عاش دوار " بن سعدون " الواقع ضمن النفوذ الترابي لبلدية سيدي رحال الشاطئ إقليمبرشيد، وبالضبط على مستوى الشريط الساحلي لبحر المحيط الأطلسي، على مشارف الطريق الساحلية المعروفة اختصارا بطريق أزمور، الرابطة بين الدارالبيضاء و أزمور، مساء أمس الثلاثاء 02 نوڤمبر، يوما أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه دام بسبب مجزرة لم تشهدها هذه المنطقة من ذي قبل. وراح ضحية المجزرة أربعة أشخاص إثنان منهم توفيا على الفور بمسرح الجريمة، فيما إثنان آخرين فارقا الحياة فور و صولهما بسويعات قليلة إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، وأصيب الخامس بجروح خطيرة ولا يزال إلى حدود الساعة بقسم العناية المركزة، وذلك جراء تلقيهم لرصاصات من بندقية صيد تعود ملكيتها لأب الجاني، والبالغ من العمر 17 سنة، والذي كان في حالة هيجان متقدمة و اندفاع قوية، نتيجة تناوله الأقراص الطبية المهيجة المحظورة. وأفادت مصادرنا، بأن مرتكب الجريمة النكراء، كان في جلسة خمرية ماجنة مع بعض الشباب من أبناء المنطقة، وبرفقته فتاة تعد عشيقته ورفيقة دربه، إلا أن نقاشا بسيطا حول الفتاة، تطور إلى خلاف كبير دفع أحد الشباب إلى سب وضرب الجاني مرتكب المجزرة، الشيء الذي عجل بمغادرة الجاني للجلسة الخمرية الماجنة لوحده دون عشيقته، و ذهابه إلى بيت عائلته حيث مقر سكناه، وتحت تأثير المشروبات الكحولية المختلفة الأشكال و الأنواع، و تناوله المفرط للأقراص المهلوسة، قصد الجاني نظريا الشارع العام، و شرع في البحث والتنقيب عن الفتاة، التي تركها مع مجموعة من الشباب غالبيتهم من أصدقائه، إلا أن محاولة بحته عنهم باءت بالفشل ولم يتمكن من الوصول إليهم، الشيء الذي دفعه حينما كان في حالة هيجان جد متقدمة إلى إفراغ البندقية في كل ما صادف أمامه. ووفق المعطيات والمعلومات الدقيقة التي استقتها الجريدة من عين المكان، حول هذه الجريمة البشعة التي اهتز لها الرأي العام المحلي و الوطني، والتي أسالت مداد العديد من المنابر الإعلامية، فقد عمد الجاني الذي كان في حالة هيجان جد متقدمة نتيجة الأسباب السالف ذكرها، التجول بالشارع العام حاملا بندقية صيد، ومباغتة ضحاياه وكل من صادفه في طريقه الأول أمام مقر عمله كحارس للسيارات، حيث وجه إليه طلقات نارية أردته قتيلا على الفور، لينتقل بعد ذلك إلى أمام دكان خاص ببيع المواد الغذائية، شارعا في إطلاق النار على الشخص الثاني، ومن ثم قصد آخرين مصيبا إياهم بطلقات نارية أدت إلى وفاتهم عبر مراحل متفرقة. في المقابل تورد مصادر كش24، من قلب الواقعة الأليمة بسيدي رحال الشاطئ، أن عناصر الدرك الملكي تحت الإشراف الفعلي لقائد سرية برشيد، والسلطة المحلية وعناصر الوقاية المدنية، و مختلف المصالح المعنية، حلت على الفور قصد القيام بالمتطلب، تنفيذا لتعليمات النيابة العامة لدى الدائرة القضائية سطات، والعمل على نقل جثامين الضحايا صوب مستودع الأموات بمدينة الرحمة، و الحرص على إيصال الثلاثة الآخرين، الذين كانوا في حالة حرجة إلى المؤسسة الصحية بن رشد الدارالبيضاء، و تتبع حالتهم الصحية تنفيذا لتعليمات الوكيل العام لدى استئنافية سطات، والقائد الجهوي للدرك الملكي بالقيادة الجهوية سطات، مع موافاة سلطة الإتهام لدى محكمة الاستئناف بسطات بكل ما هو جديد في موضوع الجريمة. وأكد المصدر ذاته أن المصابين الثلاثة الذين إستقبلهم المركز الجامعي الاستشفائي للدار البيضاء، لا تربطهم أية علاقة قرابة، وأن الجاني مرتكب المجزرة، الموقوف والمحروس نظريا لدى المركز الترابي لدرك سيدي رحال الشاطئ، من المستبعد جدا بأن يكون فعله الإجرامي الخطير بدافع الانتقام، بقدر ما هو بفعل تأثير المخدرات القوية و تناوله نسبة كبيرة من الأقراص الطبية المهيجة الممنوعة والمحظورة، بسبب نشوب خلاف بسيط مع أصدقائه، تطور إلى نزاع حول فتاة تعد عشيقة الجاني مرتكب المجزرة. وفي هذا الصدد، شددت فعاليات، استنادا إلى مصادر مطلعة، إن تحرك عناصر الدرك الملكي تحت القيادة الفعلية لقائد السرية ومساعده الأول، كما هو معهود فيهما، إلى مكان الحادث أفضى إلى تطويق المنطقة على وجه السرعة، وسط تعزيزات أمنية، من عناصر الدرك الملكي سيدي رحال الشاطئ، وهو ما مكن من توقيف واعتقال الجاني الرئيسي في وقت قياسي وجيز، و بحوزته بندقية صيد أداة الجريمة، بعدما تم إستدراجه من قبل القائد الإقليمي لسرية الدرك الملكي ببرشيد بمساعدة من بعض العناصر، بطريقة علمية وعملية جد ذكية وبدون أية مقاومة تذكر. المتحدث نفسه أضاف في تصريح خص به كش 24، أن التحريات الميدانية والتحقيقات الأولية مع الجاني، أفضت إلى الاهتداء والوصول بسرعة كبيرة، إلى الأسباب الحقيقية وراء اقتراف الموقوف والمحروس نظريا لجريمته البشعة، مؤكدا أن سبب النزاع يعود إلى مشاكل و صراعات حول فتاة مع آخرين من أصدقائه كانوا في جلسة خمرية بأرض خلاء، وأن الضحايا لا تربطهم و الجاني أية عداوة او تصفية حسابات كما هو متداول بين الناس. وزاد متحدث آخر ان بعض المغردين خارج السرب، خلطوا الأوراق و الحابل بالنابل، و وضعوا البيض كله في سلة واحدة، محاولين تغليط الرأي العام المحلي و الوطني و موضوع هذه القضية بمواضيع أخرى لا تربطها أية صلة أو علاقة لا من قريب ولا من بعيد بهذه الجريمة البشعة التي هزت ساكنة الجماعة الحضرية سيدي رحال الشاطئ والمناطق الواقعة عليها. وقد جرى وضع المتهم الرئيسي على خلفية تورطه في هذه الجريمة، تحت تدابير الحراسة النظرية لدى مركز الدرك الملكي سيدي رحال، بأمر من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الجنايات بسطات، إلى حين استكمال التحقيق معه و عرضه على أنظار وكيل الملك بسطات، فيما لا تزال الأبحاث والتحرياث الماراطونية المكثفة مستمرة، بغية توقيف واعتقال المشتبه بهم على خلفية الإشتباه في تورطهم في السكر والاعتداء بالضرب على الموقوف المتهم في إرتكابه لهذه المجزرة.