمكن التلاميذ من تعزيز مهاراتهم الفردية والمهنية وتحسين قابلية تشغيلهم. يذكر أنه يتم تنزيل مشروع "التعليم الثانوي"، الذي تمت بلورته في سياق تام مع مقتضيات القانون – الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والذي خصص له غلاف مالي قدره 111,4 مليون دولار، بتعاون وثيق مع قطاع التربية الوطنية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين المعنية.